شركة عدن للأمن والسلامة

  

حوارات
اقرا ايضا

حاشد : حكومة باسندوة ساقطة أخلاقيا وصخر الوجيه ليس أكثر من قفاز بيد حميد الأحمر (حوار)

عدن اليوم /صنعاء | الخميس 14 مارس 2013 07:20 مساءً

إعلامي؟ صحيفته هي صوت الفلاح والعامل وسائق الأجرة والبائع المتجول، وحتى المجنون على رصيف البرد في كانون صنعاء القارس، والأهم من ذلك كله هو الشخص الذي استطاع أكثر من الجميع أن يتكئ على شرف المبدأ، شامخاً بعد أن تساقط مدعو الثورة ولصوصها كالذباب على فتات حميد الأحمر، وعلي محسن في موائد التسلط معرياً بالدم والسغب حكومة الخدم ولاعقي الأحذية.

* بداية ما الذي حدث؟

- ما حدث ظهر يوم الثلاثاء بتاريخ 12 فبراير 2013 كان عملاً مدبراً بخبث ولؤم ودناءة.. عمل منظم ومخطط له.. جرائم نكراء ومتوحشة، وعمل همجي ينتمي إلى عمل وسلوك عصابات تحترف الجريمة والقتل..

ما حدث ليس له أي صلة لا من قريب ولا من بعيد بعمل وواجبات رجال الأمن.. ومن الفظاعة أن ترتكب تلك الجرائم ضد أحد ممثلي الشعب وحامل لحصانته النيابية.. وكذا ضد جرحى ثورة سلمية لا يطلبون من الحكومة الموغلة بالفساد غير علاجهم بعد أن لحقت بعضهم إعاقات وعاهات دائمة وعجز لبعض أعضاء أجسادهم الجريحة بسبب إهمال الحكومة لعلاجهم مدة عامين..

حدثت هذه الجرائم في حرم مجلس الوزراء وملاصقا لجداره، وعلى بعد ثلاثين أو أربعين مترا من بوابته الرئيسية وعلى مسمع ومرأى حراسته.

من قبل رجال الأمن، وجهات يفترض أن تحمي جرحى الثورة المعتصمين سلميا في حرم مجلس الوزراء..في اليوم الـخامس عشر من اعتصامهم وإضرابهم عن الطعام

إن ما حدث كان يستهدف في المقام الأول حياتي، ويستهدف أيضا جرحى الثورة السلمية المعتصمين والمضربين عن الطعام منذ نصف شهر ولحقت بأجسادهم أضرار جسيمة بسبب ذلك الاعتداء البربري من قبل (مكافحة الشغب) التابعة لقوات الأمن المركزي، ووزارة الداخلية..

إن ما حدث كان يقف وراءه مراكز قوى ونفوذ.. هي من خططت وهي من وجهت بالتنفيذ، وأشير هنا ومن واقع الأدلة في ملف القضية إلى أن ضابطاً رفيعاً برتبة عميد كان قد التقى أمام مجلس الوزراء بالجنود المعتدين قبل نصف ساعة فقط من واقعة الشروع في قتلنا والاعتداء على جرحى الثورة.. ولذلك كان اتهامي المباشر موجه لوزير الداخلية وقائد قوات الأمن المركزي، وهذا الأخير كان قد حضر لزيارتي في مستشفى المتوكل في اليوم الثاني لكي أتنازل عن أي مقاضاة، أو اتباع أي مسلك قانوني حيال ما حدث لي وللجرحى..

لقد بدأ منفذو الجريمة باستطلاع مكان اعتصام الجرحى من الصباح الباكر.. خمسة جنود من مكافحة الشغب.. ودخلوا إلى مكان الاعتصام، فيما الجرحى والمعتصمون كانوا لا يزالون نائمين.. ولدينا صور تثبت هذا.. علما أنه لم يسبق أن نزلت قوات وأفراد مكافحة الشغب إلى هذا المكان من قبل رغم مرور أسبوعين من الاعتصام والإضراب عن الطعام في المكان نفسه.

كما أن قوات مكافحة الشغب دائماً تبقى الناقلات المخصصة لها وفي مكان بعيد عن الاعتصام غير أنها في يوم الاعتداء بتاريخ 12 فبراير اقتربت كثيراً من مكان الاعتصام، وظلت تستفز الجرحى وتشتم وتسب النساء المعتصمات والمتضامنات بعد أن اتخذت خط تماس مع المعتصمين في مكان اعتصامهم، ودخلت إلى حرم الاعتصام تشرع في قتلنا وتعتدي على جرحى الثورة.. وهذا ثابت بالصور وشهادة الشهود..

