شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
عادل الشعيبي

إذا أكرمت اللئيم تمردا

الجمعة 12 أبريل 2013 07:22 مساءً
لا أبالغ إذا قلت إن الوحدة هي أوسخ عملية غدر وخيانة في التاريخ المعاصر .. لم تكن أحلام النظام في صنعاء تصل إلى وحدة اندماجية لولا أن قيادة الجنوب الذين كانوا يعدون الوحدة عقيدة رفضوا إلا أن يكون اليمن شيئا واحدا ومزيجا واحدا, فتنازلوا عن أعلى مناصبهم في سبيل وطن واحد, لكن أحزاب الشمال كانت تكن الغدر مع خبث لا مثيل له, ففي الحين الذي كان يتوقع أن يُكرَّم القادة الجنوبيون على ما بذلوا مارس حزب الإصلاح والمؤتمر في حقهم أقبح وأخس أشكال الغدر والخديعة, حتى أصبح القادة الجنوبيون مجرمين مقصيين وألصوا بهم كل ما ابتكرته عقولهم من التهم والقبائح, فتم تصفيتهم بالاغتيالات ثم بشن الحرب على الجنوب, والتي تم فيها إخراج الذين جادوا بالوحدة من بلادهم, وبخلوا عليهم حتى بمجرد الحياة فحكموا بإعدامهم, ثم منُّوا عليهم بعد سنين من التشريد بالعفوا بعد أن مكث المحتل سنوات طويلة يحرض الرعاع ضدهم ويصفهم بكل ما يبيح دماءهم, وأصبح الشعب في الشمال اليوم يرى تلك القيادات الجنوبية وكأنها فراعين بسبب الحملة الإعلامية المنحطة التي قادها المؤتمر والإصلاح, وأصبح المجرمون الحقيقيون وطنيين وأبطالا, حتى جاءت ثورة الشباب المزعومة فمنحتهم جميعا حصانة إلى الأبد..
بالله عليكم .. كيف نأمن نحن الجنوبيين من إذا اكرمته أهانك, ومن إذا ائتمنته خانك, ومن إذا آثرته كفرك فاستحل عرضك ودمك, ومن يستغل صدقك وعواطفك ليخدعك ثم بعد ذلك يسخر كل إماكاناته ليقنع شعبه بأنك شيطان رجيم..؟!!