للمتحاورين.. البيان الأخير!
للمتحاورين.. لم يبقَ سوى أن تلتقوا وتتحاوروا من أجل اليمن.. من أجل المستقبل.. من أجل الأجيال القادمة. تخلصوا من ثقافة (الحكولة) والمناكفة السياسية، والمصلحة الشخصية وأدركوا بأنكم ممثلون لـ(25) مليون نسمة يتوقون لدولة مدنية.. دولة، القانون فيها أكبر منا جميعاً.
قانون يتساوى عنده محمد القيرعي والشيخ حميد الأحمر. والعميد ناصر النوبة واللواء علي محسن الأحمر، الشيخ الجنوبي طارق الفضلي والشيخ القبلي صادق الأحمر. دولة تكرم مكنسي الشوارع وعمال البلدية وتعاقب مخربي أبراج الكهرباء وقاطعي الطرق وناهبي المال العام مهما كان شأنه أو لونه أو سلالته أو قبيلته أو جغرافيته.
دولة يتجول فيها ابن تعز في صنعاء وعدن دون أن يتعرض للإرهاب العنصري.. دون أن يكون "برغلي" في صنعاء "دحباشي" في عدن.
دولة توقف التعسف في تهامة وتوقف غزو (البشمرجة) و(ناهبي الأراضي) الذين يتصورون بأن تهامة ميدان لسحق الآدمية انطلاقاً من وعيهم المتراكم بأن تهامة موطن الفيد والقهر.
دولة يزور عاصمتها المناضل حسن باعوم فتكرمه صنعاء وتحسن مثواه كما أكرم الجنوب ديناصورات الفساد وحيتان الفيد على مدار عقد ونصف مساحات شاسعة أنتجت طبقة من الكائنات الطفيلية على التجارة والاستثمار والإدارة.
دولة بدستور ينهي عصر الفتاوى ودهس الحريات.. دولة تنقلب على ثقافة القبيلي، الذي يعتقد أن نهب الدولة من (السماخة) و(الرجولة). دولة بمدن بلا سلاح ولا مليشيات خارج القانون وبلا فرقة مدرعة تواصل دورها كـ(دولة داخل الدولة) دولة قمعية مصغرة تنقلب على تشريعات الدولة الكبرى، دولة النظام والقانون.
يا أنتم.. لم يبقَ أمامكم سوى أن تتحاوروا من أجلنا.. تخلوا عن الموروث الثقيل لصراعاتكم التي أنهكتنا وأنهكت الوطن..
لا تتصوروا أن فشلكم في الحوار قد يمنحكم فرصة أخرى لتلافي السير إلى الخراب.. وأنتم (أخبر) جربتم التظاهرات.. جربتم الصراع والحرب.. جربتم تعطيل الحياة العامة.. جربتم المواجهات.. جربتم الانقلابات. لم يبقَ شيء إلا وجربتموه.. لم يبقَ لديكم من خيار سوى الحوار بما يفضي لتطلعات وأحلام وطموحات (25) مليون يمني يفضي لدولة مدنية تتسع للجميع ولا تقبل القسمة على اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة.. إلخ.
* صحيفة المنتصف