أحد المعتدين الرئيسيين علينا مع أحد الجنود الذي كان ملثماً، كانا أمام بوابة الإذاعة المقابلة لمجلس الوزراء ثم انتقلا إلى الجهة الأخرى التي تقع بالتماس مع المعتصمين.. شرعا في قتلنا.

شهادة الشهود والصور التي التقطت أكدت أن الأمر كان مدبرا ومخططا له وخصوصا أن ضربتين قويتين وسريعتين وقاتلتين بهراوتين غليظتين نزلتا على رأسي في اللحظة نفسها من قبل جنديين أحدهما كان ملثما بلثام أسود مستهدفين حياتي.

* هل كنت هدف الاعتداء أم فقط من تعرض للاعتداء ؟

- أولا ما حدث ليس اعتداء فحسب ولكنه قبل ذلك شروع في القتل.. فبعد فقدان توازني إثر الضربتين على رأسي وسقوطي على الأرض؛ حاول الجرحى والمعتصمون منعهم من الوصول إليّ مرة ثانية وشكلوا طوق حماية بأجسادهم التي تلقت الكثير من ضربات هروات الجنود المعتدين، وعندما استحال عليهم الوصول إلي مرة ثانية تم قذف قنبلة غاز (مسيلة للدموع) إلى جواري ولكن تمكن أحد الجرحى من رمي بطانية على قنبلة الغاز المسيلة للدموع مما حد من فعاليتها، ورغم قنابل الغاز التي تلتها تمكن الجرحى والمعتصمون من إسعافي إلى سيارة الإسعاف بعد أن منعها الجنود من الوصول إليَّ غير أن بعض الجنود حاولوا منعنا من الصعود إلى سيارة الإسعاف بإغلاق أبوابها ومنعها من التحرك نحو المستشفى لإنقاذ حياتي بالإضافة إلى إعطابهم بعض وسائل الإسعاف مثل الأكسجين الذي كنت بحاجة إليه، كما أن النزيف كان غزيرا، ولم تتمكن سيارة الإسعاف من التحرك لإنقاذي إلا بعد تدخل حراسة مجلس الوزراء وبعض المواطنين الذين كانوا متواجدين عند سيارة الإسعاف.

هذا يعني أن هناك ثلاث مراحل كل واحدة منها كانت بمفردها قادرة على قتلي.. المرحلة الأولى هي الضربتين بالرأس من قبل جنديين مدربين على هذا النوع من القتل، وإذا فشلت هذه المرحلة فالمرحلة الثانية كافية أن تتيح لهم قتلي وهي رمي قنابل الغاز لتفريق من حولي ثم الإجهاز علي في المكان نفسه الذي سقطت فيه أو نقلي إلى مكان آخر والإجهاز علي، وعندما فشلت هذه المرحلة وكنت أنزف من رأسي بغزارة وتمكن الجرحى من إيصالي إلى سيارة الإسعاف بعد منعها من قبل الجنود من الوصول لي بدأت المرحلة الثالثة وهي منع إسعافي وكان موتي محققا لولا تدخل حراس وضباط مجلس الوزراء وآخرين..

لقد كان موتي محققا لولا الحظ وحميمية الجرحى والاستماتة في إنقاذي، ثم تدخل حراس مجلس

الوزراء وآخرين من أجل تحرك السيارة إلى المشفى لإنقاذي.

* رئيس الوزراء باسندوة وقيادات في الاصلاح اعتبروا قالوا إن اعتصامك مع الجرحى من أجل الشهرة، ثم زاروك بعد الاعتداء، هل تعتقد أنهم شعروا بأنهم كانوا مخطئين ؟

- قيامي بتبني قضية جرحى الثورة كان لدواعٍ إنسانية ووجودية ودواعٍ ثورية، وشعور بواجب أخلاقي في المقام الأول حيال هؤلاء الجرحى.. وهو شعور لا تفهمها حكومة الوفاق ولا تستطيع فهمه أو تفهمه؛ لأنها حكومة فاسدة وغارقة في شهوة الاستئثار بغنيمة الثورة، ومحكومة بسعار الاستيلاء على السلطة والمعارضة والدولة..

والأكثر من ذلك إن هذه الحكومة ساقطة أخلاقيا وفاشلة بكل المقاييس ومتنصلة عن وظائفها وواجباتها تجاه الشعب، وفي مقدمتهم جرحى الثورة السلمية التي صعدت على جراحهم وأوجاعهم وتنكرت لتضحياتهم.. نحن بأمس الحاجة إلى حكومة كفاءات ونزاهة وأيادٍ بيضاء.. هذا ما نحتاجه الآن ويحتاجه الوطن بصورة عاجلة وملحة.

