شركة عدن للأمن والسلامة

  

ثقافة وفن
اقرا ايضا

تلويث الميدان بسلوكيات الاخوان

الحوار المتمدن | الخميس 31 يناير 2013 06:28 مساءً

محمد حسين يونس

مدن القناة التي تحدت حكومة المرشد وقراراتها العشوائية ولم يقبع سكانها في منازلهم خوفا من عساكر الجندورمة او بلطجية وفتوات الجماعة (بل ظلوا طول الليل في الشوارع رغم برد طوبة يحتفلون ويلعبون كرة القدم تحت حراسة خير جنود الارض ليفهم من اصدر الاوامر بعقابهم انه لن يتحكم حتي في صبية وصبايا المدن الثلاث)، كانوا المشهد الأساسي من صورة سريالية رسمت واقع الحال في الشارع المصرى .
المشهد الثاني كان للاستاذ القيادى الاخواني وهو يسلم درع حزب الاخوان للفنانة نصف الكاسية (وهو أمر طبيعي) دولي شاهين في مهرجان الغردقة بينما رفض رئيس حزبه ان يسلم جائزة لباحثة قبطية الا بعد تغطية شعرها. 
المشهد الثالث للشيخ ابو اسماعيل الذى يقترب من الستين وهو يتلمظ علي صبية سورية من مواليد 1994 اى لديها ثمانية عشر سنة يدفع مهرا بالاف الجنيهات ليتزوجها يوم 21 ديسمبر (اثناء معركة الاسكندرية التي لاقت فيها بطانته هزيمة نكراء من شباب البلد و طردوا شر طردة ) وفي خلفية الصورة مشايخ العار يحرضون علي تدمير سوريا واغتصاب نساءها للترفيه عن المرتزقة الحقراء الذين حشدهم بتوع الجاز للنيل من بلدهم .
ما يحدث للمرأة السورية لم يحدث منذ زمن تيمور لنك عندما كان جنوده يعتلون بناتها في المساجد امام الاباء والاخوة والازواج.
اما طارق الزمر الذى خرج من محبسة رغم اشتراكه في اغتيال السادات فيهدد (فقط) في حين أن حقراء الجماعة يشكلون عصابات تأديب للمعتصمين والمحتجين والمتظاهرين أمام الاتحادية تنتهي الي قتل وتعويق العشرات وتدمير حياة اشرف السيدات والبنات المجتمعات في ميدان التحرير(تقول الطبيبة التي تعالج 65 حالة اغتصاب تمت في وضح النهاروسط التجمع المليوني الذى تم لإسقاط مرسي يوم 25 يناير الماضي)، أنهم قد تدربوا واستخدموا أسلوبا حقيرا لترويع السيدات المشاركات (من جميع الملامح والاعمار) والمرتديات لازياء مختلفة منها الخيمات السوداء وذلك باختطافها ثم التحلق حولها بأعداد كبيرة ثم خلع ملابسها وضربها واستخدام كل الوسائل لفضحها باللمس والقرص وإدخال آلات حادة في المناطق الحساسة ..وحوش حقيرة أطلقها علينا دموى مريض شاذ ذلك الذى فكر في هذا الاسلوب وخطط له ودربهم ومولهم وجعل منهم فسادا في الارض.
الشارع المصرى أصابته فوضي لم اشهدها (علي الاقل خلال سنوات عمرى السبعين) حتي في اكثر فترات تاريخنا حزنا عندما هزمتنا الصهيونية المدعومة بعصابات الاخوان وملوك الجاز في 67. السفن السياحية تغرق في أسوان، العمارات تنهار في الاسكندرية، القطارات تنفصل وتدمر في البدرشين، سيارات المدارس تغتالها القطارات عبر المزلقان، وسيناء تنفصل والشارع يصف رئيسة بأفظع الصفات ويسبَّه علنا بكلمات غير معتاد عليها حتي أثناء الانتفاضة ضد المبارك .
الميكروباصات تنطلق بسرعة تعرض حياة الجميع للخطورة، الاتوبيسات تئن من سوء الصيانة، طوابير البحث عن الوقود تزحم الشوارع والمخابيل يرفعون قيمة الضرائب وفئات استهلاك الكهرباء والغاز فتشتعل الاسعار والعاملين في كل المجالات الانتاجية لا يضمنون اجر يومهم او استمراره لغدهم والاسراف الحكومي لامثيل له مع عجزفي الموازنة غير منضبط الا بطبع اوراق العملة التي تخفض قيمة الجنية و تصل العلاقة مع الدولار واليورو للاسوأ خلال العشرين سنة الماضية . السياحة توقفت رغم مهرجانات الاخوان والدراسة اصبحت شكلية بعد تحكم مافيا الدروس حتي في المدارس الخاصة التي تحصل علي أعلي معدل مصاريف.
