مسدوس: على الجنوبيين المشاركين في حوار صنعاء ان يرفضوا المشاركة الا بشروط شعبهم
أكد القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور محمد حيدرة مسدوس إن الرد على حوار صنعاء والإصرار على إدراج قضية شعب الجنوب في جدول أعماله، سيكون بتوحد كل مكونات الحراك الوطني السلمي الجنوبي، وفي المقدمة، المكونات الشبابية بوحدة مكوناته في قيادة سياسية توافقية موحدة تضم الجميع دون استثناء، وبمباركة كل من الأخوة: علي سالم البيض، وعلي ناصر محمد، وعبد الرحمن الجفري، وحيدر أبوبكر العطاس. وهذا هو الرد العملي الحاسم والمناسب، والذي سيعلن قريبا إن شاء الله.
وقال مسدوس للوسط لقد رفضنا المشاركة في حوار صنعاء، لأنه ينقل قضية شعبنا الجنوبي من قضية وحدة سياسية بين دولتين أسقطتها الحرب الى قضية داخلية في إطار دولة واحدة مثلها مثل أية قضية من قضايا الشمال، وقد عبرنا عن هذا الرفض بمليونية عدن في خور مكسر، وبمليونية حضرموت في المكلا يوم افتتاح هذا المؤتمر بتاريخ 18مارس 2013م، وللمزيد من التوضيح والتوثيق ايضا نورد التالي:
1- إن أي حوار من حيث المبدأ، لا بد وأن يُقام على اتفاق بين أطرافه يُحدّد موضوعاته ويحدد أطرافه ومكانه وزمانه وضمان تنفيذ مخرجاته قبل الذهاب اليه.. فلم ولن يحصل في التاريخ بأن تكون هناك دعوة الى حوار قبل ذلك إلا هذا الحوار، ولم يحصل أن السلطة هي التي تحدد موضوعات الحوار وتحدد أطرافه ومكانه وزمانه بقرار منها إلا هذا الحوار، لأنه حوار شمالي بامتياز ويهدف الى طمس الهوية الجنوبية، وقد أكد ذلك بوضوح نائب رئيس مؤتمر الحوار، عندما قال: إن الانفصال بالنسبة للجنوب يعني الحرب. وبالتالي إذا كانت حرية شعب الجنوب تعني الحرب، فما هو الداعي لمشاركتنا في حوار يقيد حرية شعبنا ويصادر حقه في تقرير مصيره؟؟.
2- ان تشكيل لجنة التواصل لهذا المؤتمر بقرار من السلطة وتشكيل اللجنة الفنية والتحضيرية لهذا المؤتمر بقرار من السلطة، وجعل المشاركين في هذا المؤتمر بقرار من السلطة، هو ما يؤكد بوضوح على أن هذا المؤتمر هو مؤتمر شمالي لطمس هوية الجنوب وجعل الجنوب ضريبة او دمغة لحل مشاكل الشمال. فقد أصبح المؤتمر ذاته والمشاركون فيه يستمدون شرعية وجودهم في هذا المؤتمر من قرارات السلطة، وليس من شرعية قضاياهم التي يدعون تمثيلها، ونحن نعرف بأن الأطراف الشمالية لم تقبل على نفسها بأن تستمد شرعية وجودها في هذا المؤتمر من السلطة ما لم يكن هذا المؤتمر مسرحية لطمس الهوية الجنوبية. أما الجنوبيون المشاركون في المؤتمر فإن كلماتهم القوية قد ذكرتني بقصة ضابط في الجيش الجنوبي كان يحاضر جنوده حول الديمقراطية وهو لا يعرف معناها، فقال له احد الجنود: أيش مفهومك يا أخي القائد للديمقراطية، وقال القائد مفهومي للديمقراطية: انك تقول ما في رأسك والقرار هو برأسي. فهم يقولون ما برؤوسهم في المؤتمر والقرار هو برأس صنعاء.
