شركة عدن للأمن والسلامة

  

حوارات
اقرا ايضا

قائد الحراك الشمالي : الجنوبيون يحكموننا في صنعاء ويطردوننا من عدن

عدن اليوم/متابعات | الخميس 12 سبتمبر 2013 11:25 مساءً

 قال سفير اليمن السابق في سورية زعيم "الحراك الشمالي" عبدالوهاب طواف "إن الجنوبيين صاروا حكاماً على الشماليين في صنعاء وفي الوقت ذاته يطردونهم من عدن", وهاجم بشدة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقيادات جنوبية أخرى, ورأى أنهم سيطروا على كل شيء في البلاد ومع ذلك يدعون أن الجنوبيين مظلومون, وراهن طواف في حوار مع "السياسة" على فشل مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حاليا بصنعاء, واعتبر "أن الثورة الشبابية التي اندلعت في العام 2011 ثورة مقدسة لكنها أتت بمخرجات سيئة".

ونفى أن يكون لمستشار الرئيس لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر علاقة بـ" الحراك الشمالي" الذي لا يزال تحت التأسيس, كما نفى أن يكون الهدف من رفضه التمديد للرئيس هادي لولاية ثانية هو إيصال نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الحكم وقال: "إذا كانوا يعولون على أحمد علي عبدالله صالح فهم يسيرون عكس التيار, فهو شخصية ضعيفة ولا يتمتع بصفات قيادية".

وأكد " أن أسلحة ما كان يسمى الحرس الجمهوري شحنت من صنعاء إلى قاعدة العند في جنوب اليمن, ووزعت على قيادات جنوبية وعلى اللجان الشعبية التي ساندت قوات الجيش في قتالها عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة أبين الجنوبية وقال: "إن هذه اللجان هي الجيش القادم للجنوب بهدف فصله عن الشمال".

وفي ما يأتي نص الحوار :

 

صنعاء - يحيى السدمي:

 

  تبنيتم حراكا شماليا, لماذا الآن وقبل فترة وجيزة من انتهاء مؤتمر الحوار?

- عام 1990 توحدنا مع الإخوان الجنوبيين في الوقت الذي كانوا فيه في حالة ضعف ووهن, وكانت هرولتهم للوحدة هروباً مما كانوا فيه, خصوصاً بعد أن تخلى الاتحاد السوفييتي "سابقا" عنهم, فكانوا مهددين بالانهيار الاقتصادي والسياسي, وتراكمات مذبحة وحرب عام 1986 ونتيجة لهذا لم يعملوا على تأسيس وحدة بأسس صحيحة ورؤية واضحة المعالم, حيث هربوا من جحيم ماكانوا يعانون منه في الجنوب, ما أثر على الشمال تأثيرا كبيراً, فوضعنا الاقتصادي كان أفضل من الجنوب بعشرين ضعفا وفق تقارير الأمم المتحدة, وكان لدينا انفتاح اقتصادي بعكس الجنوب الذي لم يكن فيه بنى تحتية ولا حرية وأغلب سكانه كانوا مشردين, اما في الشمال عانينا وصبرنا من أجل الوحدة, إضافة إلى أن الوحدة أخذت من استقرارنا الاقتصادي وأمننا وأماننا وترابطنا الاجتماعي فكان من سنة إلى سنة والأمور من أسوأ إلى أسوأ, فأعلنوا الانفصال عام 1994 ودافع والشعب شماله وجنوبه عن الوحدة ومن يزعمون اليوم ويقولون إن الشمال يحتل الجنوب هم من كانوا قادة الحرب في عام ,1994 وللأسف لم يكن الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مستوى المعالجات الحقيقية لما بعد تلك الحرب, فأحيل كثير من الجنوبيين للتقاعد, وحدثت بعض الممارسات السيئة في الجنوب من نافذين من الشمال والجنوب, وللعلم أن معظم الأراضي التي صرفت ويقولون إنها محتلة صرفت خلال الفترة من 90 الى93 من علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح, كما أن المستثمرين من أبناء المناطق الشمالية نزلوا إلى عدن للاستثمار لأنه لم يكن يوجد فيها شيء غير ما عمله البريطانيون, فاشتروا أراضي كثيرة ونفذوا مشاريع وفنادق وبنى تحتية واليوم وطرد الجنوبيون هؤلاء وصادروا أملاكهم وادعوا أنهم محتلون.

