الحوثي ومهمة الالتفاف الجديد.
الحوثي ومهمة الالتفاف الجديد. ....................................................ا من المعروف في بلادنا عند اتخاذ اي قرار لرفع الدعم عن اي مواد او سلع اساسية، تحدث مظاهرات واعمال شغب وفعل مجتمعي رافض وبالمقابل تبرير رسمي جاهز وتدابير وقائية لاي احتجاج شعبي. والمتابع لاحداث مسيرة الامس يتعجب وتدور في ذهنة العديد من الاستفسارات والتسأولات اهمها !! كيف تبددت حالة السخط الشعبي تجاة قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وكيف تم احكام السيطرة عليها ومنع استمرارها وتوسعها ؟ ولماذا حدثت كل تلك الانشاقاقات وركزت وسائل الاعلام المختلفة على بث الخلافات مع تجاهل تام للحدث بعينة ؟. ومن مراجعة تسلسل الاحداث يتضح لنا الاتي:- امام وجود حالة الغضب والسخط الشعبي بعد اقرار الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وقفت الحكومة ومؤسسة الرئاسة في وضع صعب وعاجزة عن اي تبرير للمجتمع وكذلك الاحزاب السياسية وبالاخص المتقاسمة للسلطة والتي وافقت على القرار بشكل بغير معلن وواجهت ضغوطات متعددة، اهمها ضغوط الاعضاء الذين يطالبون قيادتهم بتحديد مواقف واضحة من القرار وفي ذات اللحظة تخوف كل حزب من استغلال بقية الاطراف لموقفة الرافض او المؤيد للقرار اضافة الى استياء ومطالبات الشارع الغير قادر على تحمل اي تبعات اقتصادية للقرار. . وبالتالي كان من المؤكد ان هنالك ردة فعل سيقوم بها الشارع اليمني في ظل الصمت والعجز الحكومي عن التبرير وكان السؤال الوحيد الي تمضي خيارات الشارع والسلطة حول القرار. ولكن في ظل ماسبق قام المكتب السياسي لانصار الله "الحوثيين " بإصدار بيان رسمي اكدوا فية وقوفهم الي جانب الخيار الشعبي وتبعة خطاب عبدالملك الحوثي ليلة المسيرة ليعلنوا للجميع بأن انصار الله "الحوثيين" هو الداعي والمنظم لمسيرة هدفها (الانتصار لغزة ورفض الجرعة وإسقاط الحكومة) وحدد موعدها في نفس الوقت الذي حدده الناشطين مسبقآ موعدا للخروج في مسيرة رافضة للقرار " الجرعة" وتبني الكثير من الناس هذة الدعوة. وعندما بدات المسيرات بالتحرك يوم امس في المحافظات المختلفة طغى عليها شعار الموت لامريكا والموت لاسرائيل ولوحات المناصرة لغزه اكثر من مطالب رفض الجرعة وإسقاط الحكومة، وكانت الصرخة اكثر ترددا واكبر من صوت المواطن الذي كان يطالب بضرورة الغاء القرار او بمعالجة الاثار الناتجة عنة، وبالتالي ظهرت التباينات والانشقاقات الانسحابات بين المشاركين وبعدها انتهت المسيرة بصمت وكانها لم تكن وبدون تحقيق الضغط المطلوب او التأثير المتوقع منها. مع العلم بان ، لو كان انصار الله يريدون حقيقة تجسيد تطلعات الشعب الرافض للجرعة وتحقيق مطالبهم، كان يمكنهم المضي بخيارات المسيرة والاحتجاج الى حالة اكبر نجاحا من تلك التي ظهرت عليها امس. وهنا يجب ان نفهم بأن دور انصار الله في مسيرة الامس تجسد في القيام بتمييع اهمية وقيمة المسيرة وتشتيت اهدافها وتحويل موجة الغضب الجمعي الى شعور عام باليأس والرضوخ والاقتناع المجتمعي بعدم القدرة على تغيير واقع القرار المفروض، وليس كما يعتقد البعض تجسيد مطالب الشعب او اظهار حجم وتواجد الحوثي. مما يعني وجود تقارب سياسي نخبوي بين كل او بعض اطراف التوافق السياسي الانتقالي والحوثيين، ووجود اتفاق سياسي او رسمي مع قيادة الحوثي يقضي بتولي جماعة الحوثي مهمة امتصاص ردة الفعل الشعبية ضد القرار وتفريغ غضب الشارع الناتج عنها (وهي المهمة التي عجزت بقية الاطراف عنها) مقابل مكاسب سياسية سيحصل عليها الحوثي في السلطة.
... .. . علي احمد القباطي 5 اغسطس 2014م