تيار "مثقفون من أجل جنوب جديد" يعتمد الكفاءة والمهنية والاستقلالية، والتمثيل العادل، أساساً لتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الجنوبي
في خطوة إجرائية وعملية (من الداخل) وحظيت بتفاعل إيجابي من قيادات الداخل والخارج، يبادر تيار"مثقفون من أجل جنوب جديد" إلى تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الجنوبي القادم، باعتماد معايير الكفاءة والمهنية والاستقلالية، والتمثيل العادل، ويعززها بمستشارين من الشخصيات السياسية والقيادية الجنوبية السابقة المصطفة مع إرادة شعبها الاستقلالية في الداخل والخارج.
الجنوب الجديد يتشكل الآن ولا سبيل إلى إعادة إنتاج الماضي:
جاء ذلك في تصريح صحفي خاص بهذه الخطوة، قال فيه الدكتور سعيد الجريري رئيس تيار "مثقفون من أجل جنوب جديد": لقد آن للجميع أن يدركوا أن جنوباً جديداً يتشكل الآن، حيث لا سبيل إلى إعادة إنتاج أي وضع سابق، بأي حال من الأحوال، وأن الوعي الجديد بمتغيرات اللحظة الجنوبية ومشهدها الميداني والسياسي، يستوجب أن يتم استيعاب المعطيات وقراءتها قراءة موضوعية، وعدم المضي في أي طريق لا يؤدي إلا إلى مزيد من إضاعة الوقت، واستهلاك الجهد الجنوبي في إدارة عبثية لخلافات لا تنتهي، وتؤدي في نهاية المطاف إلى ضياع أو تأجيل اللحظة التاريخية التي يرسم ملامحها وملاحمها شعب الجنوب بتضحيات شهدائه وجرحاه ومعتقليه المستمرة.
وأضاف: إن المرحلة التي تمر بها قضية شعب الجنوب هي من الحساسية بحيث ينبغي أن يحدث في مسارها تحول سياسي نوعي، بعد أن بلغت القضية إلى الذروة شعبياً، ووصل الصوت الجنوبي إلى العالم عبر التضحيات والثبات على الموقف والتعبير عنه بأساليب مختلفة كالعصيان المدني، والحشود المليونية التي قدمت رسالة واضحة ومحددة مفادها أن شعب الجنوب موحد على هدف الحرية والكرامة والسيادة على ترابه الوطني الجنوبي.
لجنة تحضيرية من كفاءات جنوبية استقلالية في الداخل والخارج
وأشار الدكتور الجريري إلى أن التيار، من واقع مسؤوليته الوطنية الجنوبية في الداخل، ومن موقع المسافة المتساوية بينه وبين جميع الأطراف في المشهد الجنوبي، ومن منطلق اتجاهه مع القوى والمكونات والتيارات الفاعلة، صوب صياغة "جنوب جديد" مقطوع الصلة بالأساليب والعقليات التي لم تعد تلبي طموحات الشعب وتطلعاته الحرة، سوف يعلن في الأيام القليلة المقبلة، خطوته المتعلقة بتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي.
وأوضح: أن التيار يعتمد في تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي، على كفاءات جنوبية مهنية من الداخل والخارج، محصنة بموقف جنوبي منسجم مع الإرادة الشعبية المعبر عنها في الساحات، مع تمثيل عادل يشمل تنوع الطيف الجنوبي المؤمن بأهداف الثورة السلمية التحررية، بمكوناته وقواه وتياراته وشخصياته المستقلة، على أن يكون للجنة التحضيرية مستشارون ذوو خبرة وكفاءة من الشخصيات السياسية والقيادية الجنوبية السابقة المصطفة مع إرادة شعبها الاستقلالية.