* أنت الآن تعتصم مع الجرحى لأن العديد من هؤلاء الشباب كانوا يخرجون معك في المسيرات منذ 16 يناير وحتى 25 فبراير 2011م باسم الثورة الشبابية، ثم سلمت لأحزاب اللقاء المشترك قيادة الثورة التي شاركت في الحكم باسم الثورة لماذا تنكرت لكم هذه الأحزاب، وهل كان هناك اتفاق مسبق بينك وبينها عندما كان الشباب يجتمعون في منزلك؟

- أنا لم أسقط يوماً ولم أتآمر .. لم أتخل عن أهداف الثورة، ولم أخنها أو أفكر بخيانتها، فيما كثير ممن يتشدقون باسم الثورة خانوها، وأشبعوها غدراً وخيانة .. أنا لا أعرف الغدر ووضاعة التآمر وأرفض سياسة الغاية تبرر الوسيلة لأن نُبل الوسيلة عندي من نُبل الهدف والمقصد ..

لقد قتلوا حلمنا الكبير، وسرقوا ثورتنا واستولوا على الدولة باسم الثورة، وأقصوا الأحرار وخونوهم وكفروهم، ونهبوا الثورة والثروة والوطن، وأعادوا إنتاج النظام بشكل أكثر قبحاً وفجاجة، وما كانوا ليحققوا ذلك لولا الدعم الإقليمي والدولي المتآمر الذي لا يأبه لمصالح الشعوب وثوراته، وإنما يأبهون فقط لمصالحهم الأنانية الآتية على حساب أهداف الثورات وأحلام البسطاء والمقهورين.. مصالحهم المتوحشة جاءت على حساب حرية شعبنا وحقوقه، وحريات وحقوق الإنسان في هذا الوطن المثقل بالمشايخ والقبيلة والتخلف..

وبالنسبة لأحزاب اللقاء المشترك فيجب أن أخص فيها حزب الإصلاح، أما الآخرون فهم إما محدودو الخيارات في ظل وضع شديد الضيق، أو مجرد (شُقاة) لا يلقون من حزب الإصلاح غير فتات ومَنّ .. سيندمون أشدّ النّدم على كل يوم تساهلوا فيه مع الإصلاح، وسيدفع المجتمع كله كلفة هذا التساهل، وستكون للأسف هذه الكلفة باهظة وثقيلة على الشعب، ويحتاج لتجاوز آثارها إلى سنوات طوال وعقود .

* الوزيرة جوهرة حمود، قالت في المؤتمر الصحفي إن هناك جهات سياسية وراء الاعتداء عليك مبرئة رئاسة الوزراء، ووزارة الداخلية فمن هذه الجهة السياسية التي تقصدها الوزيرة جوهرة ؟

- هذا السؤال المعني بالإجابة عليه هي الوزيرة الأستاذة جوهرة حمود ..

* قبل الاعتداء بيوم واحد زاركم صخر الوجيه، وزير المالية ولم يلق قبولاً، وتعرض للإهانة من بعض المعتصمين، فهل كان الاعتداء عليك انتقاماً لما تعرض له الوجيه؟!

- نترك هذا الأمر للتحقيق.. غير أن التحقيق لا يبدو أنه يسير على ما يرام، رئيس الجمهورية يوجه بتشكيل لجنة للتحقيق، ورئيس الوزراء يوجه بتشكيل لجنة تحقيق، ووزير الداخلية يشكل لجنة تحقيق، وهو أحد المشكو بهم ويضمِّن في قوامها أركان الأمن المركزي (المقدشي) الذي التقى بالمعتدين قبل نصف ساعة من تنفيذ الاعتداء والشروع بالقتل .. لجنة "حاميها حراميها" لا يمكنها أن تقود إلى حقائق.. هذه اللجنة، ووزير الداخلية الذي شكل اللجنة، وكذا قائد الأمن المركزي وأركانه، يرفضون حتى الآن الاستجابة للقضاء بتسليمه الجناة رغم مرور شهر كامل من واقعة الشروع في قتلنا والاعتداء على جرحى الثورة، ورغم أن الدستور والقانون النافذ يلزم جهات ومأموري الضبط بجمع الاستدلالات، وإحالة المتهمين أو المشتبهين إلى النيابة خلال 24 ساعة، إلاّ أن هذا لم يحدث رغم مرور شهر من ارتكاب الجناة لجريمة الاعتداء والشروع بالقتل .. نحن نريد دولة نظام وقانون.. نريد تحقيق محايد وشفاف.. نريد عدالة تنتصر، غير أن ما يحدث الآن هو دعم للجناة والجريمة ومساعدة في إفلات الجناة من العدالة.. ما يحدث هو عمل مافيا وعصابات ومراكز نفوذ تمارس تهديدا للسلم الاجتماعي ووبالا على حاضر اليمن ومستقبله

