للديناصورات فقط
سنوات عجاف مرت ذقنا فيها أهوال الدنيا ، تحملنا مالم يتحمله بشر ، ولكنا صبرنا وغالبنا القهر والمواجع وسرنا خلفكم وما زلنا نسير نلملم من جراحات أخطائكم ضياعا وغربة كتلا ناءت أجسادنا المنهكة على حملها .. وكأنه قد كتب علينا هذا الشقاء قدرا لا فكاك عنه حتى كنا الشعب الوحيد على هذه البسيطة حقلا مفتوحا لتجاربكم المميتة .. وما زلنا نقدم أنفسنا تطوعا لما تبقى من التجارب في جعبتكم ، وها نحن بكل سذاجة نسأل أنفسنا التعيسة أين يكمن الخلل أهو فيكم أم فينا نحن ؟ أم جميعنا نغرد خارج سرب الواقع المهين ؟ ، حينما خرج العالم يهتف ( أرحل ) خرجنا نحن بكل كبريا نهتف ( إرجع ) ( البيض والعطاس بايرجع .. أيضا وبا يرجع علي ناصر ) ذلك هو التسامح الذي نحمله قيما أخلاقية نرتقي بها من ارث الماضي الذي ورثتموه لنا.. وهو التصالح مع الذات ومع الآخر بأرقى صورة الإنسانية الرائعة ، كان حقا لشعب الجنوب بان يفتخر به أمام العالم لولاكم .. كنا ومازلنا نجسده واقعا فريدا على أرض الجنوب الحبيبة ، فهل وجدتم شعبا يعفوا كهذا ؟ .. تحملنا كل المعاناة ونحن نرفع صوركم في مواجهة الرصاص وسقط منا الآلاف شهداء وجرحى وهم في عمر الزهور حين مزقت أجسادهم قذائف المحتل وهم يهتفون بأسمائكم .. وذاق الكثير منا أهوال المهانة والتعذيب في سجون الاحتلال وهم يرفضون حتى مجرد شتمكم لكي ينجوا مما هم فيه من الألم والقهر والمذلة .. كل ذلك لم يفت في عضد أحدا منا فيتراجع ويستكين فعزتكم عزتنا .. وسمو أشخاصكم تتجلى فينا ثباتا على الحق حتى ننتزعه ، فماذا جنينا وماذا كان الحصاد ؟ المواقف وحدها تكفي لكي تكون إجابة شافية عن تساؤلي هذا .. قهر الرجال.. فلا باس أن نحدد مسار التقاطعات ونبني خطط تكتيكية للوصول للغايات ، دون تنازل أو انتقاص من حق الشعب وإرادته الحرة وثورته الظافرة .. لكنكم للأسف لم تلتفتوا لصمودنا كل هذه السنوات وماذا نريد نحن كشعب ؟ فتكونوا صدىً هادراً لأوجاعنا ، وعلى العكس من ذلك أصبحتم تتفهمون ماذا يريد أعدائنا ؟ .. تلك هي لعبة قهر الرجال وتفاصيل مهنة الوصاية التي مازلتم تدورون في حلقتها المفرغة.. فلا رغبة لنا في البحث المضني عما يدور خلف أستار سياساتكم وخلافاتكم التي مزقتنا.. ولا نحب أن نعرف بعد اليوم ماذا يريد الكبار والصغار والماما أمريكا والعالم .. لأنه حق يخصكم انتم فقط ! ما نعرفه يقينا ماذا نريد نحن ؟ .. فشعبنا قال كلمته الفصل ومضى في درب حريته عزما لا يقهر ، وها هو لأجل ذلك يحمل كل يوم نعوش فلذات الأكباد زمرا وفرادى إلى المقابر .. فهل تعون ماذا يعني هذا ؟ ولان القهر ماض في سنته فينا لا نأبه لكل ما تفعلون ، ولا شأن لنا بموازين الذل والهوان التي قررتم أن تكونوا على أكفتها المرتفعة دائما .. نذكركم فقط يوم خرجنا نهتف بأسمائكم كنا نهتف بكم للقضية التي كانت خلاصة أفعالكم وقراراتكم الغبية الساذجة .. يوم رحلتم بجلودكم وتركتمونا للجلاد ينهش في أجسادنا حتى اليوم .. " فبكيتم كالنساء ملكا لم تحافظوا علية كالرجال ".. وبنفس الغباء أضعتم وثائقها يوم وضعناها بين أيديكم وفوق كل هذا جعلناكم رموزها .. يوم قتل شبابنا وهم يهتفون بأسمائكم كانوا يجسدون فيكم قيم الثبات التي ضنوا وبعض الضن إثم إنكم أهلا لها فقدموا أرواحهم قربانا لتحرير الأرض .. لا حباً في ذواتكم التعيسة ، لكنكم فهمتم الدرس مقلوبا .. وقرأتم السطور من نهايتها ، فتقعرت أجسادكم تنطعا وعجبا بالنفس الأمارة بالسوء فتراءى لكل واحد منكم أننا بدونه لا نساوي شيئا فذهبتم تخططون بلا هدف وتتفلسفون بلا رؤية ، وتتكلمون بلا فعل وتختلفون فلا تتفقوا أبدا ، والنتيجة مزيدا من الدماء الأشلاء الممزقة وضياع فوق الضياع الذي نتخبط فيه .. هكذا تمضي بنا سنن الحياة انكسارا لأننا رهنا مستقبلنا بكم .. وانتم سادرون في الغي حتى الثمالة لتلحقوا فينا للمرة الألف كل هذا القهر والذل والهوان ، وتستمر الحكاية .