على طريق اليمن الاتحادية .. الرئيس هادي يدشن قرارات خارج المحاصصة الحزبية
دشن الرئيس هادي مؤخراً قراراته الرئاسية خارج نفوذ شبكة التقاسم المعهود بين قوى النفوذ السياسية وهما الإصلاح والمؤتمر بتعيين كل من اللواء/ محمد صالح شملان محافظاً لمحافظة عمران و القاضي/ يحيى محمد الأرياني محافظاً لمحافظة إ ب بدلاً عن محمد حسن دماج والقاضي احمد عبدالله الحجري اللذين تم تعيينهما لعضوية مجلس الشورى .
والحقيقة إن مثل هذه القرارات الحيادية التي أصدرها الرئيس هادي ستسهم دون شك في تهدئة التوتر وضبط إيقاع العمل السياسي باتجاه الوطنية الخالصة من أجل مصلحة المواطن والوطن لا سيما وان محافظتي عمران وإب تشهدان ما يشبه البركان القادم فالأولى على مشارف حرب طائفية وسياسية تكاد أن تفتك بالأطراف المتصارعة في بؤرتها ومحيطها والأخرى على وشك انفجار بركان لا يقل خطورة عن سابقة لما تمتلكه من مخزون بشري كثيف وليس مائي غزير ولكثافة دوائرها الانتخابية التي تفوق الأربعين دائرة انتخابية وهذه هي أحد أسباب التوترات والاحتقانات وتارة الانفجارات بين الخصوم – الإخوة الأعداء - تارة حوثية – إصلاحية وتارة أخرى مؤتمرية – إصلاحية " إب " .
الخروج من شبكة خيوط العنكبوت التي رسمتها قوى النفوذ القبلي والديني وتهدئة التوترات على خطوط التماس الملتهبة حالياً في عمران وإطفاء حريق النار الهادئة في إب التي هي بانتظار مجيء الرياح التي ستشعلها لا محالة بسبب المماحكات الحزبية لطرفين ألفا إجادة نظرية المؤامرة والكيد السياسي المنطلقة من مفاهيم إقصاء الآخر وتهميشه والانقضاض عليه بغتة وافتراسه دون رحمة تمهيداً لالتهام فرائس أخرى أليفة . . هذه القرارات الشجاعة والوطنية تمثل انتصاراً للرئيس هادي نابعة من وطنيته وحكمته وقدرته على قيادة البلد في أصعب الظروف وتعتبر ضربة موفقة واستباقية وخاصة في محافظة إب , حيث أن القاضي الأرياني رجل الحياد والوطنية والحرص على حقن الدماء في محافظة تحتل المرتبة الثانية بالمخزون البشري بعد محافظة تعز تقريباً .
وأخيراً نقول سدد الله خطى الرئيس هادي وأعانه على قساوة هذه الشبكة الفولاذية لقوى النفوذ والمصالح السياسية العسكرقبلية التي تلقت دون شك ضربة موجعة حين جاءت قرارات الرئيس هادي خارج حساباتها في تقاسم صكي النفوذ والقرار اللذين جبلت عليها أثناء اغتصابها للحكم وإقصاء كل الشرائح الأخرى التي تمثل السواد الأعظم من المجتمع اليمني .
بهذه القرارات الشجاعة والحيادية والوطنية يسجل الرئيس هادي خطوة جريئة في الاتجاه الصائب على طريق بناء المشروع الوطني الجبار للدولة الاتحادية اليمنية الحديثة لتحقيق الأمن والاستقرار والعدالة والمساواة وتجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة , وللعلم إن أكثر من سينعم ويلمس بمدى صواب قرارات الرئيس هادي التي لم تخضع للمحاصصة الظالمة بين قوى النفوذ هم سكان محافظتي عمران البطلة وإب الخضراء الجميلة كونهم أول من أكتوى ويكتوي بالنار جراء سياسات قوى النفوذ القبلي الهمجية التي أدمنت الحروب بالوكالة بواسطة إهدارها الدماء الزكية الطاهرة لبسطاء الناس في هاتين المحافظتين المسالمتين .
إن رفع الكابوس من فوق كاهل سكان محافظتي عمران وإب لقي وسيلقى الترحيب والتقدير والثناء الذي يليق بهكذا قرارات شجاعة توحد ولا تفرق , تبنى ولا تخرب ولنا جميعاً لقاء آخر ومع قرارات سديدة أخرى بإذن الله .