لهذه الاسباب نرفض الوحدة مع الشمال
الجنوب فيه من يؤمن به وطن للجنوبيين فقط ويريد استعادة تميزه بين الدول في كونه ملجأ لكل حر وباحث عن الكرامة والأمن ، واستعادة هويته التي حاول الشمال تغييرها إلى هوية لاتمت له ولا لطبيعة شعبه بصله .
الجنوب شعب معروف بالبساطه والقناعة والتعايش مع كل الأجناس والأعراق .. جاءت له بريطانيا بالصومال والهنود و بنت الكنيسة للمسيحي والمعبد لليهودي والهندوس فعاش فيها البهري والهندوسي والسيخ وعبدة البقر فتعايش الجميع وساد الأمن والأمان بينهم وتقبل كل منهم الأخر بكل مافيه ولم يسعى احد إلى تغيير ما لا يعجبه في غيره وإنما تقبله وتعايش معه كماهو .
هذه هي الخصوصية التي لشعب الجنوب التي لم يتفهمها رئيس الشمال السابق ولم يتفهمها شعبه الذي أتانا غازيا يبحث عن ما يمكنه ان يسلبه من حق عام وحق خاص لإخوة له في الإسلام قبل ان يكونوا إخوة في ما كنا نظنه وطن فأرادوا تغيير مجتمع وانتزاع جذوره ليتناسب مع نظرتهم وطبيعتهم ومع عقليتهم وحياتهم هم متناسيين طبيعة حياة شعب بكامله بسطوا سلطتهم عليه بقوة السلاح والعسكر بإبادة جماعية لشعب الجنوب في هويته وثقافته وكرامته وببنية الدولة المدنية فيه وفي تراثه وتاريخه وانتمائه للجنوب في عاداته وتقاليده وأسس بناء الإنسان الجنوبي فيه وخصوصية تركيبته التي اكتسبها من تراكمات اجتماعيه واقتصاديه وسياسيه من مئات السنين.
فهل سيتفهم اليوم أبناء الشمال الشقيق ان المشكلة ليست في شعب الجنوب وإنما في شعب الشمال الغير معد للتعايش مع غيره نتيجة الإرث الذي خلفه الإمام ولم تنفع معه لتغييره كل الثروة المنهوبة ولا كل فرص التعليم التي حرم منها الجنوب لتعطى لأبناء الشمال في محاولة لبناء شعب مثقف فبدلا من بناء الإنسان بني الحجر وظهر العمران ولم يجدي بناء الإنسان فزاد البشر جشعا وهلعا رغم ارتفاع المستوى المعيشي والتعليمي لديهم على حساب شعب الجنوب الذي رغم محاولة التجهيل والإفقار له إلا انه ظل متمسك بهويته الجنوبية الأصيلة .
فماذا لو كان قُدم للجنوب جزء من ماقدمه علي عبدالله صالح للشمال وشعب الشمال ،هل كان هذا الشعب بقياداته التي ضحت بمنصبها له وشعبة الجنوبي الأصيل سيتنكر له مثل ما عمل أبناء الشمال برئيسهم ؟!!، رئيسكم أيها الشماليين أحبكم ولم يحب الجنوب ولا شعب الجنوب وأحب بلده الشمال وقدم له ما لم يقدمه أحد لشعب ولولا ان التخلف وراثي فيكم ولولا انه مال حرام ما صرفه عليكم من ثروة الجنوب لكنتم اليوم في مقدمة الشعوب ..
أخوتنا في الشمال مشكلتكم انه لاتوجد دولة لديكم ولم توجدوا الأسس الصحيحة لبناء دولة مدنية وكلنا نعلم ان الدولة لاتأتي من خلال مخرجات حوار في ستة أشهر ولن يأتي بها قرار رئاسي وإنما هي نتيجة تكتسب بعد سنين من التراكمات يتمخض عنها تدريجيا مجتمع مدني ..
الشمال مجتمع قبلي وشعب من أسياد وعبيد تحكمه القبيلة لايطبق فيه قانون ولانظام لهذا لن تسوده الحرية والعدالة والمساواة والنظام والقانون بأستمرار تمسككم بالوحدة الزائفة ..
الجنوب مجتمع مدني وشعب مسالم يبحث عن التعايش والمواطنة المتساوية لم يجد له مكان في مجتمعكم و قد اتخذ قراره في استعادة دولته فكفوا انتم عن الإصرار على الوحدة الزائفة قبل ان تصيبكم لعنة الجنوب فتتفرق الشمال إلى أقاليم وقبائل متناحرة يصعب لملمتها وتأمين الأمن والأمان لها وأعلموا ان الوحدة مستحيلة معكم .. اما الجنوب فمهما كان اختلاف أبنائه تجمعهم الهوية الجنوبية المتجذرة فيهم يظلون على اختلافهم متفقين متسامحين يختلفون ويتصالحون يقتتلون ويتسامحون تجمعهم عقيدة واحدة توحدهم الهوية الجنوبية ويلتقون بوطن واحد يعيش فيهم ويجمعهم فيه وطن أسمه الجنوب .