فزاعة "جلال"
لم يغادر العديد من الكتبة والإعلاميين مربع تجربة "صالح" في الحكم، وبالغوا في التعاطي مع هذه التجربة، واعتبروها مهمة وأساساً سيبنون عليها قراءاتهم ورؤاهم.
مساعي توريث الحكم كانت المطب الكبير الذي ارتطم به "صالح" قبل غيره، وتجرع ولا يزال مرارته، وكان السبب الرئيس في إبعاده عن السلطة.
كان "صالح" مجتهداً وجاداً في عملية توريث نجله "أحمد" وحشد ما بوسعه من العوامل والمبررات لتحقيق هذه البغية، وفي هذه الأثناء بدأ الخصوم يتشكلون و(الثعابين) التي استعملها وأحسن رعايتها استيقظت من غفوتها واستنهضت مخاوفها حتى أنها لم تميز بين عدو وصديق..وهكذا كانت نهاية "المحنش".
الكتبة نالوا من "صالح" عبر نجله قائد الحرس الجمهوري الذي لم يكن بينه وبين الكرسي سوى "نطة" ..انتصروا للعدالة واعتدوا بكونهم طلائع التغيير الذي حدث.
عندما انتخب الناس عبدربه منصور هادي وأجمعوا عليه، وذهبوا بطواعية إلى صناديق الاقتراع بحثاً عن الأمن والاستقرار ووضع حد لأصوات الرصاص، شعروا بأنهم صنعوا لحظة تاريخية فارقة، اعتادوا فيها إمكانياتهم في المساهمة الصادقة والفاعلة في صناعة التحولات.
الرئيس "هادي" كان الأكثر حرصاً على تحقيق آمال وتطلعات الناس وبذل جهوداً جبارة في هذا المنوال.
تعددت جبهات الصراع، وتفاقمت الأطماع وكل طرف حاول استغلال انتماء "هادي" للشعب وليس إلى حزب أو فريق بعينه، وسعت جميع الأطراف-كل على حدة-لإقناعه بكونها ممثلة للشعب ولسان حاله.
جابه "هادي" هذه الادعاءات بمزيد من الصبر، وتروى كثيراً وهو يواجه اندفاعها وصلفها ولا يزال.
حنقت معظم هذه الأطراف وسلكت مسالك لا علاقة لها بالهم الوطني العام وتمترست ضد التوازن.
لم تجد في الرئيس "هادي" العيوب التي تبتغيها، فعادت إلى تجربة "صالح" وما آل إليه وترسخ إيمانها بأن نقطة ضعف أي رئيس يكمن في نجله.
"جلال" نجل "هادي" وهذه ليست مشكلة..لكن البعض من الكتبة يعتقدون بأن الإطاحة ب"التوافق" لن يتم إلا عبر استهداف نجل الرئيس
ياهو لاء الظروف تغيرت وانتم تدركون بان هذه هادي "حكيم" وقد جنبكم اسواء ماكنتم تتوقعون وتعلمون بانه لايسعى بتوريث الحكم وان زمن التوريث قد طويت صفحته : كما تعرفون بان (هادي) غير (صالح) وان الربيع العربي قد تمكن من استرداد عافية الشعوب فلا داعي ايها الاصدقاء بالتحامل الزائد عن حده على الرئيس هادئ وإبائه كافه وانه لم يظلم ولم يتعالى على احد وظل هو ذلك اليمني الممتلى حكمة وتوازن وصبراً وان هاجمتم نجلة "جلال" وحاولتم جعلة "فزاعة " فلن تغيروا شيئاً : فقط ستفقدون حكمتكم وثقتكم لقراءاتكم لما يحدث .