لماذا أزعجهم تصريح الخبجي ؟!
الدكتور ناصر الخبجي القيادي البارز في الحركة الوطنية الجنوبية في تصريح لوكالة يونايتد برس انترناشونال حذر حزب الاصلاح من استقدام متظاهرين من المحافظات الشمالية إلى الجنوب وحشدهم في فعالية تدعم الوحدة اليمنية في الجنوب معتبرا ذلك عملا خطيرا .. ومحذرا من ردود أفعال غاضبة قد تعمق روح الكراهية مع الشمال .
لم يتحدث الخبجي عن منع حزب الاصلاح من تنفيذ فعالية وحدوية المشاركين فيها من الجنوبيين الإصلاحيين كما حاول قادة الحزب أن يصوروا تصريح الخبجي في تعليقاتهم ، ولم يتحدث عن المسيرات المخالفة لمسيرات الحراك الجنوبي ، بل كان تحذيره من تضليل الرأي العام عبر تصوير مجموعة من المتظاهرين المستوردين من خارج المحافظات الجنوبية على أنهم جنوبيين يهتفون للوحدة .. فلماذا انزعج كتاب حزب الاصلاح وقياداته من تصريحات الخبجي ؟ .
أحدهم كتب مقالا يصف الخبجي بضيق الافق لرفضه تضليل الرأي العام واستيراد متظاهرين شماليين باسم الجنوب ، وآخر راح يعدد نعم ما سماها ثورة التغيير على الخبجي رغم أن الجميع يعلم أنه لا يوجد في عدن ثورة تغيير ولا هم يحزنون انما توجد قوتين رئيسيتين هي الحراك الجنوبي وحزب الاصلاح ، في حين انخرط سيل من الكتاب في حرف الكلم عن مواضعه والادعاء بان الخبجي حذر الجنوبيين الذين لا يؤمنون بفكرة استقلال الجنوب من التظاهر في عدن وهذا افتراء وكذب بامكان أي قارئ ان يرجع الى نص تصريح الخبجي المنشور ليكشف افتراءهم على الرجل.
أحدهم فقط كان أكثر صراحة من غيره واستنكر رفض الخبجي لاستيراد المتظاهرين من تعز وصنعاء وذمار للتظاهر في الجنوب باسم الجنوبيين قائلا ان من حق اليمني التظاهر في أي بقعة من أراضي وطنه .. وبرغم ان هذا الكاتب لم يستوعب المتغيرات من حوله بعد الا انه كان اصدقهم في الطرح باعتباره لم يزور كلام الخبجي ولم يرد على كلام لم يدلي به الخبجي أصلا .
الجميل في الجدل الذي خلقته تصريحات الدكتور الخبجي أن حزب الاصلاح اعترف بأنه هو المخرج والمنفذ للمسيرات التي تناوئ الحراك الجنوبي بعد أن كان لسنوات ينأى بنفسه عنها وينسبها زورا وبهتانا لكائن غير موجود في عدن هو " شباب الثورة " ، فقد حرصت وسائل إعلام ( حزب الإصلاح ) في عدن والوسائل المقربة منها على تسمية ناشطيهم ومحتجيهم بـ ( شباب الثورة ) ، ربما لأن الحزب يريد أن يضفي صبغة ثورية على نشاطاته الحزبية التي قد لا يتقبلها الناس خصوصا في عدن نتيجة حساسية مفرطة ومعروفة تجاه الحزب لا داعي لشرح أسبابها وواقعها ، بينما تحرص هذه الوسائل على وصف شباب الحراك الجنوبي بالانفصاليين وقلة من الوسائل الإعلامية قد تكون لطيفة إلى حد ما وتسميهم ( شباب الحراك ) بل قد تقرأ في عدد من الصحف والمواقع عن خلافات بين شباب الثورة والحراك وكأن الحراك وحركته السلمية ليسوا ثورة وإنما مجموعة مشاغبين .
ختاما نقول لهؤلاء الذين كتبوا وآخرين في طريقهم للكتابة والتعقيب والتعليق على تصريح الخبجي ، الرجل انتقد المظاهرات المستوردة التي تضلل الراي العام ولم يمانع من اقامة أي جنوبي لفعالية مخالفة في عدن ، فتوقفوا عن التضليل ولا توهموا القارئ البسيط أن تصريح الخبجي ضد اقامة أي جنوبي يختلف مع الحراك لفعالية أخرى .. ولا أظن أن أحدا يؤيد تضليل ضخم بحجم استيراد الآلاف من خارج محافظات الجنوب وتقديمهم للعالم على أنهم جنوبيين يهتفون للوحدة .