ماذا بعد أيها الشماليون ؟
حتى الأمس القريب وأن من أكثر الناس حرصا على تجنب المكايدات والمناكفات والدخول في أتون صراعات سياسية مع كل من يحاول إيذاء الجنوبيون ليس تخوفا أو لعدم مقدرتي ولكن قلت في ذاتي لعل هؤلاء الذين يشنون حرب ضد الشعب الجنوبي سيدركون أخطائهم وسيتوقفون عن تلك الحرب الشعواء حتى وأن وصلت حربهم حد تحليل دماؤهم وإصدار فتوى تكفيرية من قبل شيوخ الشمال الإجلاء الذين للآسف تجاوزوا حدود العقل والمنطق بتصرفاتهم التي لا تنم إلا عن أناس أظن أن أنهم يضمرون الحقد والشر للشعب الجنوبي..
ولكن يبدوا أن الأخوان في الشمال لن يكفوا عن تلك الحرب ضد الجنوبيين مهما حصل وسيضلون يحاربون أبناء الجنوب بشتى الوسائل كي يكسبوا تأييد شعبي من قبل محافظتهم الشمالية بحجة الحفاظ على الوحدة التي وأدها (الشماليون) في العام94م بعد تلك الحرب الضروس التي شنتها صنعاء ضد شعب الجنوب,ويحاول بعض (الشماليون) أن يشعلوا فتيل الحرب ضد الشعب الجنوبي بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة ليس حبا في الوحدة التي شيعها الجنوبيين ولكن لشيء في أنفسهم ضد هذا الشعب الذي قدم الغالي والنفيس من أجل تلك الوحدة التي ظنوا انه سيكون فيها الخير لكلا الشعبين وستجمع الشعبين وستؤلف فيما بينهم..
ولعل آخر تلك الحروب هي الحرب الأخيرة التي شنها الفنان ( فهد القرني ) في مسرحيته الهزلية التي أراد من خلالها أن يرضي أسياده على حساب الشعب الجنوبي (بسنه) لصلاة جديدة لم نسمعها بها منذ أن بعث الله الخلائق على وجه الأرض ولم يأت بها الرسل والأنبياء من قبل,ولكن يبدوا أن (القرني) أعتقد أو حلم بأن الوحي نزل عليه وأمره أن ( يفرض) تلك الصلاة على الجنوبيين قبل الشماليين والحفاظ عليها بالدم والتضحية من أجلها, وتناسى القرني أن تلك الوحدة أي (الصلاة الجديدة) لن يقبل بها الجنوبيون ولن يرضخوا لها مهما بلغت حجم المكايدات والتهديدات التي يتعرضون لها حتى وأن حاولوا القرني التحريض ضد الشعب الجنوبي بقولة (الوحدة صلاة سادسة وسنحافظ عليها بالدم) لكنه أخطأ خطأ فادح حينما لم يبين عدد ركعات هذه الصلاة وطريقة أدائها..
فيا ترى إلى متى سيظل إخواننا في الشمال يحاربون شعب الجنوب بتلك الطريقة المقيتة ويحرضون ضده الكل من أجل أن يقبل بشيء لا يريده؟ فإن كان لا أكراه في الدين وهو الدين الذي أتى به سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ,فهل يعقل أن يكون الإكراه في الأشياء الدنيوية التي ليست شيئا مقدسا ؟ وما الذي سيفاجئنا به إخواننا في الشمال في الأيام المقبلة ؟ وهل سيفاجئنا شيوخ (المصالح) بشيء آخر كفتاوى أو فروض دينية؟