مؤتمر الخمسة نفر في خمس دقائق
تربط كاتب هذه السطور علاقة لا تخلو من الاحترام والود مبنية على زمالة طلابية قديمة بالدكتور عبد العزيز بن حبتور، وعندما دعوت لتشكيل مجلس رئاسي من محافظي محافظات الجنوب وإعلان الدولة الجنوبية المستقلة من قبل هذا المجلس كنت صادقا في الدعوة وتخيلت اعضاء المجلس يتناوبون رئاسته وتخيلت د حبتور وهو أول رئيس جنوبي بعد استعادة الدولة الجنوبية؛ وبرغم اختلاف توجهينا السياسيين فإن الأمر بالنسبة لا يهم كثيرا ولا قليلا لأن المهم عندي وعند الكثير من الجنوبيين أن يكون لنا دولة جنوبية محترمة لها السيادة على أرضها يديرها جنوبيون لا يتلقون أوامر من أحد غريب عنا وعن ثقافتنا وتاريخنا وتراثنا ولا يكونوا مجرد موظفين خانعين تابعين لأسياد وافدين على هذه الأرض دخلاء على أهلها.
من المؤسف أن بعض السياسيين الجنوبيين ما يزالون يتصرفون على طريقة العجوز التي ظلت تبتهل الى الله أن يرزق الشيخ حتى يشتغل أولادها عنده.
لا يرغب الإخوة الجنوبيون حكام المحافظات أن يكونوا أسياد أنفسهم خداما للجنوب بل يصرون على البقاء حكاما على الجنوب خداما لعتاولة صنعا وتلك بحدذاتها مشكلة.
عندما اشتدت المعارضة الجنوبية الرافضة للمؤتمر الذي قيل إنه جاء للتعبير عن معارضة الانقلاب الحوثي أعلن الزميل حبتور إلغاء ذلك المؤتمر لكنه راح وعقد مؤتمره لمعارضة الانقلاب سرا وفي بقعة سرية ولمدة 5 دقائق وربما ضعفها وبخمسة أو عشرة أفراد أو ضعفهم وكاميرا وصدر البيان والقرارات وانتقلت اليمن إلى مرحلة تاريخية لم تشهد لها مثيل من قبل بفضل الذكاء والحكمة والدهاء الذي يتمتع به الزميل حبتور.
ليست مشكلة الجنوبيين مع الناهبين والسالبين والمغتصبين الوافدين فهؤلاء قد صاروا مكشوفين وبلا قناع والكثير منهم قد اختفوا من المشهد وتركوا وكلاءهم الجنوبيين يقومون بالمهمة نيابة عنهم.
مشكلة الجنوبيين هي مع هؤلاء الوكلاء الذين يرتضون بالفتات مما يمنحهم إياه الناهبون الكبار ثم يقومون نيابة عنهم بتنفيذ الأجندات التي أثبتت عقمها على مدى عقدين مريرين على الجنوب والجنوبيون.
ويبدو أن حسن الظن بهؤلاء (الوكلاء) يظل في غير محله فهؤلاء لم يرعووا حتى بعد أن وجه لهم موكلوهم الصفعة تلو الأخرى.
* من صفحته على الفيسبوك