كنا من رجالات صالح واليمن كان يدار من فرد واحد وليس لدينا مؤسسات دولة

لقد كان إخواننا الجنوبيون في عهد صالح يحكمون المحافظات الجنوبية كلها ابتداء من المحافظ وحتى آخر موظف, كما أنهم في مناصب عليا في قيادة الدولة ممثلين في منصب نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ونحو عشر وزارت أخرى وفي كل مفاصل الدولة المدنية والعسكرية, إلا أن الابتزاز كان نهجا ثابتا في تعاملهم مع الدولة وأبناء الشمال تحت يافطة الانفصال, حتى أن الرئيس هادي هو من أسس الحراك الجنوبي عام 2002 عندما شعر أن الرئيس السابق سيعين المناضل سالم صالح محمد نائباً لرئيس الجمهورية بديلاً عنه فكان هذا الحراك وسيلة ضغط وابتزاز لصالح لترك هادي وقيادات ما يسمى الزمرة وإبعاد قيادات ما يسمى الطغمة, وهؤلاء كانوا أبطال حرب ومذبحة عام 1986 في الجنوب, أي أننا نعيش في الشمال صراع ما كان يسمى زمرة وطغمة, الآن للأسف يتهموننا نحن في الشمال بكل مصائبهم وأخطائهم, مع أن صالح أساء الإدارة لليمن إلا أنه لم يكن متعمداً أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه, إلا انه سيظل المسؤول الأول عما جرى وما يجري حاليا, نتيجة تركه أمر الجنوب بيد هادي, في المقابل فإننا نحمل القادة الجنوبيين وفي مقدمتهم هادي مسؤولية مشتركة مع صالح في تدهور الأمور في اليمن,ونحملهم المسؤولية الكاملة في ما جرى في الجنوب من ممارسات غير صحيحة, كونهم كانوا في أماكن صنع القرار في البلاد. وبعد سنوات تحولت تلك الأخطاء إلى ذريعة لظلم وإهانة لأبناء المحافظات الشمالية في الجنوب وابتزاز الدولة والكسب غير المشروع والفساد والإفساد تحت ذريعة السعي الى الانفصال, فالإخوان الجنوبيون صدقوا أنفسهم ورفعوا صوتهم عالياً شاكين من الظلم والحقيقة أن الظلم  الذي وقع عليهم 10 في المئة مما ادعوا والابتزاز والمغالطات والتزوير في الحقائق 90 في المئة ونحن صامتون.

أسلحة الحرس الجمهوري سلمت للجان الشعبية وهذه اللجان هي الجيش المقبل للجنوب

 بعد ثورة فبراير عام 2011م التي أفرزت وضعاً جديداً وقضت على الحكم الأسري, قلنا تعالوا يا إخواننا الجنوبيين خذوا الحكم من أجل الوحدة وحفاظاً على الوحدة فكان لهم منصب رئيس جمهورية من دون نائب من الشمال ورضينا ورئيس وزراء من الجنوب من دون نائب من الشمال ورضينا وأخذوا وزارة الدفاع  مع  15 وزارة أخرى, والأجهزة الأمنية ورئاسة الجمهورية ومكتب رئاسة الجمهورية والنفط وشركة الخطوط الجوية اليمنية وأراضي وعقارات الدولة وكل المؤسسات المهمة في البلد أخذوها وقلنا لايهم ومحبة في الوحدة وتصحيحاً لما جرى في السابق وإرضاء لإخواننا الجنوبيين, ولكنا فوجئنا أن الابتزاز ارتفع سقفه بصورة غير طبيعية, وتمدد تنظيم " القاعدة" في المحافظات الجنوبية ووصل الأمر بالحراك المسلح الى عرض عسكري داخل مدينة عدن تحت سمع وبصر هادي ووزير دفاعه, وحتى من دون التنديد بذلك, والحقيقة المرة أن إخواننا الجنوبيين صاروا حكاماً لنا في صنعاء وأعداءً لنا يطردوننا من عدن, يطردون المواطنين والمستثمرين ويطردوننا من وظائفنا في صنعاء وأوصلوا أناسا من دون مؤهلات من عشيرة الرئيس هادي ومن أقربائه إلى مناصب حساسة ومهمة حتى أن أبناءه وأبناء أخيه استطاعوا أن يعينوا زملاءهم في مناصب مالية مهمة, وبالتالي فإن ثورة فبراير التي قمنا بها بغرض التخلص من حكم فردي فشل في قيادة اليمن, كانت نتائجها كارثية ومخرجات غير مؤهلة لقيادة البلاد, بل إن تلك القيادات التي وصلت إلى الحكم على دماء الشباب مارست أبشع صنوف الفساد والنهب لموارد الدولة وتكريس حكم الفرد وعشيرته, فكانت النتيجة اقتصادا مترديا وأمنا منعدما, وحوارا في طريقه إلى الفشل.

  من يؤيدك في هذا المسعى ?

