هاشم الغيلي شاب يمني يكتسب شهرة بنشر العلوم على فيسبوك
نجح الشاب اليمني هاشم الغيلي في لفت الانتباه إليه وتحقيق شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي بنشره لآخر التطورات والاكتشافات العلمية في العالم عبر إثارة موضوعات جدلية على صفحته على موقع فيسبوك والتي تحمل اسم “Science Nature Page ” (صفحة طبيعة العلم(.
ودرس الغيلي، البالغ من العمر 26 عاما، الأحياء الجزيئية في جامعة “ياكوبس” في مدينة بريمن الألمانية، وهو يرى نفسه حلقة وصل بين العلم والرأي العام.
ومن بين الفيديوهات الأكثر إثارة للجدل على صفحة هاشم على فيسبوك فيديو يحمل عنوان “الرحم الاصطناعي” وقد حصد حتى الآن نحو 30 مليون مشاهدة، وتـم تشاركه نحو 33 ألف مرة والتعليق عليه نحو 5 آلاف مرة. ويقول الغيلي “فكرة وجود آلة اصطناعية بحتة للإنجاب مثيرة للجدل بلا شك”.
ويتضح نجاح مشروع الغيلي بجذبه عبر الفيديوهات التي ينشرها لنحو 7.6 مليون متابع لصفحته على فيسبوك.
وسواء كانت الموضوعات تتعلق باللقاحات أو تغير المناخ أو الذكاء الاصطناعي، تسلط منشورات الغيلي على فيسبوك الضوء على أحدث التطورات العلمية، وتبيّن كيف من الممكن أن يبدو العالم خلال بضع سنوات.
ويقول الشاب اليمني “العلم يقدم أجوبة تغفل عنها وسائل الإعلام والرأي العام. آمل أن تعطي منشوراتي حافزا للتفكير خاصة في عصر ما وراء الحقيقة”.
ولم يكن من الصعب التنبؤ بنجاح الغيلي في مجال التواصل العلمي، فقد نشأ في إحدى المناطق الريفية في اليمن، وكان والده مزارعا ويعمل أيضا رئيس تحرير لدورية “ذا فيوتشر” لعلوم الطبيعة.
وقال هاشم الذي نشر مقالات في دوريات علمية عندما كان طفلا “كان أمرا رائعا أن أرى اسمى منشورا”.
ودبّر الغيلي تمويل دراسته في باكستان عبر منحة دراسية، ثم قدّم على منحة لدى الهيئة الألمانية للتبادل العلمي وحصل على دعم من الهيئة لدراسة الماجستير في بريمن. وهناك تعرف عليه زبستيان شبرينجر، مدير برنامج الماجستير، منذ إجرائه مقابلة معه عبر الهاتف خلال تقدمه للتسجيل في دراسة الماجستير.
ويقول شبرينجر “اتضح من هذه المقابلة أنه وسيط علمي جيد للغاية. وجود المزيد من وسطاء العلم سيكون أمرا رائعا للجامعة والعلم بوجه عام”.
ويسعى الغيلي إلى إيصال التطور العلمي إلى كافة الناس، حيث يقول “سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين أو أساتذة جامعة أو علماء دين، الفضول هو ما يجمع بين الناس في العلم ويقود إلى مناقشات حيوية. أحب أيضا المشاركة في تلك المناقشات عندما أجد أسئلة أو تعليقات مثيرة. لا أدين خلال ذلك أي رأي، بل أقدم حقائق علمية”.
ويقول ماركوس فايسكوبف، المدير التنفيذي لمنظمة “العلم في الحوار” المعنية بتبادل الآراء والتواصل بين الأوساط العلمية في ألمانيا، إن هذه الطريقة المباشرة في التواصل ضرورية حاليا للعلم، وأضاف أن “الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عاما يستقون معرفتهم بالعلوم إلى حد كبير اليوم من موقع يوتيوب”، موضحا أنه يتعين نقل نتائج الأبحاث العلمية بطريقة مبسطة للجماهير لترسيخ تقدير البحث العملي في المجتمع بقوة مجددا.
ويثمن فايسكوبف نهج الغيلي في الوساطة العلمية، حيث يرى أنه يتبع نهجا جادا من الناحية العلمية، خاصة وأنه يعلن عن مصادر معلوماته في كل منشور يطلقه على فيسبوك