اليسار والعواقب الثقافية لتجربة (المُشترك)
كان لابد من وجود تحالف سياسي بين الأحزاب المُعارضة في مواجهة السلطة الفاسدة يوماً ما إذ وصل الأمر إلى "قلع العدادات "وتعديلات دستورية تسعى لتأبيد ((صالح)) في الحُكم .سياسياً تحالف المُشترك يُعتبر نضوج في العمل الحزبي اليمني ومرحله تقدميه مُهمة في المعارضة،لكن وبنفس الوقت اعتراها تهور وإفراط في الوطنية والمعارضة وربما هذا من تداعيات التأزم الذي صنعه المؤتمر فقد كان على أُهبة إعلان نفسه الحزب الأوحد تكليلاً لمسيرة طويلة من الإقصاء ، يُفترض أن يكون هذا التحالف (اللقاء المشترك)علمي ومؤقت يخدم نقطه معينه وينتهي تلقائياً عند تجاوزها ولكن ما حدث عكس ذالك تماماً فقد تبوتقت هذه الأحزاب في هذا اللقاء وتكلست داخله ككيان واحد لا وجهَ له وإن بدت ملامحه إصلاحيه..
تجمع الإصلاح برأيي وبقرائه موضعيه للحالة السياسية حتى -ثورة11فبراير- وما بعدها كان هو الوحيد الذي يحصد كل ثمار هذا التحالف وإن كانت ثماره ذابلة أصلاً فقد تحول من شريك إلى عراب شرعي لها ،حتى أصبحنا كلما سمعنا كلمه مشترك تبدت في مخيلتنا تجمع الإصلاح .أخطر من كل هذه المكاسب السياسية والثورية والمحاصصه التي يحصدها ألان في حكومة الوفاق باسم المُشترك هي الثقافة التي خلفها هذا اللقاء المُشترك على اليسار..
ضلت شخصيات قياديه إصلاحية بخطاب متطرف تكفر ((بُشرى المقطري)) و((سامية الاغبري)) باستهداف صريح للشريك الأخر وفي خضم العمل الثوري منتهزةً هذا اللقاء ومستغله التزام الأخر بآداب هذا التحالف وبدأت أمانة الحزب تتقبل رويدا رويدا هذه الثقافة المتطرفة التي تطالها حتى وصلت إلى محاولة اغتيال(( د ياسين سعيد نعمان ))الأمين العام للحزب بمحيط نقطه تابعه للفرقة ومن المعلوم ماذا نعني بالتحديد حين نقول -الفرقة الأولى مدرع المنشقة حينها- ،وعلى العكس لم نخرج من اللقاء المُشترك بذهنيات تقدميه لقيادات الإخوان فمازالوا هم المشائخ والعساكر والقبائل والمجاهدين والأشد كارثيه من ذالك إنهم خلفوا غبار الرجعية على ملامح الأحزاب اليسارية والقومية معاً.
ثقافة المحاصصه والصراع على المراكز تنخر منضمات الحزب وهذا نتاج تجربه المُشترك الشارع اليوم عنده توجه حقيقي نحو اليسار نحو الاشتراكي على الأخص ولكن بقاء الحزب حتى اليوم في اللقاء المشترك يُسبب الحرج للحِزبيّن وكل من يتطلع نحو الحزب . ما خلفه هذا اللقاء من ثقافة على القواعد والمنضمات وخِطاب القيادات اكبر من أن يتم حصره على المستوى القريب وأبعد من أن يتم التخلص منه بدئاً من الانكسار المعنوي للعضو الحزبي هناء في الشمال بان عُمق جذور التخلف والرجعية والفساد الذي يُناضل ضدها هو في النهاية متحالف بطريقة أو بأُخرى معها وصولاً إلى خيبه الأمل التي تعتري القواعد في الجنوب ففكرة أن الحزب الحامل للقضية الجنوبية مازال حتى اليوم متحالف مع الأعداء التاريخين الذي شاركوا في الحرب على الجنوب صدع ثقافي في نفسيه هذا الحزبي يَصعُب ترميمه .