شركة عدن للأمن والسلامة

  

مقالات
علي منصور أحمد

اللقاء ب"هادي" ليس محرم وأيضا ليس مكروه!

الأحد 08 يونيو 2014 11:16 صباحاً

العميد الركن ناصر علي النوبة .. هذا المناضل الوطني المقدام والسياسي البارز الذي لا اعتقد أن هناك من سيخالفني الرأي والشهادة لله .. أن قلت في حقه ورفاقه الأبطال الميامين بأنه واحدا منهم ومن ابرز القادة ألأخيار ممن كان لهم الشرف والسبق بتأسيس وقيادة "حركة المتقاعدين العكسريين الجنوبيين" التي كان لها الشرف في انطلاقة "الحراك السلمي الجنوبي" من حقه ومن صميم مسؤوليته "الثورية" والوطنية أن يلتقي ويحاور من يشاء .. طالما وهو يسعى لخدمة شعبه وقضيته العادلة .. النوبة رجل مقدام ويعرفه كل رفاقه ومشهود له بشجاعته وصراحته المعهودة .. قاوم ورفاقه ببسالة أعتا نظام استبدادي واسوا من أي احتلال استعماري عرفته المنطقة .. ولم ينحني لقسوة ظلمة وجبروت سلطته وقمعه الهمجي .. ولم تغريه عروضه المغرية من "المال والمناصب" التي تميز بها نظام "المخلوع" وعهده المنهار والزائل إلى مزبلة التاريخ .. بينما بقي النوبة صامدا ثابتا على مبدأه ومع قضية شعبه العادلة .. وحقه في الحرية وتقرير المصير واستعادته دولته المدمرة وثرواته المسلوبة !

 

القيادي النوبة .. قيادي محنك .. يدرك خطورة السير وسط الحقول الملغومة وقلقه مشروع مثله مثل غيره من السواد الأعظم جراء مساوئ الإحباط والتململ .. في أن تظل "القضية الجنوبية" تراوح مكانها حبيسة والوصاية المطلقة والارتهان للأفكار الفردية الغوغائية المتزمتة وشعارات العاطفة الثورية .. أو المغامرة بالقضية الجنوبية وحرفها عن مسارها النضالي السلمي وتداعياته غير المحسوبة العواقب الوخيمة .. وإنقاذها من دخول نفق القضية الفلسطينية المأساوي.. وقبل فوات الاوان.

 

ويعي جيدا مسئوليته الوطنية العظيمة تجاه شعبه الذي نذر نفسه وضحى وغيره من شرفاء الجنوب بالغالي والنفيس من اجل انتصارها .. يعي ويدرك أنه في العمل السياسي والوطني ومن مسلمات النضال السلمي من الضروري استخدام كافة السبل والإمكانات المتاحة .. وخيار الحوار العقلاني والتفاوض السلمي .. يأتي في مقدمتها ويسبق كل الخيارات الأخرى !

 

ومن حقه وواجبه السياسي والوطني العمل على كل الجبهات السياسية واستخدام كافة سبل وخيارات النضال السلمي المتاحة والمشروعة .. ومنها لقاءه بالرئيس "هادي" والمبعوث الدولي وسفراء الدول الراعية ممن وجدت الفرصة السانحة للقاء بهم .. طالما والرجل مشهود له بالحنكة السياسية والكفاءة القيادية المقتدرة والنزاهة الوطنية المخلصة .. وكما جدد تأكيده لشعبه يوم أمس حين قال ( لقد كانت انطلاقتنا في العام 2007 علنية صادقة وو اضحة كالشمس في رابعة النهار .. ولم يكن نضالنا سري في جنح الظلام .. لأننا أصحاب حق وقضية عادلة ومشروعة) .

 

مطمئنا جماهير شعبه الأوفياء بصراحته المعهودة .. قائلا (سيبقى نضالنا وعملنا السياسي علني "تحت الشمس" في عز النهار .. وليس من عهودنا وعاداتنا "الكولسة" في الغرف المظلمة والتمويه المشين أو الاختفاء بين عتمات الظلام الدامس واللعين) .

 

لذلك لا ينبغي أن يزايد عليه أحد .. فهذا من صميم مسؤولياته السياسية ولب واجباته القيادية والوطنية .. التي من الواجب الاصطفاف لمؤازرته والوقوف إلى جواره في هذا المنعطف السياسي الخطير الذي تمر به اليمن شمالا وجنوبيا و"القضية الجنوبية" على وجه الخصوص .. مثلما وقف إلى جانبنا ورافقه الأبطال وهو يتقدم الصفوف الأولى بكل شجاعة واقتدار لقيادة وحمل راية الريادة حين أعلنوا انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي عام 2007م واجترح وغيره من شبابنا الأوفياء ابلغ معاني البطولة وأنبل التضحيات الجسام .

 

لقاءات "النوبة" بالسيد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن وفريق الخبراء الدوليين وسفراء الدول الراعية .. ضرورة ملحة وعالية الأهمية .. لما سيترتب على نتائجها المتوقعة من نتائج ايجابية في خدمة "القضية الجنوبية" .. لقاءات كهذه فرصة ثمينة لا تقدر بثمن .. سعى إليها الجنوبيين كثيرا في الماضي واستحالت بينهم وبينها مصالح كانت تمليها وتفرضها ظروف اللحظة في إشكالية السياسات والعلاقات القائمة بين نظام "صالح" ودول الجوار الإقليمي والدولي القائمة آنذاك .    

لقاءات كهذه ينبغي أن يسعى إليها الجنوبيين ليل ونهار .. لما من شأنها أن تقرب المسافات وتزيل موانع الاتصال والتواصل بين الجنوبيين والمجتمع الدولي .. وتجعله في الصورة تجاه ما جرى ويجري فيه من انتهاكات ومظالم .. وتجعل الجنوبيين الذي كانت دولتهم عضو كامل السيادة وفاعل تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين في منظومة الأسرة الدولية .. في مستوى يمكنهم من طمأنة الأشقاء والأصدقاء بان جنوبهم الجديد المنشود سيمثل رافعة جديدة وفاعلة في تحقيق الشراكة الإقليمية والدولية على كافة المستويات .. وتعزيز امن واستقرار المنطقة والعالم ونبذ العنف والارهاب.



ففي معظم نزاعات الأمم المعقدة والمستعصية في تاريخ الحروب الدامية والشنيعة .. الفرقاء مصيرهم يلتقون .. ففي التاريخ البشري عامة الجنوح للسلم هو أمثل خيارات الشعوب المتحضرة .

 

فما بالكم عندما يلتقي الأخوة "الأشقاء" الجنوبيين بعد خصام طويل .. أليس في مصلحة الجنوب .. كلقاء "النوبة وهادي" فاللقاء بالرئيس "هادي" ليس محرم وأيضا ليس مكروه !