الجرحى .. تخلى عنهم التحالف ونستهم الشرعية
عشرات الجرحى الذين سقطوا في معارك الشريط الساحلي والقطاع الغربي ، أصيبوا بالإعاقة الدائمة المتمثلة بحالات الشلل المختلفة ، جراء إصاباتهم الخطيرة بالعمود الفقري والحبل الشوكي والدماغ ، في حين تعرض العشرات منهم لبتر أقدامهم جراء إصابتهم بالألغام والشظايا .
كل هؤلاء وغيرهم من عشرات الجرحى يحتاجون إلى تدخلات علاجية وجراحية في الخارج وأوصت التقارير الطبية بنقلهم إلى الخارج، لكنهم ظلوا على مدى أشهر يحملون جراحاتهم وأوجاعهم وحدهم ، بحثاً عمن يداويهم ويعيد لهم عافيتهم المتهالكة، ولم يحصدوا سوى المرارة والحسرة جراء صدهم من قبل المعنيين في اللجنة المكلفة بتسفير الجرحى .
وقبل أكثر من شهر توفى الجريح فهمي أحمد مقبل والأسبوع قبل الماضي تبعة الجريح عبدالناصر يحيى قاسم الداعري نتيجة إهمال الجهات الحكومية واللجنة المسئولة عن تسفير الجرحى طيلة أشهر ،وقبل أربعة أيام من الآن توفي الجريح مشتاق أحمد علي نصر الحنشي نتيجة خطاء طبي فاضح ، ومساء يوم الجمعة توفى الجريح فواز عبدالقوي شائف الكربي بعد 12 يوم من المعانات في المستشفى , يوما بعد أخر وجرحى القوات الحكومية (اللواء الأول والثالث وقوات هيثم ) يتساقطون كل يوم ولم يعول بهم احد من قيادات الحكومة .
الجريحان عبده الطحي الصبيحي ،وعمر زيد أصيبا في نفس المعركة التي خاضها واستشهد فيها القائد عمر سعيد ، يستعد الأطباء يوم الأحد لبتر ساق الطحي بعد أن أوصدت لجنة تسفير الجرحى الباب دونه ورفاقه وفي هذه اللحظات يستنجد ويستغيث الطحي بذوي الضمائر الحية أن يتولوا تسفيره دون بتر ساقه كونه يحتاج لزراعة غضروف وليس بتر ساق .
أما عمر زيد أصيب أسفل الظهر ما أدى إلى إعاقة دائمة وشلل تام في الجزء السفلي من جسمه ، ومثله رفيقة الجريح حسين هيطل الذي أصيب إصابة بالغة في دماغ نتيجة رصاصة قناص ويعيش الإعاقة والمعانات بكامل تفاصيلها الإنسانية .
ومثلهم الجرحى عمرو عادل المحلئي ومعاذ محمود الحيدري وباسم لهيم بتر الأطباء سيقانهم وهم ينتظرون عملية تسفيرهم لكن اللجنة لم تلتفت إليهم رغم مناشدة الأطباء بضرورة تسفيرهم .
وفي حين استفاد الجرحى المنتمون لبعض الكتائب والفصائل من المنح العلاجية في الخارج وفقاً لما تقرره اللجنة المكلفة بتسفير الجرحى ، وفق ما صرح به عدد من الجرحى ، فيما تعرض بقية الجرحى المنضوين في صفوف القوات الحكومية للإهمال ولم يحظوا بالرعاية الطبية على الرغم من خطورة الإصابات التي يعانون منها .
من جهته يقول محمد فضل الداعري وبشير محمد سيف مندوبا اللواء الثالث حزم واللواء الأول زائد لشؤون الجرحى إن عشرات الجرحى من منتسبي اللواءين والقوات المقاتلة بقيادة اللواء هيثم قاسم سقطوا خلال المواجهات في كهبوب والقرون الخمسة بقيادة العميد الركن الشهيد عمر سعيد الصبيحي رحمة الله علية ومنهم من أصيب برفقة الشهيد وجراحهم خطيرة ، وجرحى من منتسبي اللواء الأول سقطوا في المخاء جبهة موزع ، كان يفترض أن يتم تسفيرهم أسوة بباقي الجرحى المنتسبين للمقاومة لكننا نستغرب الإهمال الذي يتعرض له جرحانا وجرحى قوات اللواء هيثم ، من قبل الحكومة واللجنة المكلفة بتسفير الجرحى .