- ما أن أعلن عن الحراك الشمالي حتى جاء التأييد من كل شرائح المجتمع, ومن كثير من المسؤولين وكثير من قادة الدولة ومن أبناء الجنوب الشرفاء الذين هم مهمشون من الرئيس هادي وشلته, فهناك صحوة حتى من الحراك الجنوبي فقد اتصلوا بي وقالوا فعلاً أنت شخصت المشكلة ونحن معترفون في أن هناك ممارسات سيئة وجرائم ممنهجة ضد الشماليين في الجنوب وطرد منظم وقتل وسحل لهم وإحراق ونهب وسلب لممتلكاتهم, والرئيس لم يحرك ساكناً فناشدناه أن يوجه كلمة عبر الإعلام للجنوبيين ويعترف بفضل الشمال لأنه نزح هو ورفاقه بعد مجزرة 13يناير عام 1986 إلى الشمال وشاركناهم في المأكل والمشرب والملبس والوظيفة والى الآن يرفض أن يتكلم بكلمة حق تجاه إخوانه الشماليين, لدينا أنصار وتأييد منقطع النظير فكل يوم ينضم إلى "الحراك الشمالي " أكثر من 700 شخص, وهناك انضمامات من أبناء الجاليات اليمنية في الخارج, إلا أننا حالياً نعمل بهدوء حتى نتيح لمؤتمر الحوار المضي قدماً إلى أن يعلن فشله, وحتى لا نتهم أن هدف حراكنا إجهاض الحوار, إلا أن الحقيقة المرة التي ستفاجأ دول المنطقة والعالم أن هذا المؤتمر كذبة كبرى وابتزاز وتدجيل على الشعب اليمني والعالم, فعن طريقه وصل الكثير من القيادات الجنوبية المبتزة لليمن باسم الانفصال إلى تحقيق أهداف مالية وسياسية, وأسلوب جديد للمماطلة والاستمرار في السلطة خلافا لبنود المبادرة الخليجية المزمنة, والخاسر في كل هذه المراحل هو المواطن اليمني.

  ما الذي تريدونه إذا, إنصاف الشمال أم فصله عن الجنوب?

- نحن مع الوحدة بأسس وشروط ومنطلقات صحيحة وعادلة, وشروط تحفظ كرامة وأملاك الشمالي في الجنوب كما هي محفوظة للجنوبي في الشمال, ونحن مع أي صيغة عادلة تحفظ كرامة وحقوق الناس, وتمنع ابتزاز الشمال بمبررات واهية وغير صحيحة, ونحن مع أي صيغة للوحدة تضمن لأبناء الشمال مواطنة متساوية مع إخوانهم في الجنوب, أو انفصال بطرق عادلة وسلمية تحفظ كرامتنا وتمنحنا الفرصة في بناء دولتنا الجديدة الجمهورية اليمنية, بعيداً عن ابتزاز وفساد إخواننا الجنوبيين الذي يسعون الى اعلان دولتهم الجديدة المسماة الجمهورية الجنوبية, وسنسعى إلى تحقيق هذه الغاية التي تجنب  اليمن الصراعات والإدارات الفاشلة للبلاد, خصوصاً أننا نلمس أن القيادات الجنوبية المفاوضة باسم الجنوب بقيادة محمد علي أحمد والرئيس هادي يعملون في الخفاء على ترك الأمور كما هي, أي معلقة, فلا وحدة صحيحة تحققت ولا جنوب عربي انسلخ وترك اليمن يعيش بأمن وأمان.

القيادات التي وصلت إلى الحكم على دماء الشباب مارست أبشع صنوف الفساد والنهب

تخوفنا هذا جاء بعد أن لمسنا المراوغة وعدم تقديم حلول للقضية الجنوبية, ونحن نعرف أن محمد علي أحمد والرئيس هادي لا وزن سياسيا وشعبا لهما في الجنوب بل إن قرية هادي ليست معه ومحافظته أبين سيطر عليها تنظيم القاعدة, ولم يستطع أن يعمل فيها شيئا والآن يماطلون ويطولون مؤتمر الحوار من أجل استمرار الغطاء الخليجي لهم وضمان التمديد لهادي لسنتين أو ثلاث وهم يقولون إن الانفصال سيتم بعد سنتين أو ثلاث بعد أن يكون الشمال قد وصل إلى وضع اقتصادي سيئ, وهذا ما لا نريده, فإما المضي في وحدة عادلة أو يذهب إخواننا الجنوبيون لدولتهم الجنوبية الآن وليس غداً, فلم نعد نثق في قيادتهم الفردية لليمن, بعد أن عجزوا في الفترة الماضية عن تحقيق أي شي على الأرض  فالوضع وصل إلى مرحلة لا يمكن السكوت عليها, فالجنوب للجنوبيين والشمال للجميع والشمالي مهان ومطرود ومقتول في الجنوب وهم في أمان, فلايجوز أن يرددوا ويتغنوا ان هناك 15أو 20منزل صفيح في عدن أخذها شماليون وهم يمتلكون أكثر من 350فيلا داخل صنعاء قيمة الواحدة لاتقل عن مليون دولار أميركي هذه مفارقات عجيبة.

