إنتهت أزمة وبقت ثورة
تحت مفهوم الثورات والثورات المضادة وما بينهما يستمر (الفراغ) في محاولات صنع الحلول والخروج من عنق الزجاجة ، وكل ذلك يهدف إلى استمرارية وجود (الفراغ) وليس الحلول ، وبما يضمن بقاء الواقع كما هو بدون أي جديد على طريق صنع حلول جادة وسوف يستمر ذالك (الفراغ) دون وجود لأدنى الحلول، بمعني أخر استمرار (للفوضى الخلاقه )لأن طريق كل تلك الثورات ومسارها تغيرت حتى أهدافها تم تقسيمها بما يناسب بقاء الأنظمة كما هي وحفظ مصالحها ومن ينكر ذلك يكون صار جزءاً من المنظومة القديمة و لمصالحها .
مثلاً اليمن عندما تحول مسار الثورة التي بدأت بتضحيات شباب كانوا يطمحون في تغيير منظومة افسادية كاملة ، إلى مجرد أزمة سياسيه بين أطراف متصارعة انتهى ذالك التصارع بتقاسم السلطة بين (عمال) النظام القديم وشركائه، فهل تغير شيئاً ؟، أو كما هي الصورة ومفهوم (الحلول عن طريق التطعيم بالجرع ) وهو ما عمل على إبقاء نفس المنظومة القديمة موجودة وتعمل بشكل أكبر في الساحة السياسية (كمنتقم ) ، بينما يستمر (الفراغ ) في محاوله لصنع الحلول والخروج من عنق الزجاجة ولكن يستمر( الفراغ ) .
أما في الجنوب فهناك ثورة شعب عظيم خرج يبحث عن حق مغتصب وهو في ثورته مستمر من 2007 مطالباً بتحرير واستقلال الدولة التي دخلت في محاولة للتوحد قضى عليها بحرب شعوا في عام 1994 ، وهو اليوم مستمراً مهما كانت الصعوبات أمامه من قمع راح ضحيته الآلاف من شباب الجنوب ،وكذالك حرب إعلامية شعوا يشنها عليه شركاء (النظام القديم الجديد ) ، بينما (استمرت) ثورته إلى اليوم دون أن تساوم على ثورتها عن طريق استخدام الحلول بمفهوم (الحلول عن طريق التطعيم بالجرع )، وأيضاً تزوير الإرادة الشعبية من خلال انتداب شخوص جنوبية يقتصر قرارها على نفسها وهذا حقاً لها لكن هي تعلم في قراره نفسها بأن الثورة الجنوبية مرت بمنعطفات كثيرة لم تساوم أبداً عن هدفها بل قدمت التضحيات تباعاً لتحمي هدفها.
ولم يساوم شعبها يوماً في عدالة تلك القضية التي يؤمنون بها ، وفي كل محاولة لفرض الحلول التي تحفظ للمنتصر الذي سلب الأرض والثروة والهوية استمراره في إبقاءه على تراكمات احتلاله ، كانت عدالة القضية عبارة عن مضلة كل شعبها كان يستظل تحتها حامياً لها مردداً الشعب حامي حمى ثورته ، وهو مستمر لتحقيق الإستقلال الناجز وبناء الدولة الجنوبية الجديدة التي ليس لها صلة بماضي دولة أخطأ شخوصها في حفظهم لمصالح شعبهم عبر الزج بهم في وحدة غير متكافئة وكانت فاشلة بكل المقاييس لأن الشخوص لم يستفتوا شعبهم بل عواطفهم ، واليوم بات القرار قرار الشعب هو من يملكه في صنع معالم مستقبلة في صنع مستقبل دولة تستفيد من ماضيها لأن المجرب مرة لا يجرب مرة أخرى.