* صخر الوجيه كان زميلاً لكم في مجلس النواب، فهل تواصل معك باسم الزمالة ليتفهم منك قضية الجرحى، خاصة أنه كان يقدم نفسه في المجلس كنصير للحقوق ومحاربة الفساد؟

-لم يحدث أن تواصل معنا بخصوص الجرحى، ولم يتواصل معنا بأي شيء آخر وخصوصاً بعد أن صار وزيراً .. صخر الوجيه رغم أنه كان قد استطاع أن يخدع الكثير من الطيبين وهو يطل من شاشة التلفاز حالما كان نائباً ومتحدثاً جاذباً وقبل أن يكون وزيراً .. ولكنني كنت أدرك بعض ما يحدث وراء الكواليس وفي الغرف المغلقة.. كنت أدرك أن كثيرين ممن يجيدون الكلام ولباقة الحديث في البرلمان يخفون كثيراً من القبح والدمامة، ولديهم قدرة كبيرة على تزييف الوعي وخداع البسطاء.. لقد كتبت عنه قبل الثورة بعام أو أقل من عام قصاصة في الصفحة الأخيرة من صحيفة "المستقلة" وفيها: "كنت أظن أنك نائب مستقل ولكن اكتشفت أنك العكفي حق الشيخ حميد"، وها أنا اليوم أكتب وأقول : "صخر الوجيه ليس أكثر من قفاز بيد الشيخ حميد.." وأن حكومة الوفاق لن تستطع أن تكون غير حكومة الشيخ حميد، وإلا ماذا يعني أن مدير مكتب رئيس الوزراء هو المتحكم بكل صلاحيات رئيس الوزراء .. ماذا يعني أن مليارين وربع المليار ريـال تحول إلى جمعية خيرية ولا يستطيع وزراء المشترك والمؤتمر فعل شيء، بل معظمهم لا يعرف بهذا إلا من وسائل الإعلام؟ . ماذا يعني مئات الملايين بل ومليارات تُهدر من خزينة الدولة والمال العام تبرعات لجمعيات حزبية وجامعة إيمان، وجامعة قرآن، ولا نرى وزيرا في حكومة الوفاق يصرخ وينتفض.. إنها حكومة الإصلاح وحكومة الشيخ حميد ..

* صرفت الحكومة لمؤسسة "وفاء" التابعة لحزب الإصلاح أكثر من ملياري ريال.. ما يعني أن من لا يؤيد الإصلاح ليس بثائر.. فما الذي اتخذتوه تجاه ذلك؟

- لقد قدمنا بلاغاً رسمياً باسمنا ومجموعة من جرحى الثورة السلمية بقضية فساد أمام نيابة مكافحة الفساد وننتظر نتائج التحقيقات، وأظن أن النتائج ستكون مدوية وصارخة ..

* في الأشهر التي كنت تخرج مع الشباب في المسيرات أوائل 2011، وكانت صحف الإصلاح تتناولك كبطل، وبعد 18 مارس حاول شباب الإصلاح الاعتداء عليك وتدمير المنصة الخاصة بك، وصحف الإصلاح تغير موقفها تجاهك، بماذا تفسر ذلك؟

- هكذا يفعل اللصوص .. عندما يبدأون بالسرقة يبدأون خفية ومخادعة، وعندما يتمكنون ويتملكون يظهرون كل الفجاجة والصلف والهنجمة.. ينطبق هذا الحال أيضا على حال الثورة وسرقتها

مسيرات يناير وشطر من فبراير 2011 كانت مسيرات فيها طهر ونزاهة ونكران ذات واستعداد كبير للتضحية.. لم نكن نسأل من أي الأحزاب أنت؟ وكان كثير ممن يسيرون المسيرات معنا متمردين على أحزابهم.. لم نكن نفكر كما يفكر الساسة اليوم.. ولكن السلطة مفسدة وبعض ممن كان يشاركنا عفة هذه المسيرات وطهرها صاروا اليوم سياسيين وأجد نفسي أتذكر في هذا الصدد مقولة "مارك توين" (السياسيون مثل حفّاظات الأطفال، يجب تغييرهم باستمرار، ولنفس السبب) السياسة تفسد الأخلاق، وتفسد النفوس، وتنشر في الناس الفساد والأمراض والأوبئة .

