شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
باسم الشعبي

الثورة مستمرة يا شباب

الاثنين 29 أبريل 2013 08:23 مساءً

-          لا يعني وقف صلاة الجمعة في الستين أو في غيرها من المدن اليمنية بأن الثورة انتهت،فالثورة لا تكمل أو تنتهي وفي تصوري أنها مستمرة وستستمر بصور وأشكال مختلفة.

-          الوضع في اليمن ما يزال بحاجة لثورات بسبب تعقيداته ومشاكله المركبة التي يخلقها الموروث والواقع أمام مسيرة التغيير والتحول التي بدأت ولا يمكن أن تتوقف أو تعود إلى الخلف إلا بانجاز كامل الشروط والأهداف التي تهيئ لبناء دولة يمنية قادرة على النهوض بالشعب في مختلف المجالات الحياتية وإنهاء كل بؤر الصراع والتطرف في كل شبر من أرض اليمن عبر إحلال وظيفة الدولة وهيبتها محل الغياب الذي عاشته الدولة على مر العقدين الماضيين على الأقل.

-          كل الأدوات التي تقوم وترتكز عليها بنية الدولة بحاجة إلى ثورات تصحيح وتقويم مسار كي تتحول إلى روافع حقيقية وموضوعية لمشروع بناء الدولة بما فيها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني فهي في مسيس الحاجة للانتقال إلى وضع أفضل قادر على التعاطي مع شروط الدولة العصرية المدنية التي تكفل الحرية والعدالة والمواطنة للشعب وتحقق له الديمقراطية التي تكفل المنافسة وتتيح الفرص أمام الجميع من دون توظيف نفوذ السلطة وإنما التنافس عبر البرامج وعرضها أمام الشعب والتي تضمن إحداث نقلات نوعية في الحياة العامة والخاصة للناس وفي بنية الأحزاب ونشاطها بحيث تقدر على حمل مشروع الدولة القادم بعيدا عن التخوف والهروب من المسؤولية.

-          لقد جاءت الثورة لتتيح فرص جديدة وثمينة أمام الأحزاب المعارضة إذ عليها أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية،فما من قوى قادرة على التعاطي مع التحولات غير القوى المنظمة كالأحزاب مثلا،وبالتالي فغن تفريطها بهذه الفرص بحجة عدم استطاعتها أو جهوزيتها إدارة المرحلة يكشف ضعف وهشاشة في بنيتها وغياب لمشروعها الحضاري المتعدد اقتصاديا وتنمويا..وبدلا من حضورها المميز والكلي تحضر عبر محاصصة هشة ومعيقة مع الأدوات القديمة التي تحاول إعادة إنتاج نفسها في واقع ثوري فتي،وهذا بحد ذاته يعطي انطباعا بأن الأحزاب بحاجة إلى ثورات في داخلها تعيد صياغتها بما يلبي شروط الدولة الديمقراطية وصياغة فكرتها من كونها فكرة للبحث عن نفوذ سياسي عبر محاصصات إلى فكرة بناء الدولة عبر البرامج والكفاءات لمواكبة المرحلة وتحولاتها السريعة والمتسارعة وبالتالي القفز بمشروع الدولة إلى الأمام وحمله على التحقق من دون خوف أو تردد.

-          على الرغم ما نشاهده من صراع إلا أن اليمن تعد الدولة الوحيدة من دول الربيع العربي التي تتيح فرصا كبيرة للبناء من نواحي عديدة:أبرزها أن العامل الاقتصادي هو العامل الرئيسي الذي يقف خلفه كل مشكلاته الممتدة من الشمال إلى الجنوب فأي تحسن بهذا المجال سوف يأتي بنتائج طيبة وايجابية ومن ثم يأتي تغيير شكل الدولة من كونها مركزية إلى لا مركزية لتتيح فرص أمام مشاركة واسعة للناس والقوى الاجتماعية والسياسية من خلال الحكم المحلي كامل الصلاحيات أو مشروع الفيدرالية الذي يتطلب عملية تهيئة وبناء مؤسسات الدولة قبل تنفيذه على الأرض بحيث تكون الدولة ومؤسساتها قادرة على حمل مشروع كبير بهذا الحجم وقد وضع الشباب في إحدى مبادراتهم خارطة طريق مقترحة أمام النخب السياسية والأحزاب والحوار الوطني بحيث تكون المرحلة ما بين انطلاق الثورة الشبابية وحتى 2014 تتعلق بهيكلة الجيش والأمن وتوحيدهما،والحوار الوطني،ووضع دستور جديد للبلاد،وإجراء انتخابات نيابية ومحلية ورئاسية،على أن تكون المرحلة التالية،2015 -2019 تطبيق الحكم المحلي كامل الصلاحيات لمدة خمس سنوات وبناء المؤسسات،ثم يأتي نظام الحكم الفيدرالي العام 2020،متوقعين أن تشهد اليمن بحلول العام 2030 نهضة شاملة،وأشارت المبادرة إلى ضرورة بناء الحياة الحزبية بحيث تتمكن الأحزاب من مواكبة عملية التطور وبناء الدولة الجديدة.

-          إذن الثورة لم تنته،فأمام الشباب مسؤوليات جسيمة وكبيرة لمتابعة مسيرة التغيير في البلاد وحل كافة القضايا وفي المقدمة القضية الجنوبية إذ بحلها وإعادة كافة المنقطعين والمسرحين إلى أعمالهم وإعادة مؤسسات وأراضي الدولة المنهوبة سوف تدلف اليمن بالتأكيد مرحلة تالية أكثر أماناً وحيوية صوب بناء الدولة.

-          على الشباب أن ينضموا أنفسهم عبر أطر وقوى ضغط مختلفة إعلامية وسياسية واقتصادية..لممارسة الضغط على الأحزاب والنخب السياسية ولضمان استمرارية الثورة وعدم إتاحة الفرصة للثورة المضادة،فالثورة يفترض أن تستمر يا شباب في كل مكان.