"صالح "يطل براسه على مئات الالاف في السبعين بخطاب انسى الحشود خطابات "هادي " لعام كامل
قال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح اليوم الأربعاء إن انفصال جنوب اليمن "أمر غير وارد"، متهما إيران بتمويل "أعمال عنف" في البلد الذي شهد احتجاجات عارمة في 2011 انتهت بتسليم صالح السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي
ونقلت قناة "سكاي نيوز" عربية عن صالح في صنعاء أمام تجمع لآلاف من أنصاره، أثناء مشاركته في احتفالية بمناسبة مرور عام على تسليم السلطة: "لا للدعوة الانفصالية. لا للانفصال. الوحدة ثابتة. شعبنا في الجنوب مع الوحدة. الانفصال غير وارد".
وعلق صالح على أعمال عنف دارت في عدن قبل أيام وقتل خلالها نحو 6 أشخاص، على خلفية اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مطالبين بانفصال الجنوب، أثناء الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتولي هادي السلطة في اليمن.
وقال الرئيس السابق: "مجزرة عدن تتنافى مع الديمقراطية. قلة قليلة تدفع إلى الانفصال نظير مبالغ يتقاضونها من الخارج"، موجها اتهام إلى إيران بقوله: "من يتسلم المال من إيران لإراقة الدم اليمني. أيامه معدودة وسيلاقي ربه".
واعتبر صالح أن الاحتجاجات التي اندلعت في اليمن قبل عامين "تقليد لما حصل خارج البلاد مع أنظمة غير ديمقراطية. أما نحن فبلد ديمقراطي"، داعيا إلى "التصالح والتسامح وفتح صفحة جديدة من أجل بناء يمن جديد. يمن الوحدة والحرية والديمقراطية".
وأضاف صالح: "سنقف إلى جانب هادي من أجل أمن واستقرار الوطن".
وكانت الجماهير توافدت منذ الصباح الباكر من كل محافظات اليمن إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء للمشاركة في مهرجان الوفاء الذي يأتي احتفاء بالذكرى الأولى لتسليم السلطة سلميا يوم 27 فبراير العام 2012م بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي
وقد ظهر اليوم على عبد الله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبى العام وسط العشرات من حرسه الخاص فى أول تجمع جماهير حاشد علنى تشارك فيه وسائل الاعلام العالمى
والمحلى لنقل "مهرجان الوفاء " احتفاء بذكرى تسليم السلطة سلميا ، بينما ارتفعت أصوات مؤيدية مرددين عبارات تأييد له وذلك استجابة للدعوة التى أطلقها حزب المؤتمر الشعبي العام والأحزاب "الشريك فى حكومة الوفاق الوطنى الانتقالية " فى بيانه أعضائه وأنصاره للاحتشاد صباح اليوم الأربعاء في ميدان السبعين بالعاصمة
وكان مبنى دار الرئاسة قد شهد في الـ27 من فبراير العام الماضي احتفالا رمزيا سلم فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح "علم اليمن" للرئيس عبدربه منصور هادي الذي صعد إلى السلطة بانتخابات توافقية في الشهر ذاته، حيث القى صالح الذي أطاحت به انتفاضة شعبية، وكان مجلس الأمن الدولي قد اتهم الرئيس السابق على عبد الله صالح بمحاولة عرقلة المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد بموجب اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها
التنفيذية.
ويأتى ذلك بالتزامن مع تعهد الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى بإطلاق الحوار الوطني الشامل في موعده المحدد بـ18 مارس المقبل فى إطار تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
هدوء حذر
وفي هذا السياق ، سادت حالة من الهدوء الحذر اليوم مناطق ومدن الجنوب اليمنى وعادت مظاهر الحياة إلي طبيعتها فمدينة المكلا عاصمة حضرموت جنوب شرق اليمن .
وقد فتحت المحلات التجارية أبوابها وشهدت الأسواق نشاطا ملحوظا فى الحركة التجارية ، وذلك بعد أن أعلن الحراك الجنوبي رفع العصيان المدني في الجنوب بعد استمراره أربعة أيام تخللها مصادمات بين نالشطى الحراك وأجهزة الأمن بمدن عدن وحضرموت والضالع، وفقا لما نقلته وكالة انباء الشرق الأوسط.
وكانت الحركة الوطنية الجنوبية (إحدى القوى السياسية المعارضة )قد اعلنت فى بيان لها امس بان رفع العصيان جاء مراعاة لمصالح الناس خصوصا ان هذه الأيام تشهد صرف مرتبات الموظفين الحكوميين، وطالبت الحركة السلطات اليمنية بالإفراج عن كاف المعتقلين وتقديم المتسببين بقتل المتظاهرين سلميا إلي يد العدالة.
كما جددت الحكومة اليمنية إدانتها الشديدة لكافه أشكال العنف وألوانه من أي طرف كان، ورفضها الكامل لخطابات الكراهية والمناطقية المقيتة ، حيث وقعت أعمال عنف في جنوب البلاد اسفرت عن مقتل 15 شخصا الأسبوع الماضى.
وحذرت حكومة الوفاق الوطنى الانتقالية من مغبة ومخاطر الفتنة والفرقة التي تسعى بعض الأطراف بثها بهدف جر الشعب اليمني إلى دوامة العنف، داعية الجميع الى التكاتف والوقوف صفا واحدا في مواجهة خطاب الكراهية ودرء خطر الفتنة ومحاصرةمحاولات بث الفرقة والانقسام داخل الوطن، والعمل على مواجهة هذه الجرائم البشعة بكافة الوسائل القانونية والسياسية والمجتمعية والثقافية .
وأكدت الحكومة فى اجتماعها الأسبوعى أمس احترامها الكامل لحرية الرأي وحق التعبير السلمي المكفول للجميع، في إطار الالتزام بالتعددية السياسية التي تكفل الحق في التعبير عن الآراء بأساليب حضارية بعيدا عن العنف والتحريض
وفى نفس السياق ، شدد رئيس الحكومة محمد سالم باسندوه على أن الدولة والحكومة لن تتهاون مع أي طرف يسعى إلى تقويض الامن والاستقرار وستقوم بواجباتها في حماية الأمن العام والسكينة للمجتمع، مشيرا الي انه تقرر تشكيل لجنتين وزاريتين لتقصي الحقائق حول ما حدث في محافظتي عدن وحضرموت وتحديد المتسببين في اعمال العنف والقتل الأسبوع الماضى.