3- لقد كان على الجنوبيين المشاركين في المؤتمر ان يرفضوا المشاركة في هذا المؤتمر الا بشروط شعبهم وليس بغيرها، وكان عليهم أن يرفضوا القسم (اليمين)، لأنه يحرّم تبني القضايا الخاصة ويُقصد بذلك الهوية الجنوبية، وهو ما يعني طمسها. فلو كانوا يفهمون المضمون السياسي للقسم (اليمين) لما اقسموا على طمس هوية وطنهم.. ولهذا فإنني اتمنى عليهم بأن يتحدثوا باسمهم الشخصي وليس باسم الجنوب أو باسم الحراك الوطني السلمي الجنوبي المعروف بتمثيله للجنوب.
4- إننا نقول لكل إخواننا الشماليين في هذا المؤتمر الذين هم سيصنعون مخرجاته: ما هي قضية الجنوب التي يتحدثون عنها نيابة عن أهلها، وما تصورهم لحلها، ولماذا يرفضون الحوار الندّي لحلها إن كانوا صادقين؟؟. فطالما وهم معترفون بأن هناك قضية جنوبية فنحن نطالبهم بالجلوس أمامنا لحلها. وبالتالي نقول للسيد جمال بن عمر مندوب الأمين العام للأمم المتحدة ولكل الدول الراعية لهذا الحوار: هل من يطالب بالجلوس في حوار ندّي لحل القضية هو المخطئ, أم ان المخطئ هو من يرفضه؟؟ . واذا كان المخطئ هو من يرفضه، فهل من العدل الوقوف مع المخطئ ضد المصيب؟؟، وفوق كل ذلك هل يدركون بأن أي حل يأتون به سيظل فاقد الشرعية ما لم يتم الاستفتاء عليه من قبل شعب الجنوب دون سواه؟؟.
5- إن الحل العادل لقضية شعبنا الجنوبي يتطلب اصدار مبادرة جديدة تؤكد على المفاوضات الندية خارج اليمن وتحت إشراف دولي، لأن الندية هي الشرط الموضوعي والذاتي للحل العادل. فلا يمكن لأي حل سياسي في أية قضية سياسية أن يكون عادلا إلا على قاعدة الندية، واتحدى أي مفكر او سياسي ان يبرهن على عكس ذلك. اما المكان خارج اليمن وتحت اشراف دولي، فهو ينسجم مع قراري مجلس الأمن الدولي اثناء حرب 1994م. وبالتالي فإنه لا يجوز من حيث المبدأ المشاركة في أي حوار لحل قضية شعب الجنوب إلا على أساس ذلك. كما أنه من العيب الشرعي الذهاب الى أي حوار قبل إطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير المفقودين، وقبل إلغاء الفتوى الدينية التي بررت الحرب، وأيضا قبل إعادة ما نهب تحت هذه الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة وعامة، وكذلك قبل أن تُعاد المؤسسات الجنوبية العسكرية والمدنية التي تم حلها بعد الحرب باعتبار ان حلها من آثار الحرب.
6- ان بعض القوى الدولية والإقليمية تريد أن توجد دولة مدنية في صنعاء لما يخدم مصالحها على حساب طمس هوية الجنوب، ولكننا نقول لهم وللسيد جمال بن عمر: إنهم يحرثون في بحر، لأن الدولة المدنية التي يريدون إقامتها في صنعاء تشترط حصر السلاح الناري على مؤسسات الدولة فقط، وهذا هو المستحيل بالنسبة للشمال. أما بالنسبة للجنوب فيستحيل أن يقبل بطمس هويته أو بالتكيف مع واقع الشمال القبلي الذي ما زال يعيش في عصور الجاهلية والعبودية. وبالتالي فان مؤتمرهم هذا هو مثل الذي يحرث في بحر.
7- إن شعب الجنوب لا يستطيع العودة الى عصور الجاهلية، فإما أن ينال حريته ويبني دولته المدنية، وإما أن يتصومل - لا سمح الله - فعلى سبيل المثال عندما حصل حادث النهدين للرئيس السابق علي عبدالله صالح وأصيب الى جانبه رئيس الحكومة ورئيس البرلمان ورئيس مجلس الشورى وتوقف عمل هذه الهيئات خلال العام 2011م لم يحصل فراغ سياسي في الشمال، وإنما حصل في الجنوب لصالح تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة.