محلل سياسي: مايحدث في عدن هو تجلي لصراع مراكز القوى الجديدة الساعية للسيطرة على الجنوب
قال المحلل السياسي ورئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام باسم فضل الشعبي، ان ما تشهده عدن اليوم من ازمات متلاحقة في الطاقة وانعدام المشتقات النفطية هو تجلي للصراع القائم بين مراكز القوى الجديدة الساعية للسيطرة على الجنوب.
وأوضح الشعبي بأنه بات من الواضح ان قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي سعت وتسعى لتأسيس مركز قوى مالي وعسكري ضخم مدعوم من الزيدية السياسية وذلك في محاولة للاستقطاب وشراء الولاءات والاستئثار بمؤسسات الدولة وخصخصة المؤسسات الاقتصادية في الجنوب لمنع الحراك الجنوبي المدعوم اماراتيا من السيطرة وبناء مركز ثقل في الجنوب.
واشار الشعبي الى ان المركز المالي لقيادة الشرعية يمثله تاجر النفط احمدالعيسي الذي اسندت اليه مهمة استيراد وبيع واحتكار المشتقات النفطية وكذا تموين الجيش والامن بالمواد الغذائية والاستهلاكية ومقاولات كبيرة وضخمة بهدف التحكم بالحركة الاقتصادية في المدن المحررة والسيطرة على مكونات المجتمع الفاعلة في محاولة لسحب البساط من تحت الحراك الجنوبي المدعوم اماراتيا وما يحدث من ازمات اقتصادية مفتعلة هو تجلي سارخ لهذا الصراع العبثي.
واضاف: وبالنسبة للمركز العسكري هناك سعي لاقامة مركز قوى عسكري تابع لهادي تديره قوى عسكرية من أبين ومن مناطق اخرى والهدف من ذلك ليس لاستعادة مؤسسات الدولة وبسط نفوذها وإنما الصراع مع القوى الاخرى التي بدأت تبرز حاليا على المشهد وتتمثل في الحراك والمقاومة الجنوبية المدعومة اماراتيا.
وقال الشعبي ان هذا الصراع ليس مناطقيا كما يحاول البعض تقديمه للناس وإنما هو صراع سياسي وصراع نفوذ يقوض من حضور الدولة ويتحول مع الوقت الى عائق لمشروع التغيير الذي خرج الناس من اجله وقدموا تضحيات كبيرة لاعادة بناء دولة يمنية اتحادية تحقق العدالة للجميع.
والمح الشعبي الى ان الصراع الحاصل في عدن لاعلاقة له بالدولة او الحفاظ على الوحدة وإنما الهدف منه هو تحقيق النفوذ والسيطرة على الجنوب كقوة اقتصادية تدر الكثير من الموارد والاموال على مراكز القوى.
وتسأل: لو كان الصراع في عدن من اجل الدولة والوحدة كما يقال لما حدثت هذه الازمات في توقف الطاقة وتوقف الحركة بسبب انعدام المشتقات النفطية؟ لذا فإن الصراع واضح ومكشوف بأنه صراع نفوذ وسيطرة سيؤدي الى الفوضى وربما استعادة الحراك لورقة الشارع لفرض خياراته.
وقال لقد فشلت الشرعية اليمنية في إدارة مصالح القوى المختلفة في عدن ضمن مشروع وطني واحد بسبب عدم امتلاكها وايمانها بمشروع التغيير الامر الذي ادى الى بروز مراكز قوى جديدة وربما سلطات موازية لسلطة الدولة الغائبة.
مؤكدا ان حل هذه المعظلة يتطلب خروج الشرعية اليمنية من جلباب الدولة العميقة لعفاش والانتقال لدولة التغيير او دولة المقاومة والثورة والعمل على ايجاد مشروع واحد لإدارة مصالح الناس والقوى المختلفة في اطار من العمل الجاد والتعاون والشراكة بما يعزز حضور الدولة واستعادة مؤسساتها وإلا فأننا سنظل ندور بحلقة مفرغة ربما تدفع الى توترات جديدة يتعثر معها مشروع المقاومة كما تعثر مشروع التغيير للاسباب ذاتها