إدارة الحوار ما بين ياسين وهادي
الإدارة موهبة وقدرات خاصة لا يتمتع بها إلا القليل, ومنهم الدكتور ياسين سعيد نعمان, لا أتكلم هنا عن القدرة على اتخاذ القرار الحازم والحسم السريع, لكني أتكلم عن المقدرة على الإدارة وفي نفس الوقت إرضاء مختلف الأطراف, ليس خوفاً من الرئيس وجنوده كالجلسات التي يُديرها زميلنا هادي, الذي يَملئ قاعات الفندق بعساكر مبندقين ومشحوطين على الآخر- وهم ينظرون إلى السقف - وأصابعهم على الزناد في أروقة صالة الاجتماعات وكأننا في أدغال "تورا بورا".
لا يراعي الرئيس هادي أنه بين زملاءه وأنه أحد أعضاء الحوار, ومن هنا فيجب عليه أن يترك المسلحين عند الحاجز الزجاجي لصالة الاجتماعات بالفندق, ثم يتوارى المسلحون في سيارات الموكب, وليصطحب معه ما يكفيه من المسلحين المدنيين بأسلحة مخفية يمكن أن ينتشروا حوله من باب الاحتياط, لكن الانتشار الكثيف للمسلحين العسكريين مِن مَن يلبسون النظارات السوداء فيه استفزاز للكثير من زملائه.
يبدوا أن الرئيس هادي ورث أسلوب صالح في حضور بعض الفعاليات والتي كان يحاول من خلالها إرهاب خصومه, مع أن الرئيس هادي يختلف كثيراً عن صالح إلا أنه لا يتمكن من إرسال الرسائل الصحيحة إلى الآخرين, إما بسبب قلة خبرته أو طغيان مستشاريه الأمنيين عليه.
ما الذي سيحدث لو تجول هادي بين زملائه في الحوار وتبادل معهم أطراف الحديث, ويرافقه أثناء ذلك بعض " البوديقارد" المدنيين المسلحين بأسلحة مخفية, ويناقش البعض ويرد على الآخر لفترة نصف ساعة أو أكثر في كل جلسة يحضرها, ما الذي يمنع هادي من أن يقف في الصف بين زملائه إلى أن يأتي دوره ليحتسي فنجان قهوة في البوفيه؟ ألم يشاهد الرئيس هادي الرئيس الأمريكي أوباما وهو في الصف ينتظر دوره في أحد مطاعم الوجبات السريعة؟ الم يكن هادي سيكسب بتلك الطريقة الكثير؟ ويرسل رسائل أنه غير الرئيس السابق صالح, ويجعل علاقة بالأعضاء أكثر ودية, وكل ذلك سيساعد في إدارته للحوار بل وللمرحلة برمتها.
عندما يُدير الدكتور ياسين سعيد نعمان جلسات الحوار فأني أتسمر في الكرسي ليس للاستماع إلى كلمات المشاركين فقط, إنما للاستمتاع بأسلوبه في الإدارة وتعليقاته على بعض نقاط النظام التي غالباً ما يتبرع بها البركاني وحسين حازب, إدارة ياسين وتعليقاته ممتعة بكل المقاييس وتعيد إلينا ذكرى مجلس نواب دولة الوحدة.
يتمشى ياسين وحيداً بين زملائه, ويتوقف عندما يقترب منه أي عضو أو مُيسر من الذين يعملون على تنظيم الحوار, ويضل يناقشه إلى أن يُشبع رغبته في الحوار, ويجيبه على أسئلته ويلتقط معه الصور التذكارية, يكرر ياسين طريقة المرحوم الشهيد جار الله عمر– وان كان أقل صبراً منه - وكأن المدرسة الاشتراكية لا تُنجب إلا العظماء, فألف تحية للأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني "الرفيق ياسين".
نقلا عن صحيفة الاولى