وأشارا إلى حالات بتر أعضاء نتيجة الإهمال الحكومي والطبي، مستشهدًا بحالة الجندي الذي بترت قدمه نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له بعد إصابته في الساق خلال المواجهات في منطقة القرون الخمسة .
وكما يشير محمد فضل الداعري إلى حالتي الجرحى عمر زيد وحسين الأهطل وعبده الطحي و الذين أصيبا خلال المواجهات هناك في ذات اليوم التي استشهد فيها القائد عمر سعيد ، تم نقلهما إلى المستشفى حينها ومنذ ذلك اليوم ونحن نتابع إجراءات نقلهما وتسفيرهم إلى الخارج لكن لم تفلح جميع الجهود التي بذلناها ، لنكتشف بأن عملية التسفير يشوبها المحاباة والوساطة وتتم لجهات بعينها دون الآخرين ، رغم خطورة حالتهما الصحية التي طلب الأطباء ضرورة تسفيرهما ، ولكن الجهات المسئولة عن تسفير جرحى الحرب لم تراعي ظروفهما الصحية وحتى النفسية التي فرضت بقاءهما فترة أطول داخل المستشفى .
ولفت المندوبان محمد وبشير إلى أن الكثيرين منهم تعفنت جروحهم، ومنهم من مات بسبب الإهمال .
وناشد الداعري كافة الجهات العليا في الحكومة والرئاسة القيام بدورها حيال الجرحى وعدم تركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم ، شاكراً في الوقت نفسه الدور الذي يوليه مركز الملك سلمان للإغاثة والقائمين علية بتكفلهم بنفقات الجرحى في مشافي عدن .
* قرر الأطباء بتر ساق الطحي غداً
عبده علي عمر طحي الصبيحي ، احد الجرحى الذين أصيبوا في جبهات القتال في الساحل الغربي ، وكانت إصابته بشظية هاوون في الرجل اليمنى .
يكشف عبده الطحي الصبيحي ، في حديثة إلى ( )، أنه تقدم للجنة المكلفة بتسفير الجرحى أكثر من مرة لكنه لم يجد إي تجاوب بالرغم من أن إصابتي خطيرة وتستدعي السفر إلى الخارج ولدي من التقارير ما يؤكد ذلك لكن اللجنة رفضت تسفيري .
الطحي يعيش مع المعانات يومياً في مستشفى البريهي ، وصباح الأحد هو الموعد الذي قرر الأطباء فيه بتر ساقت اليمنى بسبب ما قالوا له الأطباء بأن ساقه سوف ترم .
لكن الجريح الطحي الصبيحي ناشد كل الجهات العليا والضمير الإنساني بضرورة تسفيره , وعدم بتر ساقه كون ساقه الأيمن بحاجة إلى زراعة غضروف بسيط وأنه مستعد لإجراء العملية حتى ولو على حسابه الشخصي من دون أن تبتر ساقه هنا في عدن .
وتحدث الطحي بمرارة كبيرة لماذا لم يتم قبولي وتسفيري في الوقت الذي تم تسفير الكثير غيرنا برغم جراحهم البسيطة فيما نحن مرميون هنا منذ أشهر ولم يلتفت إلينا احد .
عبده الطحي كان من مرافقي اللواء الركن محمود الصبيحي ومن قرية الوزير وشارك في ٢٦ جبهة من جولة كالتكس إلى القرون الخمسة برفقة القائد الشهيد عمر سعيد وأصيب في اليوم الذي استشهد فيها القائد عمر سعيد في القرون الخمسة ومن يومها وهو سجين في أربعة حيطان في مستشفى البريهي بعدن .
يستذكر الصبيحي من أول يوم له في الجبهة وقاد أول دبابة في المعارك ضد الحوثيين ورافق عشرات القادة في الجبهات بعدن إلى أن وصل إلى أعالي جبال كهبوب وكان من ضمن ٢٢١ مجند كأول كتيبة ترسل إلى أريتيريا للتدريب على العربات الإماراتية ، وهانحن اليوم لا نمتلك إي شي لا راتب ولا إي حقوق وفوق ذلك تركونا لأشهر نعاني الأمرين ، شاكراً المندوب محمد فضل الذي قال إنه بذل كل ما في وسعة لمتابعة تسفيرنا لكن الأمر اكبر من محمد .