الاخوان المسلمين بعصاباتهم ودستورهم واساليبهم في مواجهة الازمات اما بالكذب او الارهاب والعنف .. هي جماعة لا تصلح لادارة قرية صغيرة فما بالك بدولة تضم 83 مليون مواطنا .. فلنقرأ من جريدة (اليوم السابع) التحقيق التالي ونرى هل نحن في دولة لها قوانينها و أصول تسييرأم تحولنا لنعيش في سيرك مفتوح لكل ابداعات الفوضي . 
في ريبورتاج (أقرب لصياغة الاعلانات ) صرح رئيس هيئة قومية بأن وزيره قد أقاله، أهانه، أذله لسبب أقرب الي الحواديت التي تتلي علي اطفال ناقصي النمو من سوء التغذية والامراض فيصدقونها ويعيدون سردها للاخرين بيقين من شاهد بنفسه الشاطر حسن يصنع المعجزات من أجل ست الحسن والجمال . 
السيد رئيس الهيئة الذى توقف إدراكه الفني عند هذا النوع الهابط من الميلودراما لم يستطع أن يفبرك حدوتة أكثر تماسكا يبرر بها الاستغناء عنه سوى أن الوزير (مقموص ) منه لأنه عندما دعاه لاجتماع تخلف بسبب وعكة صحية المت به صبيحة الاجتماع مما أوغر صدر الوزير وقرر الفتك به مبكرا بإقالته ومنعه من دخول مكتبه لجمع متعلقاته او حتي مقابلته لتوضيح موقفه. 
رئيس الهيئة رغم ان من عاداته أن يهرب من المواقف الصعبة بادعاء المرض ( وقد يغمي عليه تخلصا من اسئلة الحاضرين في مؤتمره الصحفي ) يحاول أن يجعل تخلفه عن حضور اجتماع مع الوزير سببا لفصله ثم يشفعها مستغلا موجة الهجوم علي الاخوان (متشبها بقطاع الطرق و كاسرى الخزائن ومدمرى أقسام البوليس ومهاجمي السجون الذين الصقوا جرائمهم بالشباب الثائر) فيصرح بأن الوزير ينفذ خطة أخونة الوزارة لذلك تم استبعاده ليحل محله أخواني مسجل ضمن دفاتر الجماعة. 
هذه المبررات التي أصبحت شائعة تخفي حقيقة ان معظم من تم استبعادهم كانوا من منخفضي الكفاءة أو الامانة وأن مؤسسات الدولة تحتاج الي تغييرات شاملة بعد أن ضرب الفساد والاهمال والانتهازية والجهل المهني بجذوره عميقا في ادارتها.
بدأت ظاهرة تدهور أداء أجهزة الدولة، القطاع الحكومي والعام مع نهاية حكم السادات وتطبيق ما سمَّاه سياسة الانفتاح ، حيث هجرت الكفاءات الاجهزة الحكومية و تركتها فريسة( لشر البقر) الباقي علي المداود، لقد كان إغراء الانضمام الي القطاع الاستثمارى او الاجنبي أو السفر للعمل بالخارج للاكفاء عاملا رئيسيا في تدرج المتخلفين عن النزوح في المناصب والوصول الي دائرة اتخاذ القرار التي كانت مغارة علي بابا التي فتحت لهم علي مصراعيها، بحيث بعد فترة وجيزة إنطبق عليهم غناء الشيخ امام ((من بعد الجلبية والفوطة الدبلان.. و الياقة المهرية من هبش الاكلان .. بقي صاحب عربية وعمارة وسكان )). 
في الحالة التي نحن بصددها كانت العمارة والسكان في عشوائيات الهرم حيث شيدت من عائد الاتاوات التي فرضت علي توريد العمالة الفنية للمقاول الاجنبي (الذى يشرف عليه ) ومشاركتها أجورها ورغم أن هذا العمل غير قانوني ومعروف ومفضوح أمام الجميع بما في ذلك أجهزة الرقابة، الا أن سيادته بما يمتلكه من صفات مناسبة للزمن خصوصا الوشاية بالزملاء والرؤساء وجد نفسه يرتقي السلم الوظيفي بسرعة فائقة جعلته يطمع في رئاسة الهيئة. 
