الإعلامي "سعيد سعد" بين سندان “المرض” و مطرقة “الجحود”
لازال الإعلامي المتميز "سعيد سعد" يعيش حالة عشق جارف لمهنته الإعلامية بأحاسيس جياشة وأحلام جميلة كثيراً ما نقلها بصدق لتلتقطها آذان مستمعيه عبر الأثير لسنوات عدة خلت وبالنتيجة حاز عن جدارة احترام وتقدير مستمعي إذاعة "المكلا" و لكنه بالمقابل, لم يتمكن من كسب ود القيادات الكرتونية للسلطة المحلية بالمحافظة, واعتقد ان ذلك مردة لإلتزامه بتقديم إبداعاته بمهنية صرفة بعد ان نأى بنفسه عن الالتحاق بركب حملة المباخر, فكانت النتيجة ما نراها اليوم, فالإعلامي المخضرم "سعيد سعد" يرقد علي فراش المرض, يعاني الجحود والنكران ويزيده ذلك ألماً فوق ألم وهو ما يكدر خاطره ويدمي خضرمته الإعلامية, رغم محاولاته عدم إظهار معاناته واستعاضته عن ذلك بابتسامة طاردة للحزن عن قسمات وجهه.
زرته بمعية قادة مجلس الحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب بمحافظة حضرموت, فاستقبلنا بابتسامته المعهودة التي لا تفارق محياه, باقيا كما عهدته طوداً شامخاً ورمزاً من رموز الإعلام في حضرموت, ورغم ما ألمّ به لم أجده إلا يلتمس الأعذار لزواراً لم يأتوا بعد، فأدركت حينها انه يحاول قدر المستطاع تجميل صورهم رغم جحودهم ونكرانهم له, وعلى قبح تجاهل المسئولين الذين حشوا آذانهم بالطين وأخرى بالعجين، وكأنهم لا يعرفون مقدار خدماته وجليل أعماله, إلا انه ظل يغزل من الصبر لحافا ليستره, جاعلا من الأمل أُفقاً يرنو إليه.
وهنا دعني أخي وزميلي العزيز أن اكرر ما قلته عند زيارتي لك "لا تدع الحزن يسيطر عليك وتستلم له ليعلن سطوته عليك نظرا لقربه منك, فانك إن فعلت واستسلمت له فسيسلك اقصر الطرق متسللاً عبر الدم للأوردة ليفتك بك ويلفك من رأسك حتى أخمس قدميك, فلا تدعه يقهرك في غفلة المسئولين والأصدقاء والزملاء, دوس على جحود ميادينك وتقاعس من أحببت, وستظل هرمًا باقيًا ورمزًا من الرموز الإعلامية في حضرموت.
فلك منا أيها الإعلامي المتميز خالص الاحترام والتقدير لما قدمته من عطاء وفير, ونبتهل للمولى عز وجل أن يمن عليك بالشفاء وان يشملك بعطفه ورحمته ويفرج كربتك ويمتعك بالصحة والعافية.