* إنزال من الطائرة
أما الجريحان عمر زيد أحمد مريبش وحسين هيطل من أبناء عدن فقصتهم قصة أخرى من المعانات حيث كان برفقة القائد عمر سعيد ولحظة إصابة القائد
وقال عمر "اقتربت منه لكي أحملة ولكن إصابته رصاصة قناص في أسفل الظهر وهو حاليا لا يقوى على الحركة بعد أن تشلل من منتصف جسمه من يومها وهو طريح السرير .
عمر ذو الــ٢٠ ربيعاً وحسين هيطل كانت لهم قصة مؤلمة مع لجنة تسفير الجرحى حيث تم قبولهم وجهز لهم كل الترتيبات وحينما وصلت الطائرة إلى مطار عدن ، لنقل عمر ورفاقه الجرحى تفاجأ عمر وحسين باللجنة تبلغهم بسقوط أسمائهم من كشوفات المنقولين للعلاج في الإمارات واعيدو من مطار عدن .
لكن رفاق عمر وحسين الذين وصلوا إلى المستشفى ابلغوهم بأن اسميهما موجودان بكشوفات المشفى الإماراتي وقد حُجزت لهم سريرين باسميهما وينادون بأسمائهم .
عمر المصاب حالياً بالإعاقة الدائمة وبشلل نصفي ، وحسين المصاب إصابة بالغة في الدماغ بطلق ناري ، لديهم قصة إنسانية أخرى من قصص المعانات مع لجنة تسفير الجرحى التي ترافقها أعمال السمسرة والعبث بكشوفات الجرحى .
الجريحان عمر وحسين زودنا بكشوفات رفاقهم الجرحى الذين تم قبول تسفيرهم ، ويحتل اسم عمر الرقم ٢ من قائمة الكشف فيما حسين الرقم ٣ من الكشف ، لكن اللجنة حرمتهم من السفر لتدرج آخرين بدلاً عنهم .
لدى الجريحان عمر زيد وحسين هيطل تقارير عدة تستدعي سفرهم العاجل إلى الخارج كون المستشفيات المحلية غير قادرة على علاجهم في الداخل .
والدة عمر تفيض عيناها بالدموع وهي تجلس أطراف السرير المسجى علية جسد ولدها النحيل منذ أشهر وهي تصيح وتناشد بتسفير ولدها العشريني وما أصابهم من إهمال ومعانات الليل والنهار من دون أن يهتم مسئول بولدهم .
الجريحان عمرو عادل أحمد المحلئي و معاذ محمود حسن الحيدري من جنود اللواء الأول زائد ، مثلهم مثل الكثيرين ممن خذلتهم اللجنة، لكنهم ظلوا يبتلعون خذلانهم بصمت مؤلم حيث يقضيان قرابة الشهر في مستشفى البريهي بعد أن أصيبا في جبهة موزع المخاء .
صمت وخذلان هائل الذي تعرض له الشابان وكثير من الجرحى بسبب الحكومة الشرعية التي قاتلا في صفها، لكن لجانها الجائرة حرمتهما من السفر وتمت عمليات بتر لساقيهما ، حجم الوجع الذي يجتاح جراحهم بلا هوادة.
حكومة تعفنت ضمائرها بعد أن تعفنت جراح الشابين عمر ومعاذ في أحد غرف مستشفى البريهي ، كم هائل من الوجع والقهر يجتاح الجرحى وانين يعتصرهم صباح مساء ، تركتهم الحكومة يعيشون وحدهم جراحهم وآلامهم وأنينهم دون أن تلتفت إليهم التفاف ، ينتظر الآن الشابين عل وعسى أن تلتفت إليهم الجهات المسئولة وتعود ضمائر المسئولين في اللجنة المكلفة بالتسفير بتسفير الشابين عمر ومعاذ وباقي زملائهم الجرحى بعد أن أوصى المختصون ضرورة تسفيرهم .
الأمر نفسه يعانيه الشاب الجريح باسم لهيم سالم احمد يوسف الذي بترت ساقه وبجانبه في نفس الغرفة الجريح قائد علي سعد الأغبري أصيب برصاصة خلف الأذن اليمنى وفقد طبلة أذنه وهم من منتسبي اللواء الأول زائد .