في نهاية حكم مبارك وعصابته من رجال الاعمال كانت مهمة الاجهزة الرقابية والقمعية إزالة العوائق والعقبات من أمام المستثمرين من أفراد الشلة ومن ضمنهم والد السيدة المصونة زوجة الابن علاء الذى كان يعمل في العديد من الانشطة ومنها الوكالة لبعض الشركات الصينية وهكذا صدرت الاوامر لضباط الرقابة الادارية بتسهيل حصول هذه الشركات علي عقود توريد الهيئة، الامر الذى قوبل بالاعتراض من بعض المهتمين بصالح بلدهم فكانت النتيجة عدم تجديد فترة أخرى لرئيس مجلس الادارة ، إحالة نائبه للمعاش المبكر، انتداب رئيس قطاع للعمل خارج الهيئة تحويل آخر الي مستشار ووقف ترقية مدير عام مع تجميده في منصبه الي الابد. اما المدير الطموح المشتاق للكرسي الذى وشي بالجميع فلقد اصبح الرئيس بين دهشة الجميع.
وهكذا لم يمر وقت طويل منذ عام 2007 حتي انتقل اسطول عربات المقاول (التي يخصصها لرئيس الهيئة كجزء من تعاقده مع الحكومة )الواقف امام عشوائيات الهرم ليقف أمام القصر المنيف الذى صممه مهندسي الهيئة لرئيسهم وأشرفوا علي تنفيذه بواسطة المقاول الذي تولي اقامته باسعار أقل (قليلا ) من التكلفة وسبحان العاطي الوهَّاب من بعد شبشب وقبقاب أصبح صاحبنا زبونا دائما لافخر مطاعم باريس وطوكيو ومدريد ينعم بعطايا موردى الهيئة و مقاوليها. 
عنما تم إختيار صاحب الشبشب والقبقاب ليصبح رئيسا للهيئة القومية شكل سريعا عصابته من أفراد علي شاكلته و جعل منها قيادات العمل بعد ان تخلص من الحرس القديم لقد كانت مواصفات القيادة الجديدة لاى منصب ان يمتلك صاحبها قدرات واضحه للتزلف، القفزعلي الاكتاف، الطاعة العمياء، عدم الاعتراض علي قرارات الزعيم مع الانتهازية ، الفساد غير المحدود وبدأت الهيئة ذات الانجازات تتداعي وتفوح رائحتها بعد أن عم الجهل والعشوائية في اتخاذ القرار وتغلبت عليه المصلحة الذاتية وبدات الكوادر الشريفة خصوصا من النساء والقبط تستبعد او تتوارى تحت ضربات مطارق هجوم افراد العصابة ودان حكم الهيئة لابن أخت فكيهه بياعة البط في سوق الثلاثاء. 
السيد الرئيس المستبعد الذى لم يهتم خلال السنوات الخمس التي قضاها في منصبه الا بمصالحه وتوظيف اقاربه و معارفه وباقي افراد الشلة يلفت النظر في التقرير الصحفي الي أن (( الوزير بدأ فعليا في الاستعانة بالمنضمين للجماعة من خلال المستشارين الذين جاء بهم الي ديوان الوزارة وأصبحوا يتحكمون في كل شيء خاص بالديوان وقطاعات الوزارة )) وسبحان الله تحول السفاح الي ضحية تبكي . 
الوزير قال أن هناك قضايا فساد ستواجه بها الادارة وأن الايام ستكشف فضائح يندى لها الجبين كافية لان تكون مبررا لاقالة رئيس الهيئة وإهانته وإذلاله والدورالان علي باقي افراد العصابة التي تنتظر مصيرها . 
الاخوان المسلمين في الميدان يخوضون معارك ضارية ليتمكنوا من البلاد وهم لخبرتهم المحدودة في الحكم اصبحوا صيدا سهلا حتي للهواة من الصيادين ويسهل تضخيم اخطاؤهم ولعل البلاك بلوك آخر تقاليع الشارع لمواجهتهم قادر علي هز ثقتهم في امكانية تحقيق السيطرة الكاملة من خلال اشاعة الرعب والارهاب. 
لقد أصبح العنف عملا يوميا بعد ان توزعت الاسلحة بما في ذلك مضادات الدروع وأصبح في مقدور المحتجين الاستيلاء علي مدرعات البوليس وحرقها والقبض علي ضابط لمبادلته باسراهم او عرض صور الرئيس في اوضاع منتقدة يلعب في جسده وهو يخاطب رئيسة وزراء استراليا او ينظر في الساعة وهو يحاور مستشارة المانيا التي قابلته دون ان تضع طرحة علي راسها. 
الاخوان لازالوا يتخبطون، يتحسسون طريقهم وبلادنا لم تعد كما اعتدنا عليها. ورغم ان الطريق للديموقراطية واضح الا ان الطمع في السلطة لا يجعل الامر قيد الاحتمال بعد ان تدني المسئولين لدرجة تكوين عصابات اغتصاب ترهب مناضلات ميدان التحرير.