هادي: نريد سلام ينهي الانقلاب ويستند إلى المرجعيات الثلاث
عقد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية مع أخيه فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة اليوم السبت جلسة مباحثات رسمية في القصر الجمهورية في جيبوتي ،تبادلا خلالها وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والمستجدات على الساحة اليمنية.
كما استعرضا الرئيسان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وسجلا بارتياح تطابق وجهات نظرهما في شأن المسائل التي تم التطرق إليها خلال جلسة المباحثات..معربين عن ارتياحهما لمتانة العلاقات والروابط القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين اليمني والجيبوتي .
واكد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وأخيه فخامة الرئيس الجيبوتي اسماعيل جيله عزمهما على القيام بكل ما من شانه تعميق العلاقات الإستراتيجية والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وجدد فخامة الرئيس الجيبوتي دعم بلاده للشرعية الدستورية في الجمهورية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ،ومساندتها للجهود الهادفة الى اعادة الامن والاستقرار الى كافة أرجاء اليمن من خلال ايجاد حل شامل مبني على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.
واشاد فخامة الرئيس اسماعيل جيله بالوقت ذاته بعودة الحكومة الشرعية للعمل من المحافظات المحررة..مثمناً بالجهود التي تبذلها من اجل تقديم الخدمات للمواطنين وتخفيف معاناتهم.
من جهته عبر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية عن شكره وتقديره لجيبوتي رئيساً وحكومة وشعب على دعمهم لليمن في محنته ورفع المعاناة عن شعبه ودعم استقراره وأمنه ووحدة أراضيه ..مؤكداً ان الشعب اليمني لن ينسى مواقف جمهورية جيبوتي حيال شقيقتها الجمهورية اليمنية ايماناً منها بأواصر القرابة والجوار والتأريخ وحضارته التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
وجدد فخامة الرئيس الشكر لأخيه فخامة الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر جيله علي ما لقيه ومرافقوه من حفاة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدهم الثاني جمهورية جيبوتي.
وكان قد وصل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والوفد المرافق له اليوم الى مطار جيبوتي في زيارة رسمية لجمهورية جيبوتي الشقيقة ،حيث كان في استقبال فخامته في أرضية المطار رئيس الوزراء الجيبوتي عبدالقادر كامل محمد.
وقد أجريت لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ،مراسم استقبال بالقصر الجمهوري ،حيث كان في استقباله أخيه الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله ،وتم اصطحاب فخامته الى منصة الشرف حيث عزف السلام الجمهورية للبلدين ، بعد ذلك استعرض حرس الشرف وسلما على كبار الضيوف من المستقبلين من الوزراء والسفراء واعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين.
وتأتي زيارة فخامة الرئيس الى جمهورية جيبوتي انطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة القائمة بين البلدين الشقيقين وتجسيداً للروابط الأخوية المتينة التي تجمع بين قيادتي البلدين.
حضر المباحثات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي ، ووزير النقل مراد الحالمي ، وسفير بلادنا لدى الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور احمد عوض بن مبارك ، ورئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي اللواء عبده الحذيفي ، وقائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء عبدالله سالم ، وسفير بلادنا لدى جمهورية جيبوتي السفير عبدالله السقطري.
قام فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والوفد المرافق له اليوم ، بزيارة الى لبرلمان الجيبوتي حيث كان في استقباله رئيس البرلمان محمد علي محمد.
وعبر فخامة الرئيس في كلمته التي ألقاها أمام البرلمان عن شكره لأخيه الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله ولحكومة وشعب جمهورية جيبوتي الشقيق على المواقف الأخوية الصادقة التي عبرت عنها جيبوتي خلال فترة الحرب واستقبالها للنازحين اليمنيين الفارين من نار الميلشيا الانقلابية ..لافتاً الى ان النازحين وجدوا من أشقائهم في جيبوتي الترحيب الكامل و التعاون اللازم في تلك الظروف الاستثنائية ، و هذا ليس غريبا من الحكومة والشعب الجيبوتي الشقيق .
كما هنأ رئيس الجمهورية في كلمته رئيس مجلس نواب جمهورية جيبوتي الشقيقة وأعضاء البرلمان بإنجاز هذا الصرح الوطني العتيد ، والذي افتتح في العام قبل الماضي ..معبراُ عن سعادته بما شهدته وتشهده جيبوتي من عملية بناء وإعمار وتنمية متواصلة ..متمنياً لهم تحقيق كل ما يصبون إليه من رخاء وتقدم لشعبهم وبلدهم الشقيق.
