عيد الأعياد الجنوبية
بحق مثل قرار إعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية في 21 مايو 94 م قرارا تاريخيا شجاعا استطاع تجاوز تحدي فوتوبيا اليمننة و الوحدة ، قرار متفرد في لحظته التاريخية ما كان ليجرؤ أن يتخذه إلا قائد تاريخي من طراز خاص استشعر المسؤولية الأخلاقية و القيادية الملقاة على عاتقه إمام الأجيال القادمة ، قرار مثل منعطفا مصيريا و تصويبا حكيما للاعوجاج الذي أصاب مسار الحركة الوطنية الجنوبية منذ منتصف خمسينات القرن الماضي ، بصرف النظر عن المفردات التي تضمنتها بعض فقرات البيان و اقتضتها الضرورة التبريرية يظل يوما مشهودا و مفصليا في التاريخ النضالي و الذاكرة الوطنية الجنوبية ، قرار تاريخي شجاع أعاد الوعي لواقعة و الهوية لمسارها الطبيعي لذلك يستحق أن يحتفي به باعتباره عيد الأعياد الوطنية الجنوبية .
الثورة التحررية الجنوبية المعاصرة منذ انطلاقتها حددت هدفها بفك الارتباط مع نظام العربية اليمنية حيث رفع حراكها التحرري السلمي علم دولة ( ج . ي . د. ش ) في تأكيدا لوا حدية هدف فك الارتباط ، بقايا ( اليمننة ) تحاول التشكيك بتلك الحقيقة لكن مايدحض تخرصاتها وضوح شعار الثورة الجنوبية و حركها التحرري : برع .. برع يا استعمار .. في توصيف موضوعي لواقع حال الجنوب بعد حرب صيف 94 م انه تحت الاحتلال ، من ذلك تأتي أهمية الاحتفال بالذكرى التاسعة عشر لقرار فك الارتباط الصادر في 21 مايو 94م باعتباره انتصار للإرادة و الهوية الوطنية الجنوبية التي حاول تيار ( اليمننة ) تغييبها.
المليونية السابعة القادمة - بإذن الله تعالى- التي يحضر لها كل الجنوب يجب إن تكون مميزة لتميز المناسبة ذاتها ورمزية من وجه الدعوة للاحتشاد فيها مساء 21 مايو القادم بساحة العروض / خور مكسر ، مليونية يجب إن تتميز عن سابقاتها حشدا و تنظيما حتى تعطي رسالة واضحة أن خيار فك الارتباط خيار كل شعب الجنوب و حراك ثورته التحررية ، مليونية يجب أن تتميز – أيضا – في كثافة التزين بأعلام دولة الجنوب مع الرفع ألحصري لصور السيد الرئيس علي سالم البيض بما يرفع الحجة عن مدعي عمى البصر و البصير بأنه مرحليا تمثل قيادته الشرعية الشعبية و الثورية للجنوب حتى استكمال مهام التحرر الوطني من الاحتلال اليمني .
*زنجبار – أبين 4 - مايو - 2013 م
* منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن