صداقة مشروطة
لدي بعض الاصدقاء المقربين نعرف بعضنا منذ مايقارب 15عام كأخوة نتشارك الاحزان والافراح ونساند بعضنا في اصعب المواقف والضروف واحلك الايام ,لم يكن يبدو ان هناك شيئ سيقف عائقا امام استمرارنا كأخوة ولم اتصور يوما ان هناك شروط معينة غير منطقية لابد ان تتوفر ولابد من الالتزام بها لاستمرار صداقتنا وعلاقتنا الاجتماعية التي كانت تبدوا لي شخصيا على اقل تقدير متينة للغاية.
مؤخرا اصبح هناك شرط يبدو مهما جدا لاصدقائي ويرتبط بصميم مهنتي الصحفية،ويبدوا ان الشرط هو ان كف عن تناول المسؤول الفلاني او الفلتاني تناول سلبي ،ودون ذلك يقاطعني هؤلاء الاصدقاء وينفظون من حولي ،اقول للاخوة انه لاتوجد صداقة مشروطة بهذا النوع من الشروط المجحفة والسيئة للغاية ،ولايفترض بي ان احترم او اصمت عن (المسؤول) زعطان او فلتان الذي ترتبطوا معة بمصالح ومواقع كشرط لترضوا عني او تستمروا اصدقائي .
كما ان المسؤول زعطان او فلتان يفترض انه لم يمنحكم هبة من هباته عندما قام بتعيينكم في مواقع ومناصب معينة ،بل يفترض انها حق من حقوقكم الطبيعية،لكن عندما تصبح علاقتكم باصدقائكم محكومة بنوع تعاملهم ونظرتهم للمسؤول زعطان وفلتان (ولي نعمتكم) يصبح الامر غير طبيعي ،ويؤكد انكم اصبحتم جزء من شبكة المصالح الجديدة التي تشكلت بعد 2011م
،اي كأنه وضعكم في مواقع لاتستحقونها ،او انها اصبحت مواقع تدر عليكم اموال (غير طبيعية وغير نزيهه) لم تكونوا لتحلموا بها بمباركته ،وبالتالي اصبح الامر يستدعي ارضاء ولي نعمتكم حتى لو كان على حساب اصدقائكم المقربين ،لايوجد تفسير آخر بصراحة .
وهنا عليكم ان تعلموا وتتذكروا جيدا ان اي تناولات ضد زعطان او فلتان (ولي نعمتكم) يكون مصدرها في معظم الاوقات اناس شرفاء والاهم انها موثقة بالوثائق،وهي في صف الآف العمال والموضفين المقهورين والمؤسسات التي يعملون فيها وتخدم عامة الناس عامة في هذا البلد المقهور.
لذا لامانع لدي ان ينفرط العقد اي (نحن وانتم)غير مأسوف عليه.