شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
أحمد عمر بن فريد

استشهاد المحافظ ومابقي لدينا من حلول

الأحد 06 ديسمبر 2015 07:28 مساءً

استشهاد المحافظ ومابقي لدينا من حلول

فجعت عدن بأسرها ومعها كل الجنوب اليوم بحادثة استشهاد المحافظ / جعفر محمد سعد من قبل " الجماعات الشياطينية المتطرفة " لتثبت اليوم لنا وللعالم ان اراد فعلا أن يفهم أن هؤلاء أشباه الرجال وأنصار الشياطين وأعداء محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام . لايريدون خيرا لأحد إلا لشياطينهم... وأنهم جزء رئيسي هام من أدوات " عفاش  " التي يعلم تماما كيف ومتى وأين ومن أجل ماذا يمكن أن يدفع بها هنا أو هناك  ... هذه حقيقة لم تعد غائبة عن أحد .

 

عبدالملك الحوثي تريد له إيران أن يلعب دور " نوري المالكي " في العراق فيما يخص الجنوب ودور " حسن نصر الله " فيما يخص الشمال بدليل أن " الدواعش والتكفيريين " على حد قولهم لم ( يقرحوا ) طماشة واحدة في اي نقطة عسكرية حوثية حينما كان الحوثي يسيطر على عدن ويديرها ! ناهيك عن تنفيذ عملية اغتيال كبيرة لأي قائد عسكري أو سياسي حوثي كما حصل اليوم للطيب / جعفر محمد سعد رحمة الله عليه !

 

" الجماعات الشيطانية المتطرفة " وهذا هو الاسم الذي يليق بها ، تبخرت مع مياه البحر العربي التي كانت تتبخر بفعل حرارة شمس عدن في تلك المرحلة اللعينة التي كان الحوثي فيها مسيطر على عدن.. فلماذا ظهرت الآن وفي هذه المرحلة بالذات ؟ وماهو الغرض من ذلك ؟! ... 

 

الغرض بطبيعة الحال " سورنة " المشهد في الجنوب حتى يمكن بعد ذلك بهذه السورنة،  استنساخ " الملف السياسي السوري " بتعقيداته الإقليمية والدولية في اليمن وإدخال " روسيا " مع إيران الحليف الاستراتيجي للحوثي على خط التسوية السياسية في جنيف 2 أو جنيف 3 في المستقبل ..! .. والعملية واضحة جدا .

 

قبل مراحل حذرنا من هذا السيناريو الخبيث وقلنا أن افشاله لن يأتي من خلال " شرعية عبدربه " وإنما من خلال دعم " قضية الجنوب " وتمكين رجالها في المقاومة والسياسة من " أدوات " عسكرية وأمنية وسياسية وإعلامية من شأنها بسط شروط الأمن والاستقرار على أرضهم واحكام قبضتهم عليها بعيدا عما يمكن أن يقوله علي محسن الأحمر أو المقدشي أو الزنداني أو حميد ... هذا أن أرادت دول التحالف أن تحقق تقدم استراتيجي حقيقي على المساحات التي تحررت وهي الجنوب ! .. أما أن أرادت أن تشغلها إيران بملف مماثل لملف سوريا فعليها أن تدرك أنها قد لا تطول عدن ولا دمشق ناهيك عن صنعاء. 

 

غدا .. سيكون الرئيس / علي سالم البيض صاحب الموقف الواضح في حضرة أصحاب القرار في دولة الإمارات العربية الشقيقة وكان مقدرا لي ألا أكون برفقته لأسباب إجرائية تتعلق بترتيبات لم نتمكن من تجاوزها وكلي أمل في ظل هذه الظروف الملتبسة أن تتفهم هذه الدولة الشقيقة التي وقفت إلى جانبنا بدماء أبناءها مايمكن ان يقوله لها هذا الرجل الوطني وان تدرك ايضا أن مفتاح الحل في الجنوب هو في أيدي أبناء الجنوب أنفسهم وان " كلمة السر " تكمن في تمكين الجنوب من حقه الشرعي في ترتيب نفسه بنفسه على طريق الاستقلال التام ... خاصة وقد ثبت أن " الشرعية " لا يمكن أن تكون حصان رابح على مختلف المسارات .. والأهم من كل ذلك فهم أن " التردد  " وإدخال الحسابات السياسية المعقدة قد يجعل الأمور تفلت من أيدي الجميع لا سمح الله.