التسكع في باب اليمن فضيلة النقص

لم أكن أتصور يوماً أن أجد جنوبي يستهويه السفر نحو صنعاء، كنت اضن انه ضرب من ضروب المستحيل أن يبقى جنوبي في نفسه استمرار الاحتلال خصوصاً في ضل المجازر المرتكبة بحق شعب الجنوب، وفي ظل المليونيات التي خرجت مرات خمس، لكن غربال الزمن المواقف كان الأسرع رداً إذ كشف لنا سوءة أولئك الذين هرولوا نحو صنعاء بحثاً عن المال أو ما شابه ذلك، جنوبيون هم نعم ولا ننكر جنوبيتهم لكنهم لم يحترموا أو دماء الشهداء والجرحى وأنات المعذبين الجنوبيين، هم وبذهابهم نحو صنعاء وهم يدركون أن قرارات الرئاسة اليمنية تتحدث عن حوار تحت سقف الوحدة المزعومة حاولوا ويحاولون تلميع أنفسهم من خلال التغني بعبارات يلقونها في تلك القاعة التي يجلسون فيها إلى جانب قتلة الجنوبيين، من يحاور من؟؟ وأي حوار هذا؟؟ ومن خول لكم الحوار باسم الجنوب؟؟ ألا تشاهدون المليونيات التي هزت الأرض في العاصمة عدن والمكلا إذ صرخ شعب الجنوب صرخته المدوية لا للحوار اليمني، لا لا للاحتلال اليمني، هل تدركون أنكم شهود زور ليس إلا في نظر الحاضن والراعي الذي انتم اليوم في ضيافته، نعم ندرك أنكم لستم ممثلين لشعب الجنوب ولا أنصار أو قاعدة شعبية لكم هنا في الجنوب، لكن ثمة حزن على الهوية التي تحملونها بينما انتم بين دهاليز صنعاء التي كفرت بأرضنا واستباح مشائخها دمائنا وسفك جنرالاتها دم الأبرياء في الجنوب، انظروا إلى من يجلس حولكم، أنهم هم من أفتى ومن سفك الدماء ولا يزال يسفكها في الجنوب، أنهم هم من نهبوا الثروة ولا زالوا يستنزفون ثرواتنا، أنهم يسخرون منكم كما سخروا من الذين من قبلكم وسخروا من بعضكم بالأمس عندما ذهب الجنوبيون بدولتهم إليهم في ذات المدينة التي انتم فيها، المدينة التي احتضنت جرمهم التاريخي وبطشهم وظلامهم، أنهم فقط وبمجرد أن يفارقونكم عقب كل جلسة حوار يبتسمون لأنهم لا ينظرون إليكم إلا مجرد تجديد لتأشيرة بقائهم أسيادا عليكم، فانتم تمنحونهم صك الغفران وطاقة لمعاودة نشاطهم الإجرامي في الجنوب واستعباد أبنائكم، أنكم تمنحونهم شرعية البقاء في الجنوب، لكن لم ولن تكونوا أوصياء على شعب الجنوب الذي سيقف بالمرصاد للمحتل ولكل الخونة.