الإرادة من الداخل .. والإجابة عن أسئلة اليوم التالي:
وأكد أن هذه المبادرة مؤسسة على أصوات مليونيات الساحات والميادين، وتوصيات المؤتمرات واللقاءات الجنوبية، وما تم تأكيده في الخارج، بفاعلية القرار من الداخل، ومن ذلك مذكرة الرياض المقدمة من الشخصيات الجنوبية، بصيغة موحدة، في لقائها مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، في: 18/12/2013م، المؤكدة على الإرادة الشعبية الجنوبية التواقة إلى التحرير والاستقلال.
وأضاف: أن هذه الخطوة موصولة بالتعاطي الإيجابي مع قضية شعبنا العادلة إقليمياً ودولياً، وليست منقطعة عن التواصل المستمر لتأمين الدعم والرعاية الإقليمية والدولية باعتبار انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع مطلباً ضرورياً لتشكيل هيئة قيادية جنوبية جديدة على قاعدة التحرير والاستقلال وبناء دولته المدنية الكاملة السيادة، يناط بها إنجاز مهام مرحلة النضال السلمي التحرري والتأسيس لمرحلة ما بعد استعادة السيادة الوطنية، حيث سيكون الجنوب على محك الإجابة عن أسئلة اليوم التالي.
الاتجاه نحو المستقبل:
وتوجه رئيس تيار "مثقفون من أجل جنوب جديد" إلى مكونات الثورة السلمية التحررية وقواها وتياراتها وشخصياتها الفاعلة بأن ترتفع إلى مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق هذا الجيل، وأن يكرس الجميع جهودهم لإنجاح أعمال اللجنة التحضيرية ليصل الجنوب إلى مؤتمر جامع مضمون النتائج، بعقول تشخص نحو المستقبل، آخذة العبرة من أخطاء الماضي وخطاياه، وتقرأ، بوعي عميق، اللحظة الراهنة، التي تجمع تداعياتها الجنوبيين اليوم على موقف واحد من المهرة إلى باب المندب، ولقد آن أن يكون لهذا للموقف الشعبي الميداني نتائجه على المستوى السياسي وفاعليته الاحترافية.
ودعا من تبقى من الجنوبيين خارج دائرة الثورة السلمية الجنوبية التحررية إلى إعادة قراءة اللحظة وخطورتها بعيداً عن ضغوط الارتهان الحزبي والخارجي، أو تصفية الحساب السياسي مع النظام السابق في الجنوب، أو المماحكة بين المكونات أو الشخصيات بالرغم من وحدة الهدف، وأن عليهم أن يوظفوا طاقاتهم وإمكانياتهم لخدمة شعبهم وقضيته العادلة، بدلاً من تقديم خدماتهم لأجندات وأطراف لها مشاريع سياسية تنتقص من إرادة شعب الجنوب، أو تعيق مساره السلمي التحرري، أو تريد أن يقع شعب الجنوب مرة أخرى في فخ جديد، بأياد جنوبية مع الأسف.
اصطفاف وطني جديد:
وأكد أن الجنوب الجديد المعبر عن إرادة شعبنا لن يكون إلا وطناً يتسع لكل أبنائه، دون إقصاء أو تهميش أو استثناء، على قاعدة التصالح والتسامح التاريخي، ولهم عليه حقوق مصونة بمقدار ما له عليهم أولاً من واجبات آنية ومستقبلية، وفي صدارتها الآن، واجب المساهمة الحقيقية في تحرير الجنوب واستقلاله، وبناء دولته المدنية الحديثة الكاملة السيادة بنظام اتحادي فيدرالي ديمقراطي تعددي، لا يعيد إنتاج الماضي السياسي وأزماته، بل يقدم مثالاً للاصطفاف الوطني الجديد، على قاعدة موضوعية ثابتة.
تفاعل إيجابي في الداخل والخارج:
وعبر في ختام تصريحه عن التقدير العالي للتفاعل الإيجابي من قبل قيادات المكونات والقوى والشخصيات الجنوبية في الداخل والخارج مع رؤية التيار ومبادرته بشأن تشكيل اللجنة التحضيرية.