السفير قاسم جبران لقناة «العربية» : لا يمكن العودة لنظامي ما قبل العام 90 و 67 في الجنوب
أكد أمين عام المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي السفير السابق قاسم عسكر جبران في لقاء مع قناة «العربية» أنه لا يمكن العودة إلى نظام الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان قائما قبل الـ 22 من مايو 1990 ، ولا ذلك النظام الذي كان قائما قبل عام 1967 في إشارة إلى نظام السلطنات والمشيخات في الجنوب.
جاء ذلك في لقاء ساخن وخاص بث مساء اليوم الاثنين على قناة «العربية» وأجراه معه الزميل الإعلامي عادل اليافعي مذيع قناة «العربية» ضمن سلسلة لقاءات أجرتها القناة ولأول مرة مع عدد من قيادات الحراك السلمي في جنوب اليمن.
وقال جبران في رده على تخوف دول المنطقة من عودة النظام الاشتراكي للحكم في حال عادت دولة الجنوب " نطمئن أصدقائنا في المنطقة بأن المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أكد بوضوح على انه لا يمكن العودة إلى النظام الذي كان قائم قبل 22 مايو 90 ولا يمكن العودة إلى نظام ما قبل 67 ، وإنما إلى نظام ديمقراطي فدرالي يتبنى مصالح أبناء الجنوب وكذلك مصالح الجيران ، ويملك نظرة جديدة وشاملة للمنطقة".
وأكد جبران في حديثه مع «العربية» بأن " الوحدة اليمنية فشلت تماما ولا يمكن أن تظل الوحدة على أجساد الجنوبيين وهي ستضل مرفوضة اليوم وغدا وفي المستقبل " ، مشيرا إلى أن " الشعب سئم وقدم تضحيات ولا يمكن أن يقبل أي شكل من أشكال الوحدة".
مراجعة حساب
ودعا جبران " دول الخليج إلى مراجعة حساباتهم ، وان يدركوا أن عودة دولة الجنوب هو المكان الطبيعي لإصلاح الأوضاع في الجمهورية العربية اليمنية" ، مؤكدا على "أن الوحدة لا يمكن أن تتم مع قبائل" .
وقال جبران أن هناك دول كثيرة باتت تتفهم قضية شعب الجنوب ، وأن هناك أيضا إدراك وإن جاء متأخر من قبل دول الخليج ، إلا أنه أرجع هذا التأخر لما اعتبره "المبادرة الخليجية التي قدمتها دول مجلس التعاون لحل النزاع بين السلطة والمعارضة في شمال اليمن".
كما أشار جبران إلى أن الحراك الجنوبي يتفهم علاقة ومصالح بعض الدول بنظام صنعاء ، إلا أنه أشار إلى أن دول مثل روسيا وبريطانيا تدرك أن استقرار المنطقة يكمن في حل قضية الجنوب حلا عادلا.
وقال السفير قاسم عسكر بأنه "لا يمكن لأحد أن يقف تجاه مطالب شعب الجنوب ، وأنه لم يحصل للعالم أن وقف ضد مطالب أي شعب ، والتخوف هو بقاء الوضع في هذه الطريقة ، الذي يجلب مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ، ولدينا الثقة المطلقة أن العالم سيقف إلى جانب مطالبنا بالأخير في الاستقلال وفك الارتباط".
خلافات الداخل
مذيع قناة «العربية» الزميل عادل اليافعي طرح سؤالا حول طبيعة الخلافات التي بين قاسم عسكر جبران وبين الزعيم حسن باعوم ، وعما إذا كانت هذه الاختلافات فكرية أم خلاف على مواقع قيادة الشارع".
يرد السفير جبران أن " الخلاف مع (الرمز باعوم ) تنظيمي يتعلق بالعمل المؤسسي في المجلس الأعلى "حد وصفه ، مضيفا إلى ذلك " التطورات على الساحة وكيفية مواجهتها وقيادة الفعاليات والمجتمع بصورة صحيحة" مشيرا إلى "أن هناك كثير من الأمور تحدث وتدفع باتجاه عدم التقارب".
وانتقد جبران ما وصفه "تحالف باعوم مع أطراف تختلف مع أدبيات المجلس الأعلى للحراك الجنوبي " في إشارة إلى محاولات التقارب التي بذلها حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي مع قيادات جنوبية في الخارج والداخل بينها قيادات مؤتمر القاهرة كـ المهندس حيدر أبو بكر العطاس والرئيس علي ناصر محمد وكذلك حزب رابطة أبناء اليمن رأي الذي يرأسه السيد عبد الرحمن الجفري.
ودعا جبران القيادي باعوم لـ "إعادة النظر في تفكيره من اجل إعادة لحمة المجلس" ، معتبرا من ذهبوا مع باعوم بأنهم "انحسروا" حد وصفه .
وفي رده على سؤال «العربية» حول من هو القائد الفعلي للحراك الجنوبي ، قال جبران أن " رمزية الرئيس البيض يمثل شرعية القيادة التحررية " مضيفا أن " عندنا قيادات لمجالس الحراك في الداخل في المحافظات والمديريات والأحياء وهي التي تقود العملية الثورية على مستوى الوطن ، ونحن بحاجة إلى إعادة حوار داخلي على مستوى المكونات ، وبالتالي الوصول إلى رؤية مشتركة ، مؤكدا إلى أن "هناك حاجة ملحة وحان الوقت لكي تلتف هذه القيادات حول بعضها" .
الشباب والقيادة
مذيع «العربية» تسائل : لماذا لم نرَ قيادات شبابية تقود العمل السياسي السلمي في الجنوب ، وما نرى سوى القيادات القديمة التي عفى عليها الزمن ، ولما لم يتم تأهيل الشباب لقيادة العمل السياسي في الجنوب؟.
قال السفير جبران " نحن نحتفظ بهذه الشخصيات لرمزيتها من ناحية ولديها خبرات معينة .. " يقاطعه المذيع " من يضمن أنهم إذا عادوا أنهم لم يتخلوا عن الحكم ؟".
يرد جبران " شعبنا فاهم ومدرك لهذه القيادات ، وسوف يجدد قياداته ، ونحن نشعر انه من مسئوليتنا فقط إعادة الجنوب ثم أن ننكفئ في مواقعنا ، ونترك القيادة للشباب" .
هذا وكانت قناة «العربية» قد أوفدت مذيعها الإعلامي عادل اليافعي إلى داخل الجنوب خلال الأسابيع الماذية، أجرى خلالها عدد من المقابلات التلفزيونية بصحبة مصورين ومخرجين جنوبيين شباب مع قيادات في الحراك الجنوبي بينهم العميد ناصر علي النوبة والشيخ حسين بن شعيب والسفير قاسم عسكر جبران والشيخ طارق الفضلي ، في حين اعتذر عن المشاركة كل من الزعيم حسن أحمد باعوم والدكتور محمد حيدرة مسدوس.
وهذا من المتوقع أن تبث القناة خلال اليومين القادمين بقية المقابلات التلفزيونية ، التي لاقت ترحيبا كبيرا في أوساط الشارع الجنوبي ، مثمنين الالتفاتة الإعلامية من قناة «العربية» وجهود مذيعها عادل اليافعي.