رحيل عملاق !
لقد مثل حادث اغتيال المناضل الوطني الكبير اللواء الركن / جعفر محمد سعد, محافظ عدن و"صانع النصر" قائد عملية تحرير عدن , عملية "غضب عدن" كما سماها رحمه الله , , فجر اليوم , في حادث إرهابي جبان .. مثل صدمة عنيفة ومؤلمة للشارع الجنوبي .... لقد دفع ثمن حبه وإخلاصه لعدن والجنوب والأمن والاستقرار والسلام لمواطنيه العزل المسالمين.
وراح ضحية إهمال وتراخي غيره ممن تركوه , يصارع وحيدا , كما هائلا من المشكلات المعقدة والكبيرة , وهو يلملم بمفرده من تحت الأنقاض حطام مدينة مدمرة بكامل بنيتها "الخدمية والإنشائية والعسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية" ممن لم يستشعروا يوما في تاريخهم جسامة مسؤولياتهم , التي قذفت بهم إليها , الصدفة والقدر , ومساوئ التاريخ وفلتات الزمن الرث .. الذين عبثوا بهذا النصر العظيم الذي تحقق على يد هذا القائد الفذ والفارس الهمام ورفاقه من أبطال المقاومة الوطنية الجنوبية الباسلة .. أولئك الذين لم يعيروا المسألة الأمنية والانفلات الأمني في عدن تحديدا , أي قدرا من الاهتمام وعملوا بإجراءاتهم اللامسئولة على تهميش وتفتيت المقاومة الجنوبية .. وتركوا الحبل على الغارب لمن هب ودب , يسرح ويمرح ويعبث بأمن العاصمة عدن والجنوب, من المليشيات المسلحة والإرهابية المتطرفة !
لقد عمل"الشهيد جعفر" بكل صدق وإخلاص ووفاء كقائد عسكري محنك و محافظاً لمحافظة عدن واستطاع أن يقطع شوطاً كبيراً في استتباب الوضع الأمني والخدماتي والإنساني بالمحافظة ، وكان يعمل ليل نهار وهو يدرك تماماً ما يواجهه من إخطار ويحيط به من مخاطر.. وفي فترة وجيزة استطاع أعادة البسمة والأمل لسكانها وتخفيف معاناة أبناء عدن الطيبين , ممن بادلوه الوفاء بالوفاء والحب بالحب وسيظلون يتذكرونه على مدى التاريخ بإعجاب وإحسان .. ويدانون له وتضحياته الجسورة بالعرفان والجميل.
وأضم صوتي إلى جانب صوت ودعوة صديقي العزيز خبير القانون الدولي الدكتور محمد علي السقاف بوقف المشاركة في لقاء "جنيف" المزمع عقده الأسبوع القادم مع ممثلي عصابة القتل والإرهاب الدولي .. والتي أطلقها مساء اليوم .. فلا حوار ولا سلام مع الإرهابيين والقتلة السفاحين , رعاة الإرهاب الدولي .
فالشهيد اللواء جعفر محمد سعد برحيله خسر الجنوب "قائدا همام ورجلا عملاق"رجلاً من أنبل رجالاته ومناضلاً جسوراً ومقداماً شجاعاً ومخلصاً وفياً وعاش وظل كبيرا ولأن الكبير يبقى كبير !
أن هدف اغتيال الشهيد جعفر محمد سعد بهذا العمل الإرهابي الجبان هو اغتيال لـ "قائد النصر" واغتيال النصر الجنوبي الذي تحقق على يد هذا الفارس المغوار, ولمسح العار والهزيمة النكراء التي منيت بها في عدن والجنوب , جحافل "عفاش والحوثي" المارقة واللعينة.
والذي برحيله في مثل هذه المرحلة الاستثنائية التي كان له دورا محوريا فيها , وعنوانا بارزا للنصر الجنوبي العظيم , يمثل رحيله خسارة وطنية كبيرة".
ولقد افتقدته زميلا ورفيقا وصديقا وأخا حميما سأظل أتذكره وأبكيه ما حييت .
الله يرحمه ورفاقه ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون !