ماذا تخفي واشطن وراء تصعيدها المريب في اليمن؟
ارتفعت وتيرة التصعيد الأمريكي منذ تولي "ترامب" مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة، في مقابل تصعيد موازٍ لتنظيم القاعدة، الذي يعكف على يحشد المزيد من المقاتلين والسلاح، متوقعاً سيناريوهات مواجهة محتملة، مع واشنطن.
في الأثناء، قال مسؤولون أمريكيون، إن الضربات" ستقلص قدرة التنظيم على تنسيق هجمات إرهابية بالخارج وتحد من قدرته على استخدام الأراضي التي انتزع السيطرة عليها من الحكومة الشرعية في اليمن كمكان آمن للتخطيط لأعمال إرهابية".
وكان البنتاغون صرح في بيان أصدره مؤخراً "ستستمر قوات الولايات المتحدة بالعمل مع الحكومة اليمنية لهزيمة القاعدة وحرمانها من القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية في اليمن".
إنجاز ملموس
ويرى الصحفي المتخصص في شؤون القاعدة، عبدالرزاق الجمل، أن الإدارة الأمريكية ربما أرادت من العملية الجديدة، أن تضع حدا للحديث الدائر حول فشل العملية السابقة بالبيضاء، وذلك من خلال إنجاز ملموس في عملية مماثلة.
وقال الجمل "يبدو أن عملية الإنزال الثانية فشلت أيضا، لكن فشلها لن يكون محل جدل كبير في أمريكا مادام أنها لم تُحدث أي خسائر بشرية في صفوفهم".
وفيما ذهب محللون إلى ضرورة مواجهة تنظيم القاعدة والقضاء عليه كقوة تهدد وجود الحكومة الشرعية في المحافظات المحررة من الحوثيين جنوبي البلاد، يرى آخرون أن إشعال حرب أخرى سيؤدي إلى مزيد من تعقيد الأوضاع.
يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالباري طاهر، "من الواضح أن تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة يصب في خانة تصعيد الحرب ضد القاعدة باليمن، لكن التعويل على الحسم العسكري في بلد يعيش حالة حرب، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار".
وأضاف طاهر "اليمن مركز رئيس للقاعدة، والقاعدة موجودة ولديها تحالفات، لكن المعالجة بالقوة العسكرية، هدفها إطالة أمد الحرب ضد التنظيمات المتطرفة..البلد بحاجة إلى حل سياسي ومصالحة وطنية، ثم معالجة الأوضاع المجتمعية ومحاربة الإرهاب".
ويعتقد طاهر، أن تصعيد الحرب على القاعدة وتنفيذ معارك برية للقوات الأمريكية، سيزيد من قوة "القاعدة"، بدليل التجربة الأمريكية في أفغانستان والعراق، وسيدفع بمزيد من التعاطف في بيئة قابلة للاشتعال والتطرف.
تجنب المجازفة
يبدو أن الإدارة الأمريكية فضلّت في الجولة الثانية من التصعيد، عدم المجازفة بمعركة برية، على غرار المرة السابقة، في محافظة البيضاء، وخصوصا بعد مقتل عسكري أمريكي في اشتباكات مع عناصر القاعدة في بلدة يكلا، والتي قوبلت بتنديد محلي واسع، جراء سقوط عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وعلى الرغم من أن 20 غارة جوية، لم تنجح سوى في إرداء نحو 10 من عناصر القاعدة قتلى، إلا أن الإدارة الأمريكية في طريقها لتوسيع هذه الحرب، وحماية مصالحها في المقام الأول، رغم حرص البنتاغون على الحديث عن مساحات غير خاضعة للسلطات اليمنية أصبحت في يد التنظيم