وأكد فخامة الرئيس ان مسار السلام في اليمن يجب أن يستند إلى المرجعيات الثلاث ، وان اي أفكار تتجاوز تلك المرجعيات فهي مضيعة للوقت لا غير ، وذلك لأيماننا المطلق أن تلك المرجعيات ستؤسس لسلام دائم وعادل وشامل.
واستعرض رئيس الجمهورية ما تمر به بلادنا من أزمة سياسية التي خلقتها المليشيا الانقلابية ذات الجذر التاريخي المتخلف و بدعم صالح الذي يرفض التحول السياسي و الديمقراطي الآمن للسلطة في اليمن ..مشيراً الى ان الجماعات المتخلفة وحلفائها الإيرانيين قادت انقلاباً عسكرياً مكتمل الأركان على مسارنا السياسي ومنجزاته ، بل وذهبت لتدمير الحياة فحاصرت المدن وقصفتها ومنعت عن اَهلها الماء والغذاء والدواء ، واستباحت مؤسسات الدولة ومعسكراتهم.
وقال فخامته" بعد الثورة الشبابية الشعبية السلمية في العام 2011م توافق اليمنيون على المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية كسبيل لعملية التغيير وإجراء الانتقال للسلطة ، فتم تشكيل حكومة وحدة وطنية وأجرينا انتخابات رئاسية شارك فيها ما يقارب من سبعة مليون مواطن ، ثم خطونا خطوات متقدمة من خلال انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شاركت فيه كافة المكونات والأحزاب والمنظمات والمرأة والشباب وحتى الحوثيين واتباع صالح ، واتفق الجميع على مخرجات مؤتمر الحوار ومقرراته كوثيقة وضعت كافة الحلول للمعضلات اليمنية طيلة الستين عاما الماضية وأرست الاسس للدولة المدنية الاتحادية الجديدة ومسار العمل السياسي وذهبنا نعكس كل تلك المعاني في مشروع دستور اتحادي جديد ، وكنا بصدد مراجعته وعرضه للاستفتاء الشعبي ثم اجراء الانتخابات بعد ذلك".
واضاف رئيس الجمهورية "لقد كنا على مشارف صناعة الأمل والمستقبل المشرق للأجيال القادمة في وطننا الحبيب ، كنّا على مشارف البناء والنماء وطي صفحة الماضي ومآسيه ، كنّا على موعد مع ميلاد اليمن الاتحادي الجديد ، و لكن قوى الجهل و التخلف المشدودة للماضي والرافضة لمشروع الدولة الاتحادية والتوزيع العادل للسلطة والثروة ، والرافضة لقيم العدالة والمواطنة انقلبت على كل هذه الانجازات بقوة السلاح وتجاهلت أن هذا المنهج ترفضه الأمم والشعوب اليوم ولا يمكنها الانصياع له، وهو ما تم من خلال المقاومة الباسلة والشريفة لهذا المشروع الإيراني الذي يستهدف المنطقة اجمع".
واكد فخامة الرئيس الرغبة الصادقة للسلام ،وإيقاف الحرب ، وإيقاف تلك المعاناة التي سببتها المليشيات الانقلابية لأبناء الشعب اليمن ..مشيراً الى انه لا يمكن التفريط في تضحيات الشعب اليمني وخيانة دمائه.
وقال رئيس الجمهورية "لا نريد سلاماً مشوهاً ، ولا سلاماً كاذباً، نريد السلام الدائم والشامل ، القائم على إنهاء الانقلاب أولاً والمستند الى المرجعيات التي اجمع عليها الشعب اليمني وباركها العالم اجمع ، والمحددة في المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وفِي مقدمتها القرار 2216 .
وتمنى فخامته لرئيس واعضاء البرلمان الجيبوتي النجاح والتوفيق في خدمة بلدهم وشعبهم وللعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين التطور والازدهار ..مجدداً شكره لأخيه الرئيس اسماعيل عمر جيله ولحكومة وشعب جمهورية جيبوتي على الموقف الداعم للشرعية والمتضامنة مع الشعب اليمني في الآمه وجراحه