* المزاجية والمحسوبية في تسفير الجرحى
مصدر عسكري يقول بان هناك مزاجية في عملية تسفير الجرحى خاصة جرحى قوات الجيش المنطوية في إطار اللواءين الأول والثالث حزم حيث يتم رمي جرحى اللواءين في مشافي عدن رغم تكفل مركز الملك سلمان مشكوراً بتحمل نفقات المستشفيات المحلية لكن جرحنا بحاجة إلى عملية تسفير أسوة بمثلهم من الجرحى سوأ السلفيون أو غيرهم ،لماذا يستثنى جرحانا لماذا هذا الإهمال المتعمد من قبل اللجنة .
وتابع هل تعلمون بأن عدد من جرحنا توفوا في المستشفيات بسبب الإهمال وترك جراحهم تنزف وترك حتى الموت .
ولفت إلى أنه يوجد الكثير من الذين يتلاعبون بملفات الجرحى ، ونطالب بمحاسبتهم وعلى الحكومة والرئاسة القيام بدورها على أكمل وجه ولو من باب إنساني في إنقاذ الجرحى والنزول إلى المستشفيات للاطلاع على أوضاعهم وحالتهم عن قرب وهي من تقرر عمليات التسفير .
*أهالي الجرحى تخنقهم الأوجاع
وأشتكى أقارب جرحى الحرب في الساحل الغربي من عمليات الإهمال التي يتعرض لها ذويهم وأبنائهم وحالة النسيان التام لهم من قبل الحكومة والجهات المتكاملة بتسفير الجرحى ورمي أولادهم في المستشفيات الحكومية والخاصة ،وعدم تقديم الحكومة أية مساعدات تذكر لهؤلاء الجرحى أو حتى الالتفات لهم .
وناشد أهالي الجرحى الرئيس ورئيس الحكومة بإصدار توجيهات لعلاج المصابين ونقل الحالات المستعصية منهم إلى الخارج وفقاً للتقارير الطبية التي أوصت بتسفيرهم وعدم مقدرة المستشفيات المحلية على علاجهم في الداخل ولا تستطيع أن تستوعب حالتهم وعلاجها هنا في عدن بعد أن رمت جراحهم طيلة الأشهر الفائت وهم مرميون ولم يكترث أحد لمعاناتهم .
وقال أقارب الجرحى إن بعض الجرحى ترعاهم شخصيات دينية وليس من ضمن قوى الجيش الرسمي في الساحل الغربي وإنما تابعين لابو فلان وأبو فلان هولا ينقلون مباشرة إلى الخارج فيما جرحى الجيش في الساحل الغربي المتمثل باللواء الأول حزم لواء زائد واللواء الثالث حزم والقوات العسكرية التي تقاتل مع القائد هيثم قاسم رمت بهم لجنة تسفير الجرحى في المستشفيات الحكومية والأهلية في عدن ، بعضهم يعاني من إصابات خطرة وبالغة في الرأس والبعض بترت ساقاه نتيجة الإهمال طيلة أشهر .
مضيفين " أن الجرحى يعانون من إصابات تركزت في الرأس والعمود الفقري والساق وأن هناك شظايا لا تستطيع المستشفيات الحكومية في عدن إخراجها بسبب نقص إمكانيتها .
* تلاعب وعبث في ملف الجرحى الجنوبيين
الصحفي مشعل الخبجي أكد أن هناك تلاعب وعبث كبيران في ملف الجرحى الجنوبيين، موضحا ان هناك جرحى في الهند لا يستحقون أن يكونوا ضمن ملف الجرحى فيما تم علاجهم ضمنه للمحسوبية الضيقة المقيتة، فيما هناك عشرات الجرحى بالداخل في مستشفيات يفتقرون لأبسط أنواع العلاج والإهمال في التطبيب حد بتر إطرافهم فيما كان بالإمكان إنقاذهم بالسفر للخارج..لكن لأن المحسوبية والولاءات الضيقة والنفس ألمناطقي الحقير إضافة إلى العبث والفساد بملف الجرحى أصبح ليس من الغريب وفاة إحدى الجرحى بين الحين والآخر في مستشفيات عدن