في يوم الوفاء للشهيدة .. مدينة العين تقيم حفل تأبين بأربعينية الشهيدة عافية
أربعون يوما منذ أن فارقت الحياة واخترقت رصاصات المحتل جسدها وهي في عقر دارها وليس لها في عير السياسة ونفيرها شيء,غير أنها كانت تطعم بنتيها اللتين لم تتجاوزا بعد العاشرة من عمريهما..
عافية الشهيدة التي ارتوت مديرية خور مكسر من دمها حد الشبع وسمعت دوي صرخات طفلتيها إلى أقاصي البعيد حزن على فراق أمهم وأنين زوجها الذي شق غياهب الظلام وحنايا الأحشاء وتوغل عميقا إلى سويداء القلب حسرة على تلك البريئة التي تضرجت بدمها الطاهر النقي الذي سفكه جنود الأمن المركزي بعدن دون أي ذنب غير أن الهمجية والعشوائية والحقد لأبناء الجنوب هو من قاد هؤلاء الهمجيون إلى ارتكاب المنكرات والمحرمات وسفك دماء الأبرياء من أبناء الجنوب الذين يسعون منذ مطلع العام2007م إلى استعادة دولتهم التي أستأثر بها المحتل وأستنزف خيراتها وثرواتها وكل شيء جميل فيها وأقصى شريك الوحدة الرئيسي,واتضحت معالمه الحقيقة وتكشفت الأقنعة عن صورة التي كنا نجهلها في الجنوب المحتل..
صيحات وصرخات كل من تألم على الشهيدة عافية ستظل تلاحق المحتل وذلك الجندي الذي أطلق رصاصة( الدوشكا) صوب منزل الشهيدة التي كانت تسكنه إلى يوم الدين ولن تسكين الأرواح أو تهدأ حتى تأثر لتلك البريئة التي لم تدري أنها ستفارق الحياة علي أيدي أناس لايعرفون الرحمة أو الشفقة ولا يخافون الله في تلك الجرائم التي يرتكبونها كلما أشرقت شمس الضحى أو غازلة حمرتها المغيب..
مدينة العين ( دثينة) مهد طفولة الشهيدة عافية والتي ترعرعت فيها منذ نعومة أظافرها والتي كذلك احتضنت جسدها الطاهر بعد أن فارقت الحياة عرفانا منها بشهداء ثورة الجنوب السلمية وشهدائها الأبرار الذين يتساقطون اليوم تلو اليوم برصاصات الحقد والغل والضغينة أقامت صباح يومنا هذا حفل تأبين للشهيدة عافية حضرة جمع غفير من أبناء المنطقة الوسطى بأبين وبعض النشطاء في الحراك الجنوبي وعلى رأسهم رئيس مجلس الحراك السلمي بمحافظة أبين الناشط العميد / عيدروس أحمد حقيس الذين آثروا إلى المشاركة في حفل تأبين روح الشهيدة الطاهرة عافية التي بات يعرفها كل شبر في دولة الجنوب بعد أن ارتوت تلك الأرض منه..
المهرجان طغى عليه الحماسة الزخم الثوري الكبير مما أكسبه ميزة خاصة جعلت منه حفلا استثنائيا بكل المقاييس وبكل ماتعنية الكلمة من معنى وما تحمله النفس من حب لهذا الوطن وحرقة وحسرة على تلك الشهيدة التي فارقت الحياة عنوة تاركة خلفها طفلتين لا يدركون بعد معنى الموت إلا إنهما أدركا معنى الفراق ولوعة الشوق والحنين لأحضان الأم الذي لا يعوض عنه شيء..
المسيرة التي حملت علم الجنوب وصور الرئيس علي سالم البيض وصور الشهداء ورددت الشعارات المنددة بجرائم المحتل وبسياسة القتل والتدمير التي يتعرض لها أبناء الجنوب طافت شارع المدينة ذهابا وأياب في مشهد لفت أنظار الكل وشد القلوب والأرواح صوبه وبث الحماسة والغيرة على الجنوب المحتل في نفوس كل من كان ينظر إلى تلك المسيرة التي تزينت ببراعم مدرسة العبيدي العين الذين لم يفوتهم مهرجان قط منذ أن بدأ مشوار الحراك السلمي الجنوبي.
بدأ المهرجان الذي أقيم بمناسبة أربعينية الشهيدة عافية بآي من الذكر الحكيم تلاها الناشط / حيدره باسالم ثم ردد المشاركون النشيد الوطني لدولة الجنوب.بعد ذلك القى كلمة الافتتاح رئيس مجلس الحراك السلمي العين ( دثينة) الناشط الخضر السيد الزربة رحب فيها بالحضور الكريم الذي شاركوا في مهرجان التأبين للشهيدة عافية وحثهم على موصلة المشوار مهما كانت العراقيل والصعاب التي تواجه الحراك والمناضلين في الجنوب.
كلمة أسرة الشهيدة ألقاها والد الشهيدة / محمد فضل قارش قال فيها أن الاستعمار البريطاني أحتل الجنوب 129عام إلا انه لم يقتل امرأة أو طفل أو يعتدي على مواطن في منزله رغم أنه أجنبي,ولم يفعل كما فعل الاحتلال اليمني الهمجي المتخلف الذي يقتل دون وجه حق في أبناء الجنوب..
كما القى كلمة المجلس في المحافظة الناشط/ عباس العسل تطرق فيها إلى مسألة الحوار اليمني الذي تدور جلساته في عاصمة الاحتلال صنعاء وان هذا الحوار يخص الجمهورية العربية اليمنية وليس للجنوب صلة به لا من قريب أو بعيد..
وأضاف حتى وان تم مناقشة القضية الجنوبية في جلسات هذا المؤتمر إلا أن ذلك لن يكون كافيا لكي ينصاع الجنوبيون لهذا الحوار ويرضخون لتلك الإملاءات حد وصفه..
كما أضاف أنه لن يقبل الجنوبيين بأي حوار إلا بين دولتين منفصلتين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية..
وألقيت في المهرجان قصائد شعرية نالت استحسان ورضاء الكل لم عبرت عن لهفة الجنوبيين إلى التحرر والخلاص من براثن المحتل..