"الفيسبكة" صفحات للمهاترات وجلد الذات
شهدت السنوات القليلة الماضية طفرات متلاحقة في مجال تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال، وتغيرت معها القدرات الابداعية في هذا المجال مما ساعد على التعامل مع هذه التكنولوجيا بيسر وسهولة، بحيث لم يعد استخدام تلك الوسائل حكراً على المختصين بها بل أصبحت متاحة لمعظم الناس على اختلاف مهاراتهم ومستوياتهم العلمية، وكان من الطبيعي ان يحوز الشباب النسبة الاكبر في التعامل معها والتفاعل أيضا، بحكم تقبله لتجربة أي جديد مقارنة مع الأجيال الأكبر سناً، وفضلاً عما قدمته هذه الوسائل الحديثة من سهولة في التواصل مع أقرانهم في مختلف بقاع العالم إلا ان هذه السهوله دفعت بالكثر من هذا الجيل الى سوء استخدامها وفي طرق تعاطيهم معها.
ومن هنا يرى البعض ان موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" لم يعد كما كان عند إطلاقه حيث كان موقعا للتعارف الاجتماعي وتبادل الأفكار والرؤى بل أصبح الموقع سببا لإثارة الكثير من المشاكل وعامل مساعد على تنمية الكثير من السلبيات في حياتنا اليومية, ويرى البعض الآخر ان الموقع ترفيهيا من الدرجة الأولى لا هدف منه اطلاقا ولافائدة ترجى منه سوى انه مضيعة للوقت ويرون انه بسبب الاستخدام الخاطئ من قبل بعض الأفراد لذلك أصبح الموقع نقمة بسبب ما أدى إليه من تمزق, ويجمعون على ان الاستخدام للموقع يختلف من شخص لآخر وان العيب ليس في الموقع نفسه إنما العيب في الاستخدام الخاطئ له.
حقيقة اضطررت لطرق هذا الباب مرة أخرى بعد ان ازداد الهراء على صفحات الفيس بوك والتي بكل تأكيد ستصدمك العبارات السوقية والنزق المجنون في مواجهة ذاتيه. وما ينشر من منشورات لم تقتصر على ذوي الأسماء والمعرفات الوهمية التي اعتادها البعض وكأنه يجد في اسمه الحقيقي انتقاصا, بل بلغ النزق مداه بعد ان تجاوز أولائك, ووصل ليس لمن يكتب باسمه من العامة بل وصل لمن نعتقد انهم الصفوة ممن يعملون في المجال الإعلامي و بلاط صاحبة الجلالة "الصحافة".
ان تعميق وهم المؤامرة على صفحاتهم ما هو إلا نتاج إرث ترسب في عقولهم الصغيرة فكبر معهم حتى أصابهم جنون الشك في كل مايدور حولهم, لذا نراهم غير مبالين بحال هذا الشعب الصامد في وجه الطغيان وجعلوا من المهاترات الجانبية ارفع في حربهم "الفيسبوكية" على قضية وطن وشعب يرزح تحت احتلال همجي متوهمين انهم يستطيعون جرجرة هذا الشعب خلفهم كالقطيع, ودون ان يفقهون الى انهم بأفعال كهذه يمعنون بغباء مطبق لتقديم خدمات مجانية للمستفيد الأول من تشرذمنا, حيث لايشفع لهم الجهل بسلبيات أفعالهم تلك ومدى تأثيرها سلبا على قضية شعب وكأن هذه الأقلام والأصوات قد جهزت بقاذفات لتدمير الانتصارات التي حققت بتضحيات ودماء الشهداء وللإساءة لثورة شعب، أظن ان هؤلاء يعرفون أكثر من غيرهم، مدى الهوان واستلاب الحقوق الذي يعانيه شعب الجنوب من المحتل وممن يستمدون وجهة نظرهم في حدث مفصلي كهذا من مصادر لاترجو لنا الخير ليتم طرحها وفقا لمصالح خاصة لايستفيد منها إلا شرذمة من الوصوليين بينما يتضرر الملايين وفقا لتلك الأفعال, واجزم انهم لا يستطيعون التخلي عن ما درجوا عليه من منشورات الانحطاط اذ أصبح لافرق بينهم وبين من يبرر بيع وطن, إمّا لأنهم يخافون على فقدان مصالح معينة أو لأنهم لا يدركون مدى تأثيرها السلبي على قضيتهم وأنا أرجح الثانية, ومع كل ماتقدم يبقى الأمل كبير في ان يفيقوا مما هم فيه ويعودوا إلى رشدهم ويضعوا قضية شعبهم فوق كل اعتبار بدلا من تتويه الناس في معارك فراغية تصب مخرجاتها لصالح المحتل اليمني.