شركة عدن للأمن والسلامة

  

أخبار
اقرا ايضا

قيادات في "الحراك" دعته إلى اعتقال شقيقه الرئيس اليمني في الجنوب وسط اضطرابات ودعوات لـ"عصيان مدني

عدن اليوم / السياسية الكويتية /يحيى السدمي | الاثنين 25 فبراير 2013 02:31 مساءً

قام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, أمس, بزيارة غير مسبوقة إلى الجنوب الذي تشهد مدن فيه اضطرابات بعد دعوة الى "العصيان المدني" وجهها الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.

وكشفت مصادر مطلعة في جنوب اليمن لـ"السياسة", أن لقاء عاصفا عقد في مدينة عدن بين قيادات معتدلة من "الحراك الجنوبي" بينهم محمد علي أحمد والرئيس هادي الذي وصل عدن في وقت متأخر من مساء أول من أمس, بشكل مفاجئ وفي أول زيارة له منذ انتخابه رئيسا للبلاد في 21 فبراير العام الماضي, وإثر تصريحات لقيادات من الجناح الموالي للرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض يتحدونه أن يزور عدن إثر الأحداث الأخيرة التي خلفت خلال ثلاثة أيام 14قتيلا وعشرات الجرحى.

وقالت المصادر إن هادي ناقش مع تلك القيادات الأوضاع المضطربة التي آلت إليها عدن ومختلف مناطق الجنوب والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء في 18 مارس المقبل, لافتة إلى أن بعضهم طرح على هادي وبإصرار إقالة محافظ عدن وحيد رشيد وتعيين محمد علي أحمد بدلا عنه, وتعيين جميع قادة الوحدات العسكرية في الجنوب من الضباط الجنوبيين, فضلا عن سرعة حل مشكلات العسكريين والمدنيين الجنوبيين وإنهاء آثار حرب العام 1994, وأن يجرى استفتاء بإشراف دولي لتقرير مصير الجنوب بعد انتهاء ولاية هادي.

والتقى الرئيس المتحدر من الجنوب, بقيادات من السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية في عدن قبل أن يستقل مروحية عسكرية ويزور محافظة أبين للاطلاع على الأضرار التي خلفتها المواجهات بين الجيش وجماعة "أنصار الشريعة" العام الماضي.

وقال الناشط السياسي في "الحراك الجنوبي" علي منصور أحمد في تصريح لـ"السياسة", إن "زيارة هادي إلى عدن يمكن أن تحلحل الأوضاع المضطربة في الجنوب, خاصة أنها أول زيارة له منذ تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يلقي عليه الجنوبيون باللائمة في أنه سبب معاناتهم وما مارسه عليهم من قمع وتهميش منذ حرب 1994".

وأضاف "أن هادي يتمتع بحنكة ومكانة سياسية واجتماعية ومن شأن ذلك أن يسهم في لم شمل الجنوبيين خاصة وأن قوى "الحراك" ليست متفقة حتى الآن وسيكون وجوده في عدن فرصة للقاء بكافة الأطراف وخاصة تلك التي تحمل مشاريع انفصالية".

ولفت إلى أن الزيارة تهدف في الأساس إلى حشد الجنوبيين بمختلف مكوناتهم, للوصول إلى طاولة الحوار الذي طمأنهم أكثر من مرة أن لاسقف ولا شروط للحوار.

وتوقع أن يقبل الجميع بالأمر الواقع وبما تضمنه بيان مجلس الأمن من إشارات واضحة للجناح المعرقل للمبادرة من قوى الحراك الجنوبي, باعتبار ذلك الطريق الوحيدة لحل القضية الجنوبية, خاصة وأن هناك إجماعا جنوبيا على رفض مشاريع إيران وتدخلها في القضية الجنوبية, وتشجيعها المتواصل على الانفصال.

في المقابل, قال مصدر مقرب من الجناح الموالي للرئيس الأسبق علي سالم البيض في تصريح لـ"السياسة", إنه "إذا كان هادي جاء إلى عدن للاطمئنان على عدن وأبنائها وكل أبناء الجنوب فعليه أن يأمر باعتقال أخيه رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء ناصر منصور هادي في عدن, ومحافظ المدينة وحيد رشيد, لقتلهم الأبرياء من ناشطي الحراك".

ميدانيا, أكد مصدر أمني في محافظة عدن أن نشاطي "الحراك" واصلوا عصيانهم المدني وإغلاق الشوارع بما فيها الشارع المؤدي إلى منزل الرئيس هادي, وأقاموا نقاط تفتيش عدة في مدينتي المنصورة والمعلا وفتشوا قاصديها, ومنعوا المواطنين الشماليين من دخولها وأجبروا التجار الشماليين على إغلاق محالهم بالقوة, في حين رشحت بعض الأنباء عن اعتقال مجموعة مسلحة بقذائف "آربي جي" كانت تنوي مهاجمة مقر إقامة الرئيس هادي.

وفي محاولة من السلطات لتهدئة الأوضاع, أمر النائب العام علي أحمد الأعوش رؤساء محاكم استئناف محافظتي عدن وحضرموت, التحقيق في الأحداث التي وقعت بالمحافظتين وإحراق بعض مقرات الأحزاب والممتلكات العامة والخاصة.