شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

 صحيفة أمريكية: اليمن يتجه نحو حرب طائفية متعددة الأطراف

عدن اليوم / متابعات | الثلاثاء 31 مارس 2015 08:46 مساءً

"اليمن يتجه نحو حرب طائفية متعددة الأطراف".. بتلك الكلمات استهلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية تقريرها عن التطورات الأخيرة في اليمن، وتصاعد مؤشرات انزلاقها لحرب طائفية تشترك بها العديد من الأطراف مثل تنظيمي داعش والقاعدة في شبه الجزيرة العربية فضلا عن طرفي الصراع الحوثيين والرئيس عبدربه منصور هادي.
وتفيد تقارير بهروب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مدينة عدن وسيطرة المقاتلين الحوثيين على قاعدة "العَنَد" أكبر القواعد العسكرية الواقعة على بعد 35 ميلاً من المدينة.
جميع ما سبق يثير المخاوف من سرعة انزلاق اليمن نحو حرب أهلية، ويقول شهود عيان في تصريحات لوكالة الأسوشيتيد برس للأنباء إنهم شاهدوا قافلة من السيارات الرئاسية تغادر قصر الرئيس هادي، فيما أوضح مسؤولون للأسوشيتيد برس إن هادي يراقب استجابة الحكومة لتقديم الحوثيين من مكان سري، على عكس نفي وسائل إعلام أخرى لمزاعم هروب هادي نقلا عن مسؤولين يمنيين.
الحوثيون الشيعة استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر من العام الماضي، الأمر الذي أدى لاستقالة هادي لفترة وجيزة من الرئاسة في يناير الماضي والذهاب لعدن في فبراير، ثم اندلعت اشتباكات عنيفة الخميس الماضي أدت لتقدم سريع نحو الجنوب من قبل المقاتلين الحوثيين، واستطاعوا السيطرة على ثالث أكبر مدن اليمن تعز نهاية الأسبوع الحالي.
يُنظر إلى القتال الحالي بين الحكومة والمتمردين الحوثيين أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، ويخشى البعض سقوط اليمن نحو حرب أهلي ما يعني نشوب نزاع إقليمي مسلح أوسع نطاقا لاسيما مع مباركة إيران لصعود المقاتلين الحوثيين كجزء من الصحوة الإسلامية.

أما السعودية فقد بدأت مؤخرًا في التحرك عسكريا ونشرت المدفعية على طول حدودها مع اليمن، وفقا لتقرير منفصل لوكالة رويترز للأنباء، مع إطلاقها لتحذيرات أنه في حال عدم إنهاء الحوثي لانقلابه سلميا، فستتخذ الرياض التدابير الضرورية لتلك الأزمة من أجل حماية المنطقة.

أمس الثلاثاء، ناشد هادي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بترخيص التدخل العسكري لحماية اليمن وردع العدوان الحوثي - على حد تعبيره - ضد الأمة، ويُعتقد أيضا أن مقاتلي الحوثي يتم دعمهم من الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، الذي حذر بدوره في وقت سابق اليوم من التدخل الأجنبي في اليمن.

ويبدو أن الصراع الحالي في اليمن سيبدأ في الانتشار ولكن هذه المرة على أسس طائفية، ففي جميع أنحاء اليمن ذلك البلد الفقير، المظالم القديمة تنذر بأعمال عنف جديدة، وتهميش الجنوبيين من العملية السياسية مع انتشار الفوضى، يجعلهم يطالبون بالانفصال الكامل عن بقية البلاد.

أما في محافظة مأرب الغنية بالبترول فتزداد التوترات بين الحوثيين ورجال القبائل المحلية، وفي الوقت الذي لا يقر فيه اليمنيون بالمفهوم الطائفي، فإن خبراء يحذرون من أن يتحول الصراع لطائفي إذا استمرت البلاد على النهج نفسه.
ولطالما تدخلت السعودية في الشؤون الداخلية لجارتها الصغرى اليمن وتدعم في الوقت الحالي هادي ضد الحوثيين، الذين يحصلون على دعم من إيران، وتقول بلقيس ويلي الباحثة المختصة بشؤون اليمن والكويت في منظمة هيومان رايتس ووتش "من الضروري أن نتذكر أنه طبقا للتاريخ فإن الصراع بين الحوثيين والحكومة لم يحمل طبيعة طائفية، لكن ما نراه هو زيادة في اللهجة الطائفية من الجانبين أعطت بعدا طائفيا للصراع".. مضيفة أن تفتيت الدولة يعني أن الجماعات الفردية مضطرة للاعتماد على أنفسها لحماية مصالحها السياسية، وتشجيع كل جماعة سياسية لتعزيز جيشها.
ثمة قلق أيضًا حول القاعدة في شبه الجزيرة العربية والتي تكتسب قوة وسط صراعات اليمن الداخلية، والقاعدة الجوية التي يُزعم استيلاء المتشددين الحوثيين عليها، استخدمت من قبل الولايات المتحدة لشن هجمات بطائرات دون طيار ضد القاعدة، التي تملك أراضي في شرق اليمن.
وثمة أدلة أخرى على تورط تنظيم داعش في الصراع اليمني، مع إعلان الجماعة الإرهابية مسؤوليتها عن الهجمات الانتحارية التي وقعت على مساجد شيعية بصنعاء الجمعة الماضية.
ويقول الكاتب الأمريكي، ألكسيس كنوتسن المحلل في مشروع التهديدات الحرجة بمعهد المؤسسة الأمريكية بواشنطن "إن ظهور تنظيم داعش في اليمن ربما يغذي ظهور صراع طائفي أوسع نطاقا، الصراع وصل لنقطة تحول والمجتمع الدولي مضطر لجمع الحوثيين وهادي على طاولة المفاوضات قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة