متى تتعلم من الدروس ياهادي؟
بدأت طريقة حكمك في صنعاء بصورة غريبة وخاطئة، وتم توجيه النصائح اليك من قبل الكثير ين حينها ولم تسمع، ثم عندما بدأت تشتد من حولك الامور، وبدأت مراكز القوى تضيق عليك الخناق وتستخدمك كورقة، حاولت اللعب بالأوراق وضربها ببعض إلا أنك فشلت في اللعب بها فاختلطت عليك ولم تدري كيف تعيد ترتيبها والإمساك بها، فكان الحوثيون الذين ابديت نوعا من الميل اليهم يوم زرت عمران أثناء سقوطها بيدهم يقتربون منك في صنعاء فاستخدموا ورقة الجرعة السعرية التي كانت بمثابة الخطأ الفادح الذي ارتكبته ومنحتهم مبررا كافيا للتجييش ضدك وضد حكومتك، ولم يتوقف الأمر عند اسقاط الحكومة، حيث فشلت في ايقاف تهور الحوثيون وتقدمهم، فذهبت إلى الدستور وكنت تعتقد ان الأخوان في الشمال سيقفون معك، وكان هذا خطأ آخر ،حيث لم تدرك أن مراكز القوى في الشمال ضد الفيدرالية من أساسها فحدث ما حدث، اعتقل مدير مكتبك، وحوصر قصرك، ومن ثم بيتك، حتى وضعوك تحت الاقامة الجبرية، فلم ينفك الجيش الذي راهنت عليه، ولا الإعلام الذي تنفق عليه اموال كبيرة، إذ كانت سياستك خاطئة بامتياز في التعامل مع كل الجبهات سواء العسكرية أو السياسية أو الإعلامية.
حدث ما حدث في صنعاء،والحمد لله انفرجت الأمور امامك واستطعت الخروج إلى عدن، ومن أول يوم نصحك كثيرون، ونصحوا إدارتك بإعادة ترتيب الأمور من جديد في عدن عسكريا وسياسيا وإعلاميا، إلا أن أحدا منكم لم يسمع واستمريتم بنفس التجاهل، وبدلا من إعادة الترتيب في هذه الثلاث الجبهات المهمة وعلى وجه السرعة، استمريتم تحشدون القبائل إلى عدن وتوزعون عليهم الملايين من الريالات وتضمون بعضهم إلى اللجان الشعبية والتي للأسف تفرغ الكثير من أفرادها للنهب والفيد داخل عدن، حيث بسطوا على اراضي وبيوت الناس، ونهبوا المعسكرات، وكانوا أو من نهب قصرك يوم الأربعاء الماضي في صورة مؤلمة ومحزنة.
أعلن المخلوع عليك الحرب وعلى الجنوب وكان صادقا، واعلنت أنت انك ترتب الأمور حينما طالبك الصحفيين والإعلاميين بتطميين الناس إلا أنك كنت كاذبا كما يبدو، إذ انكشفت الأمور وظهر وكأنك لا تملك شيء، فالجيش خذلك وانقلب ضدك وسلم للحوثيين وقاتل معهم في كرش والعند ولحج وعدن، واللجان الشعبية والمتطوعون للقتال لم يتم تسليحهم وضلوا يقاتلون بأسلحتهم الشخصية، فضلا عن الجبهة الإعلامية كانت ضعيفة جدا بسبب عدم الإعداد الجيد للحرب ولم يكن هناك إعلام حربي أو متحدثين رسمين باسم الرئاسة ينفون الشائعات ويزودون وسائل الاعلام بالمعلومات، وكل ما لديك مواقع الكترونية تعمل بجهود فردية وعشوائية ليس ضمن خطة أو استراتيجية إعلامية متقنة ومدروسة، ولولاء جهود عدد من الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الشباب الذين كانوا يتحدثون للقنوات الفضائية، ويزودون الناس بالمعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنت خسرت المعركة من أول يوم خصوصا بعد انقطاع اخبار الصبيحي وفيصل رجب عن جبهات القتال، فضلا عن ذلك خروج ابناء لحج وعدن للقتال دفاعا عن انفسهم وأعراضهم ومدنهم وباسلحتهم الشخصية، فقد لعبوا دورا كبيرا في في الصمود والبسالة، واستطاعوا اعاقة قوات الحوثي وعفاش ومن ولآهم من قوات الجيش والأمن من التوجه إلى قصرك في معاشيق.
ماذا يقول عليكم الناس الآن في الشارع، يقال كلام كثير.. أنكم بعتم، وخذلتم الناس برفضكم التسليح، واعتمادكم على جيش طائفي ومناطقي أول من خدعكم وانقلب عليكم،يقال انكم رفضتم تجهيز مركز إعلامي لمواجهة الحرب الاعلامية رغم الإمكانات والدعم الضخم الذي حصلتم عليه من المملكة العربية السعودية،لم تكن معكم قناة فضائية واحدة تواجه قناتي المسيرة واليمن اليوم،فقناة عدن لم تجهز وتعد لمهمة الحرب بل ظلت تمارس عملها كما هو حالها في الأوضاع الطبيعية.
ماذا نقول عنكم فشلتم وإلى هنا وكفى..؟هل نقول خدعتم ومتى تتعلمون من الدروس؟ هل أقول أنكم أغبياء إلى هذه الدرجة..ماذا أقول؟ صحيح هناك فارق كبير في الإمكانيات، لكن كان عليكم عمل شيء ولو بسيط حتى تطمنون الناس أنكم جادون وصادقون، فحتى هذا لم يحدث على الاطلاق ..عموما اكتب هذه السطور وأصوات سيارات الاسعاف تدوي في عدن لنقل القتلى والجرحى، واصوات المدافع والرصاص تلعلع في حرب غير متكافئة بين مليشيات منظمة يسندها جيش وقوات خاصة وبين مقاومة شعبية لم يتم تسليحها، وتقاتل بامكانيات ذاتية وبما تغنمه من سلاح الغزاة.
عاصفة الحزم ينبغي ان تستمر لردع هذا العدوان على الجنوب وشعبه، انه احتلال ثاني وبشع بكل المقاييس،والمقاومة الشعبية الجنوبية يفترض ان تدعم بالتسليح والعتاد، ويجري تنظيمها لمواصلة المقاومة، وطرد الاحتلال، وتنظيمها لتصبح جيشا لحماية الجنوب والدفاع عن مقدراته وأرضه وشعبه المسالم.
وقيادات الحراك عليها ان تصحو من سباتها العميق، وتتوحد ضمن رؤية وقيادة واحدة، فالجنوب تحدق به المخاطر، وهادي لن ينفعكم، ولن ينفع الجنوب، فهو لم يحمي نفسه، وأصبح في حماية الخارج الذي اذا وجد من هو أقوى منه سوف يتخلى عنه. وقفنا الى جانبك ودعمناك اعلاميا وسنستمر، لكن عليك ان لا تتخلى عن الناس، عن شعبك الذي يدافع عنك في الجبهات المختلفة..وعليك ان تتعلم من الدروس جيدا،فالتجربة التي مريت بها طوال كل هذه السنوات كانت كفيلة بأن تصنع منك زعيما وطنيا ملهما وكبيرا.