* تقولون إنكم خرجتم في ثورة، ولكن كانت الثورة بدون قيادة، ورفضتم تشكيل قيادة من الشباب، ألا يعني هذا أنكم من سلمتم المشترك القيادة؟

- لقد خدعونا بعض السياسيين عندما كانوا يقولون لنا الثورة لا تحتاج قيادة، فيما كانوا لصوص الثورة يعدون أنفسهم للانقضاض على الثورة وقيادتها، مسنودين بالمال والقبيلة، وأول ما فكرنا بتشكيل لجنة نظام ولجنة إعلام، فوجئنا في اليوم التالي أن أحد هذه الأحزاب والقبيلة كانوا جاهزين للانقضاض على الثورة في بدايتها وفرض الأمر الواقع، وفرضوا لجنة تنظيمية كغطاء فقط، فيما كانت مراكز قوى قبلية وعسكرية وحزبية هي من تخطط وتصدر الأوامر وتفرض الأمر الواقع، ثم اكتشفنا أن صالح السنباني هو من يقود ساحة التغيير في صنعاء، وكان صالح السنباني هذا هو يد الشيخ حميد ورجل الفندم علي محسن.. وبعد أن استتب لهم الأمر جاهروا بالقبح أكثر وتوحشوا في وجوهنا مسنودين بالقبيلة والعسكر والمال الوفير..

* هل علي محسن حمى الثورة ولم تتم عمليات قتل بعد انضمامه في 18 مارس "جمعة الكرامة" ؟ وبمناسبة ذكرى جمعة الكرامة، هناك الكثير من الأسرار تم إقفالها من وراء الشباب في جمعة الكرامة؟

- في الأيام الأولى كنا نعتقد أن انضمام علي محسن إلى الثورة إضافة جديدة للثورة، ولكن بعد قليل من الوقت اكتشفنا أن الفندم علي محسن هو الخنجر المسموم الذي أصاب الثورة في مقتل ..

أما بخصوص جمعة الكرامة فإننا نحتاج إلى تحقيق محايد وشفاف، وهذا الأمر لا زال غير ممكن محليا، والقضاء اليمني غير مؤهل أن يضطلع بهذا الدور، وخصوصا أنه لا زال ضعيفا وغير مستقل وزيادة على ذلك صار اليوم مأخونا، وواقعا تحت تأثير مراكز قوى محلية وإقليمية يجعل التحقيق النزيه والمحايد والمستقل مستحيلا ، بل وأكثر من مستحيل ..

* تم جمع مبالغ مالية كبيرة باسم الثورة، منها تبرعات ومنها زكاة عامين ومنها دعم قطري وسعودي وأمريكي هل تعلمون حجم هذه الأموال ولمن سخرت؟

- إنها مبالغ مهولة جداً، وفي أغلبها ذهبت إلى خزائن وأرصدة النافذين والفاسدين ولصوص الثورة والثروة، واستخدمت كثير من الأموال في تزيف الوعي وإجهاض الثورة والتحكم بمسارها وحرفها عن أهدافها وإعادة إنتاج النظام على نحو أكثر قبحا وفظاعة ..

* كيف تنظرون إلى مستقبل العمل السياسي والديمقراطي اليوم بعد أن أصبح حزب الإصلاح يتحكم بمجريات العمل السياسي باسم الثورة؟

- لقد حذرت ومنذ وقت مبكر من أن حزب الإصلاح بتكوينه الراهن ومنظوماته وسياساته التدميرية وسنده الإيديولوجي وعقليته الإقصائية والتآمرية سيكون الخطر القادم على مستقبل العمل السياسي ومشروع الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية التي ننشدها، بل وعلى حاضر اليمن ومستقبله..

* يقال إن الأحزاب الليبرالية المنطوية في اللقاء المشترك قد تم تدجينها من حزب الإصلاح.. كيف تمكن الإصلاح من تدجين اليسار؟

- ما أستطيع أن أقوله في هذا الصدد هو أن حزب الإصلاح ومراكز قواه استطاعت أن تخترق بعض القيادات العليا والوسطية في أحزاب المشترك، وكذا استطاعت أن تخترق بعض المنابر والوسائل الإعلامية التابعة لتلك الأحزاب، وكذا استطاع حزب الإصلاح أن يصنع مصالح شخصية ونفعية لبعض عناصر وقيادات المشترك حتى باتت ذات أولوية ومقدَمة على مصالح أحزابها.. إن المال والنفوذ ومراكز القوى في حزب الإصلاح تمارس تأثيراً في بقية أحزاب المشترك وتجعلها خاربة وأسيرة لتبعية لا تنتهي .

- نقلا عن (اليمن اليوم)