هروب السفاح وسقوط الإرهاب المركزي !
قبل أسبوعين تقريبا كتبت مقالي الشهير بعنوان (الصولبان ولعنة الصولبان) الذي تناولته أشهر المواقع والصحف الخارجية والجنوبية ونال حيزا متميزا على صحيفتي "الأيام" و "عدن الغد" الجنوبيتان , ألمحت فيه إلى مساوئ الماضي الوحدوي اللعين الذي اندفعت إليه قيادتي البلدين "الجنوبية والشمالية" عام 1990م , حسب التعريف الثوري "القومي" السائد آنذاك .. عقب رياح التغيير التي عصفت بالعالم وتغيير سبل المواجهة بين قطبي النزاع الدولي "الشرقي والغربي" ومراهنة كل طرف في أحسانه لعبة الشطارة السياسية لا الوطنية والوحدوية في كيفية الاحتيال والتخلص من الطرف الآخر وباسم الوحدة "اللعينة" التي ركز فيها الطرفان على تحديد خارطة التبادل والانتشار الأمني والعسكري لجيشي البلدين الوحدويين, لكل من الطرفين , على اعتباره أهم ضمانات الانتصار والبقاء وكسر عظم الطرف الوحدوي الآخر.
كما كان يضن ويعتقد كل منهما , دون أن يدركا خصوصية , الواقع الوطني حينها , وهشاشة الوحدة الوطنية لكل طرف "شمالا وجنوبا" وما قادت أليه تلك الحسابات الخاطئة التي اعتمدت على الهروب من معالجة الأزمات الداخلية , لتبني مشاريع أكثر مزايدة باسم الوحدة التي تحفظ لكل طرف الانتصار الوهمي المؤقت عوضا عن السقوط المحتوم.
وكان من المهم أن نستعرض حقيقة موضوع البعد الاستراتيجي لـ (معسكر الصولبان) الذي يطل على المطار الدولي في عدن وباعتباره مربض رئيس للطيران العسكري الجنوبي آنذاك وكان من نصيب تقاسم المواقع الاسترتيجية في خارطة دولة (المشروع الحضاري الوحدوي) بين الخبرة والرفاق .. وتعسكرت فيه ما كانت تعرف بقوات الأمن المركزي التابعة للرئيس اليمني المخلوع "صالح" آنذاك.. التي مثلت شوكة حنجرة بالنسبة للرفاق في حرب عام 1994م المشئومة.. واحتمت مقالي وما أشبه الليلة بالبارحة.
ما جرى اليوم في عدن من محاولة "انقلابية" صرفة , قام بها "سفاح عدن" المدعو السقاف هي مجرد استحضار لنزعة السيطرة على أهم موقع استراتيجي يمكن من خلاله عزل عدن والجنوب عن العالم كما كانت مرسومة في أجندة وعقلية الهيمنة الوحدوية لقوات وسياسة الرئيس اليمني المخلوع "صالح".. للتخلص من شرعية الرئيس هادي , فشلت فشلا ذريعا .. لأنه اخفق التقديرات ولأن جنوب اليوم لم يعد جنوب "1994م".
كنت اليوم منذ الصباح الباكر متابعا لتطورات الأحداث التي شهدتها العاصمة الجنوبية عدن وكنت حريص جدا في الحصول على المعلومات من مصادرها الرئيسية .. أجريت عدة اتصالات مع شخصيات جنوبية رفيعة المستوى كان من بين أبرزها وأهمها صديقي العزيز المناضل الوطني الكبير عبدالطيف السيد قائد اللجان الشعبية .. الذي لم يرد علي ولأنه ربما كان مشغولا بقيادة ومتابعة وإدارة تلك المواجهات .. حتى تم حسمها بالانتصار على المحاولة الانقلابية الفاشلة وهروب "سفاح عدن" المدعو السقاف" والذي تكرم بدوره وعادته الاتصال بي قبل سويعات .. ليطمئني .. بأن المؤامرة فشلت وانتصر الجنوب وهرب السفاح .. وسيطرة اللجان الشعبية على أهم معسكر ووكر للإرهاب كان يرعاه ويديره ويوجهه المدعو السقاف.. الذي تورط وأوغلت قواته الدموية في اكبر وأبشع جرائم لا إنسانية ولا أخلاقية بحق أبناء شعب الجنوب العظيم .. وباسم الوحدة اللعينة.
شكرا لك يا صديقي العزيز وأيها القائد الوطني الفذ عبداللطيف السيد قائد اللجان الشعبية الجنوبية وكل رفاقك وجنودك الأبطال وشباب وشابات الحراك الجنوبي , ولكل مواطن جنوبي شريف شارك في هذه الملحمة الوطنية الكبرى ممن كان لهم الشرف في إفشال هذه المؤامرة الدنيئة والرخيصة والانتصار للحق والإرادة الجنوبية في جنوب جديد رافض وطارد للاحتلال والإرهاب والدعشنة اللئيمة.
المجد والخلود للشهداء الأبرار .. الشفاء للجرحى والمصابين
النصر والمنعة والتحرر للجنوب العظيم .