من يطمئنه؟
الازمة الراهنة في صنعاء ليست وليدة لحظتها , تراكمات عدة قادت اليه ابتداء من قلة الموارد , الزيادة السكانية , سوء و فساد الادارة , عدم الاستقرار السياسي .. الخ , الغير مقبول ثوريا تحميل تبعاتها كليا على ظهر الاغلبية الشعبية , بينما يتفيد المتنفذون بمستنقع الفساد السياسي الموارد المتاحة والمحدودة . البعد الاعمق للازمة القديمة - الجديدة يتمثل في حقيقته بتخوف الأغلبية الشعبية من استمرار نفوذ الوهابية السلفية السياسية الحاكمة , الشارع المنتفض والهائج في الشمال والجنوب بحاجة الى من يطمئنه بعدم الذهاب لمربع القتل بالهوية , طمئنه كهذه ترسخها مشاركة الجميع في العملية السياسية مع سيادة الدولة والمواطنة الحقوقية المتساوية , توجه نجاحه مرهون بإعادة صياغة منهاج التربية والتعليم بإبعاد مدنية حداثية بعيدة عن التكفير مع حيادية الاعلام الرسمي , كون لب الاشكالية و بعيدا عن العناوين الفضفاضة يكمن في الاستبداد السياسي والاقتصادي والثقافي الحاكم عبر الفرقة اولى مدرع و مذهبها و احزابها و اعلامها . الرئيس هادي يظل محل توافق شمالي وجنوبي قبل الاجماع الاقليمي والدولي عليه , لذلك فالمفترض ان تأتي المبادرات عبره مباشرة و ليس عبر المؤسسات التقليدية بمسمياتها الجديدة : اللجنة الوطنية الرئاسية , هيئة الاصطفاف الوطني .. الخ , اما نزع فتيل الازمة يبدأ اولا بطمأنة الاغلبية الشعبية الشافعية و الزيدية ان عصر نافذي الاسلام السياسي الوهابي السلفي الوافد انتهى الى غير رجعه . الحقيقة المؤكدة الاخرى ان الاحتجاجات الشعبية في ساحات صنعاء و حواليها هي بالأساس ضد القوى التقليدية المتأسلمة المتنفذة , لأنها تحركات صادقة و حقيقة كشفت بوضوح استنفاذ مهمة المبادرة الخليجية التي قادت اطراف الازمة اليمنية للحوار , حيث شكلت مخرجات الحوار ودعوته للمناصفة الجنوبية وحكومة المشاركة الواسعة ضمنيا تعتبر تجاوزا للمبادرة الخليجية القائمة على محاصصة القوى التقليدية , حالة ثورية فتحت الابواب امام محورية دور الرئيس هادي في تنفيذ مخرجات الحوار , كذلك مشاركة الحراك الجنوبي المتواجد في الساحات و البعيد عن هيمنة القوى التقليدية الشمالية , جنبا الى جنب القوى الجديدة التواقة للتغيير الثوري الحقيقي و بناء الدولة المدنية الاتحادية من اقليمين شمال و جنوب , اعاقة تنفيذ مشروعه التقدمي تجعل الخيار الاخير له الذهاب للقصر الرئاسي المدور في التواهي و اعلان الدولة الجنوبية بإسناد شعبي و دولي .. وان غدا لناظرة لقريب. *خور مكسر \ العاصمة عدن 3-9 - 2014م * منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح و التضامن