إذا كان من "حسبة" فأيهما يستحق الجلد؟!
بالأمس تلقيت عدد من الاتصالات من عددا من الأصدقاء والقراء والمتابعين الكرام ممن أكن لهم كامل الحب والود والاحترام .. بين مؤيد ومعارض ..على ما تضمنه منشوري الأخير على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ممن تناقلوه على صفحاتهم على الشبكة العنكبوتية .. المثير للجدل كما وصفه الكثيرون منهم .. الذي كان تحت عنوان (إذا كان من "حسبة" فأيهما يستحق الجلد)؟!
وضعت مقاربة منطقية من وقائع الأحداث كما جرت وشهدها معنا الكل من أبناء شعبنا والعالم .. لا اعتقد أنني افتريت فيما قصدته أو تجنيت على احد فليست لي خصومة مع أي منهما "البيض والنوبة" كلاهما جنوبيين ونكن لكل منهما جل الاحترام .. ولأنهما ارتبطا بمسؤوليات وطنية رفيعة في "الشأن العام" هنا من حق أي مواطن تهمه أو مسته إجراءات عهد أي منهما "سلبا أو إيجابا" من حقه تقييم ونقد تصرفات أي منهما أو غيرهما ! دون أساءه أو تخوين لأن من له الحق في تخوين الناس هو القانون وحدة "أن وجد" وساحات القضاء .. هي وحدها المعنية بذلك.
قدمت مقاربة موجزة ومبسطة بين سلوك وممارسة وإجراءات وتصرفات محددة لكل منهما أي "البيض والنوبة".
وطرحت هذه المقاربة والتساؤل على الرأي العام الجنوبي عامة , لعل وعسى نتعظ من تجارب الماضي الجنوبي الحزين وخطورة التحريض والتخوين بحق بعضنا .. لعل وعسى نسهم في تصويب مفاهيم الوعي "الجمعي" المظلل .. الذي يحاول البعض تزييفه بالكذب والافتراءات المظللة .. وكشف زيف "التهويل" الإعلامي المتطرف واللاعقلاني الذي نشهده اليوم بين النخب الجنوبية وانعكاساته السلبية على وحدة الصف الجنوبي وقضيته العادلة .. الذي أعقب لقاء "النوبة" بالرئيس "هادي".
قدمت تساؤل منطقي مشروع ببراهين وأدلة دامغة "مختصرة ومحددة" ليست جديدة أو تنشر وتحكى لأول مره .. هدفنا منها أن يعود أصحاب هذا المسلك السلبي الضار إلى رشدهم والكف عن التطاول على الناس وقذفهم بالألفاظ المعيبة .. والتحرر من عقد "الوصاية الأبدية" على شعب الجنوب الأبي .. والإقلاع عن ممارسة العادة اللئيمة في الاستخفاف بالناس واستهبال عقول الجماهير.
ولأنني كاتب معروف امتهنت الصحافة منذ أمد بعيد وأكتب ما اعنيه بجراءة مهنية صرفة وشجاعة أدبية دون مواربة من احد وبما يمليه على ضميري وأيا كانت نتائجه وردة فعله .. سلبا أو إيجابا .. لست بحاجة لشهادة من أحد أو توصية سحرية أو هبة سخية أو ارتزاق مدنس .. قاومت منذ وقت مبكر قبل وبعد حرب الاجتياح بكتاباتي وصوتي نظام "المخلوع" والاحتلال .. وهو في عز مجده وانتصاره .. ولا أخاف من قول كلمة الحق .. مهما كلفني الثمن وسأظل وسأبقى هكذا .. ما حييت !
قدمت تساؤل مشروع .. لا اقل ولا أكثر .. ولم ارتكب جرم مشين بحق أي منهما "البيض أو النوبة" أو الإساءة إلى أي منهما .. حينما قلت:
فإذا كان من حسبة ينبغي تطبيق عقوبتها على من اقترف أسوا جريمة بحق شعب الجنوب فينبغي أن نضع كل ذوي الضمائر الحية من أبناء شعبنا وفي مقدمتهم مثقفينا النبلاء ووجهاءنا من العقلاء أمام المقارنة الآتية :
- من قدم الجنوب (دولة وثروة ووطن وشعب .. وأرشيفه كاملا) على طبق من ذهب .. لقمة سائقة لأسوا نظام ديكتاتوري "عسكري قبلي" عائلي بامتياز .. كهدية ساذجة .. دون أي مقابل .. إلى يد الزعيم "صالح" المتغطرس الهمجي؟! وما ألحقه من تداعيات ومساوئ أليمة موجعة بحق شعب الجنوب العظيم ؟
- أم من كان له السبق بتأسيس وقيادة وانطلاقة "الحراك السلمي الجنوبي" العميد "النوبة" لمجرد أنه ذهب إلى صنعاء ولأنه جنح للسلم وبعد أن أغلقت في وجه شعبه كل الأبواب , ليضع يده في يد أشجع قائد عرفه التاريخ الجنوبي والشمالي وأول زعيم في العالم جاء إلى كرسي الرئاسة متوجا بالتأييد الإقليمي والدولي وتحمل على عاتقه ما أفسده الفاشلين .. الرئيس "عبد ربه منصور هادي" الذي يحسب له الفضل والعرفان بالجميل في أنه أعاد "القضية الجنوبية" إلى واجهة المشهد الدولي ووضعها على طاولة "التدويل" في مجلس الأمن الدولي , وأعاد إلى الجنوبيين بارقة الأمل الذي افتقدوه في غيره من صناع الفشل الأغبياء والمزايدين المهرجين ؟!
وما المقارنة بين من ذهب بالأمس إلى صنعاء منتشيا وهو في عز مجده وبكامل قوته وعنفوانه وسلم دولة بحالها على طبق من ذهب؟! وبين من ذهب اليوم إلى صنعاء وحيدا بمفرده منكسر الكبرياء مكبلا بالضعف والهوان .. سعيا منه في محاولة الظفر باستعادة ما تيسر وما خف حمله لما تبقى من حطامها المدمر أن بقي هناك شيء منه يذكر؟!
فأيهما يستحق أن تطبق عليه "الحسبة" بالجلد وأي جلد يستحقه؟!
فهل أنا أخطأت ؟!
******
ناشر ورئيس تحرير موقع "عدن الآن" الإخباري