جمال بن عمر يلتقي بقيادات جنوبية يدعوهم لاستغلال اللحظة التاريخية
دعا السيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن قيادات الجنوب إلى استغلال اللحظة التاريخية وتوحيد صفوفها ، مؤكدا أن هناك شبه قناعة لدى كل أعضاء مجلس الأمن بعدالة القضية الجنوبية وأولوية حلها بعد أن تم إغفالها لمدة عشرين عام.
جلال ذلك خلال لقاءات موسعة أجراها وفد جنوبي في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الأربعاء في مقر الأمم المتحدة بولاية نيويورك جمعتهم بأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والسيد جمال بن عمر.
وأجرى الوفد الجنوبي لقاءات منفصلة بالسيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام إلى اليمن والسيدة جورجيا باسارلي المسئولة في مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة والسيد جابريل زابالزا السكرتير الأول في الوفد الدائم لجواتيمالا العضو غير الدائم في مجلس عن أمريكا اللاتينية والسيدين ماريو اويارزابال الوزير والمنسق العام وجوستافو روتيللو السكرتير الأول في الوفد الدائم لدولة الأرجنتين لدى الأمم المتحدة العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي عن أمريكا اللاتينية.
وقد شارك في الوفد الجنوبي كل ممثلون عن التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج ، أحمد مثنى علي ، محمد موسى سعيد ، علي الحربي ، حمود شعبي ، عبدالسلام شعيبي ، يحي عبدالله ، فيما شارك عن مؤتمر القاهرة حمزة صالح مقبل.
لحظة تاريخية
وفي لقائه بالسيد بنعمر أكد الوفد الجنوبي تمسك شعب الجنوب بخيار التحرير والاستقلال وتأكيدهم على سلمية الثورة .
وحول موقفهم من الحوار الوطني طالب الوفد بحوار ندي بين الشمال والجنوب بإشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي على أن يتم انعقاده خارج اليمن. وقد جرى نقاش مستفيض لعدد من الأمور الهامة في القضية الجنوبية.
من ناحيته قدم السيد جمال بن عمر شرحا تفصيليا عن مهمة الأمم المتحدة في اليمن مشيرا إلى أن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة قد أعطى حيزا كبيرا للقضية الجنوبية مؤكدا بأن حلها هو المدخل لحل كل الإشكالات في اليمن مشيرا إلى أن هناك شبه قناعة لدى كل أعضاء مجلس الأمن بعدالة القضية الجنوبية وأولوية حلها بعد أن تم إغفالها لمدة عشرون عام.
وشدد على أن الأمر الآن متروك للقوى السياسية الجنوبية لتوحيد صفوفها واستغلال اللحظة التاريخية التي تنصب فيها جهود مجلس الأمن والمجتمع الدولي حاليا نحو اليمن لإيجاد حل جدي لكل قضاياه مؤكدا بأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل كل هذه القضايا.
كما قدم السيد جمال بن عمر عدد من النصائح الهامة لأبناء الجنوب عبر الوفد الذي التقاه اليوم الأربعاء.
تفهم أرجنتيني جواتيمالي
وفي اللقاء الذي جمع الوفد الجنوبي بممثلي الأرجنتين وجواتيمالا الدولتين العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي ركز الجانب الجنوبي فيها على تقديم شرح مفصل عن خلفية القضية الجنوبية وحاضرها لاسيما وان هذه أول لقاءات يعقدها جنوبيون مع هذه الدول.
وأبدى الجانب الأرجنتيني والجواتيمالي تفهما لقضية شعب الجنوب ، مؤكدين بأن ما سمعوه من معلومات عن قضية الجنوب يؤكد عدالتها ، وأبدوا تفهمهم أيضا لمعاناة شعب الجنوب مطالبين بالمزيد من المعلومات حول خلفية هذه القضية بما يمكنهم من التعاطي الإيجابي معها في مجلس الأمن لاسيما وأنهم يفتقرون إلى المعلومات من مصادرها الأصلية والدقيقة.
وعود برفع الانتهاكات
وعلى ذات الصعيد أجرى الوفد الجنوبي لقاءا آخر في مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في مبنى الأمم المتحدة مع السيدة جورجيا باسارلي خصص اللقاء لطرح قضايا المعتقلين الجنوبيين فارس الضالعي والشيخ حسن بنان وأحمد المرقشي وبجاش الأغبري المعتقلين لدى السلطات اليمنية.
وقدم الوفد الجنوبي للسيدة باسرالي شرحا مفصلا عن الحيثيات المتعلقة بأوضاعهم داخل السجون وطبيعة الأحكام المجحفة بحقهم التي تتراوح بين الإعدام والسجن المؤبد والنفي القسري.
وطالب الوفد الجنوبي المفوضية السامية بالتدخل العاجل لإيقاف حكم الإعدام بحق الناشط السياسي في الحراك السلمي فارس الضالعي وكذلك إجراء النفي خارج البلد للشيخ حسن بنان وبجاش الاغبري وإسقاط عقوبة السجن المؤبد بحق المرقشي وغيرهم من سجناء الرأي من أبناء الجنوب.
كما جرى طرح العديد من الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان في الجنوب التي يعاني منها شعب الجنوب منذ عام ٩٤ حتى اليوم.
وقد أبدت السيدة باسرالي تفهما كاملا لما يعانيه شعب الجنوب وأكدت بأنه فور استكمال المعلومات المتعلقة بحالة إعدام فارس الضالعي بالذات كحاله ملحه فإنهم سيتحركون وفقا للإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.
ارتياح وترقب
واعتبر مراقبون أن هذه اللقاءات تشكل الأولى من نوعها يجريها وفد جنوبي بشكل واسع ، وهي الخطوات التي من شأنها أن تعكس ارتياحا واسعا لدى قطاعات شعب الجنوب خصوصا منها ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان التي تطال الجنوبيين.
وكان السيد جمال بن عمر مستشار أمين عام الأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن قد أكد في جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي في الرابع من أبريل نسيان الجاري قد دعا الحكومة اليمنية لاتخاذ إجراءات فورية من شأنها بناء الثقة لدى الجنوبيين.
وأكد في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن أن "هناك اضطرابات في الجنوب. وتستقطب حركة عصيان مدني اليوم أعداداً كبيرة من الناس إلى الشوارع. وتتنامى الدعوة إلى الانفصال يوماً بعد يوم. سئم الشعب في الجنوب بعد نحو عقدين من التمييز والقمع وعدم معالجة المظالم المشروعة، وبات يشكك في وعود الإصلاح".
ويأتي هذا الانفتاح الدولي على قضية الجنوب وسط حالة تململ وشد وجذب بين القيادات التاريخية (العريقة) التي تتزعم الحراك الجنوبي خصوصا منها تلك المتواجدة في الخارج للوصول إلى صيغة اتفاق يتمخض عنها لقاء جنوبي موسع يعقد برعاية من الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي من شأنه أن يفك تعقيدات كثيرة.
ويكافح شعب الجنوب منذ انطلاق حراكه السلمية في 2007 من أجل إيجاد قيادة جنوبية موحدة من شأنها قيادة شعب الجنوب إلى تحقيق كامل أهدافه وتطلعاته ، وسط دعوات إلى تأهيل قيادات شبابية ميدانية في حال استمرت فجوة الخلافات عميقة بين القيادات الجنوبية البارزة.