شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

دعم التحالف للمقاومة.. هل يسهم بحسم معارك عدن؟

عدن اليوم / عدن /الجزيرة نت / ياسر حسن | الأحد 05 أبريل 2015 05:37 مساءً

دخلت المواجهات بين المقاومة الشعبية في عدن من جهة، ومليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مرحلة جديدة بعد تلقي المقاومة دعماً بالأسلحة والذخائر من قوات التحالف العربي خلال اليومين الماضيين.

ويرى محللون وخبراء عسكريون أن هذا الدعم قد يسهم في إحداث متغيرات جديدة بمجريات الأحداث خلال الفترة القادمة. وقال الخبير العسكري  علي الذهب إنه يعطي المقاومة "طمأنة بأن قوات التحالف لن تتخلى عنها ما دام هناك استبسال من عناصرها في التمسك بالأرض ودحر أي تقدم للحوثيين ومن معهم، بحيث يحدث التفافاً أو إحاطة على قوات الحوثيين بمناطق تمركزهم بالمدينة، وقد يعزز المقاومة بتعزيزات بشرية بمعرفة قوات التحالف بالطرق المناسبة".

حاجة ضرورية

وأضاف "أهم ما تحتاجه المقاومة الشعبية بعدن هو الذخائر والسلاح ذو الكثافة النارية العالية وبنادق القنص وأسلحة مكافحة الدروع، والإمدادات الطبية والغذائية، لأن الحرب الآن حرب شوارع والغلبة لابن البلد، بشرط توفر إمكانيات المعركة الناجحة بما في ذلك وجود الحد المقبول من المدافعين حتى تحدث تغيرات لصالح المقاومين".

وأشار الذهب إلى "إمكانية التدخل البري من قوى التحالف في حال طالت المعارك، وستضاف له مبرراته غير القتالية حينها، كحماية السكان المدنيين والمنشآت الحيوية، ولو حدث مثل هذا العمل فسيكون تكتيكياً ولفترة محددة تُمكن المقاومة من ترتيب أوضاعها، على أن التدخل له سلبياته الكثيرة على مجريات القتال، فلربما يكون ذلك مبرراً لتدخلات خارجية كثيرة، أو قد يؤدي لنشوء جماعات شعبية من المنطقة نفسها تقاوم ذلك التدخل".

من جانبه، اعتبر رئيس مركز "مسارات للإستراتيجيا والإعلام" باسم الشعبي تزويد المقاومة بالأسلحة والذخائر "مؤشراً إيجابياً لصالح دعم المقاومة، يساعدها على تصفية الجيوب الحوثية ودحرها، وإيجاد أماكن آمنة تمهيداً للتدخل البري لحماية المدينة وقطع أي إمدادات لمساعدة الحوثيين للتحرك من جديد".

وقال للجزيرة نت إن ذلك الدعم المقدم من قوى التحالف "سيتبعه دعم آخر للمقاومة في الجانب التنظيمي وإعادة هيكلتها وتدريبها لخلق نواة جيش جديد، لحماية عدن والمناطق الجنوبية، على اعتبار أن الألوية العسكرية بعدن قد تم إفراغها من أفرادها ومعداتها، وسيكون الخليج أمام مسؤولية كبيرة في إعادة بناء قوة عسكرية وأمنية تحمي عدن، وإعادة تأهيل المقاومة الشعبية في إطار جيش وطني حقيقي".                                                                     

التدخل البري

واستبعد الشعبي إمكانية التدخل البري لقوى التحالف "في الوقت الحالي، في ظل وجود جيوب حوثية بالمدينة" معتبراً أن الدعم "جاء لتصفية تلك الجيوب ودحرها وإفساح المجال للتدخل البري، وإتاحة الفرصة للرئيس هادي للعودة لإدارة البلاد من عدن".

أما المحلل السياسي منصور صالح، فيرى أن دعم دول التحالف للمقاومة الشعبية "خطوة مهمة للمقاومة التي تخوض حرباً غير متكافئة من حيث العدة والعتاد، ضد جيش منظم ومليشيات متدربة، فحاجة المقاومة للسلاح ملحة وضرورية لاستمرارها في مواجهة التمدد الحوثي الذي يستغل تفوقه العسكري، وهو ما يوجب على التحالف المسارعة بمد المقاومة بما تحتاجه خاصة الأسلحة المضادة للسلاح الثقيل كالدبابات والمدرعات التي يستخدمها الحوثيون في توجيه ضربات عنيفة للمدن الآهلة بالسكان".

وأضاف "على الرغم من أن المقاومة الشعبية يمثلها شبان قليلو الخبرة في القتال ومحدودو الإمكانات في التسليح، إلا أنها قد لعبت دوراً هاماً مكملاً لدور عاصفة الحزم في ردع التمدد الحوثي، ولذلك فمن المهم أن تسعى قيادة عاصفة الحزم لتسليح المقاومة ومساعدتها في تنظيم صفوفها، وإيجاد قيادة صادقة ومجربة تقود عملياتها في مختلف الجبهات وخاصة في عدن".

وتوقع صالح قيام قوات التحالف بتقديم دفعات أخرى من الدعم للمقاومة "خاصة إذا رأت تحقق نتائج ملموسة لذلك الدعم على أرض المعركة، وتيقنت بوصول ما يتم إرساله من مدد ودعم إلى المقاومة في مواقع القتال".