  أنت مستشار للواء علي محسن الأحمر, هل له علاقة بهذا الحراك ?

- أنا كنت مستشاراً للواء الأحمر إبان الثورة الشبابية عندما شكلنا قيادة مدنية وعسكرية تقود الثورة, فكنت المستشار السياسي له, وبعد تركه قيادة الفرقة الأولى بعد تعيينه مستشارا للرئيس لم أعد مستشاراً سياسيا له, وتربطني به حاليا علاقة ودية. أما بالنسبة الى الحراك الشمالي فاللواء الأحمر معارض له وحاول أن يوقفه على أساس أن نتيح مجالا للوحدة لكننا وصلنا إلى قناعة سلبية بشأن الوحدة, خصوصاً بعد أن سلمنا اليمن لحكم إخواننا الجنوبيين لنفاجأ أن الوضع أزداد سوءاً وفساداً ووصول الموطن الشمالي إلى درجة ثانية من المواطنة تحت حكم هادي وعشيرته, وتأكد لنا أن أخواننا الجنوبيين يتعمدون ترك الوضع كما هو للاستفادة القصوى منه, وسيظل اليمن يعاني من  جرح نازف يقضي على الأخضر واليابس.

  ما موقف الأحزاب السياسية?

نحن مع أي صيغة للوحدة تضمن لأبناء الشمال مواطنة متساوية أو انفصالا بطرق عادلة وسلمية

- زرت كثيرا من القادة السياسيين وهم مؤيدون ومطلعون على كل الظلم الممارس على الشمال ومقدار الابتزاز والتدجيل والتزييف للحقائق من إخواننا في الجنوب حتى القادة الجنوبيين الذين في صنعاء يمارسون ابتزازا وتدليسا وتزويرا للحقائق رغم معرفتهم  أن ما يدعونه من ظلم  90 في المئة منه مغالطات وتزييف للحقائق وكل الناس يعلمون جيدا أن الشمال وصل إلى مرحلة غير طبيعية, فهم يقصوننا من أعمالنا ويطردوننا من صنعاء ومن أملاكنا في الجنوب وهم الحكام الحقيقيون وكنت أتمنى أن يحكموا بطريقة ناجحة ويخرجوننا من هذا الوضع البائس, فالرئيس هادي فشل في الملف الاقتصادي والملف الأمني وكذلك في الملف الديبلوماسي ووصل الأمر إلى حد أن اليمن مهدد بالإفلاس بعد شهرين أو ثلاثة نتيجة هذه الممارسات وهذه الإدارة السيئة لمقدرات البلاد, والشماليون يشعرون أن هادي رئيس للجنوب يحكم من صنعاء.

  هل تخطط للوصول بالحراك الشمالي إلى ما وصل إليه الحراك الجنوبي ?

- نحن نرتب أوراقنا ونستقبل الانضمامات والتأييد للحراك, وفي الوقت نفسه أنا متأن إلى أن يصل مؤتمر الحوار إلى نهايته ومعرفة العالم أنه فاشل, حتى لا نتهم أن حراكنا جاء ليفشل الحوار, ونحن متأكدون انه واجهة لابتزاز مالي وسياسي ومنصة لطلب التمديد الرئاسي بصيغة جديدة, وسنعلن  برامجنا وخططنا وسنتجه إلى كل المحافظات والى العالم الخارجي لشرح قضيتنا, وقضيتنا ستحظى بالدعم لأننا نتكلم عن معاناة حقيقية وليس تزويرا أو تزييفا للحقائق.

  كنت من أقطاب حكم صالح, لماذا صمت إلى اليوم ولم تتحدث عن هذا الظلم الواقع على الشمال في عهده, ألم يؤمم النظام السابق دولة الجنوب ويحيل جيشها بأكمله للتقاعد ولم يتحدث أحد عن ذلك?

- صحيح كنا من رجالات علي عبدالله صالح, إلا أن البلد كان يدار من فرد واحد وأفراد أسرته وليس لدينا مؤسسات دولة تحكم البلاد, وبالتالي نحمل صالح وعائلته الوزر الأكبر مما حدث ونحمل الجزء الآخر في ما يخص اليمن كله القيادة الجنوبية وفي مقدمتهم هادي الذي كان نائب رئيس جمهورية وكل من تولى رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع وكل مفاصل الدولة من الجنوبيين.

  كنت من قادة الثورة الشبابية أين ذهبت هذه الثورة وما الذي حققته للبلاد ?

- الثورة الشبابية ثورة مقدسة بمخرجات سيئة, فقد أتت لنا بمخرجات لم نكن نتوقعها حيث أوصلت هادي إلى رئاسة الجمهورية وباسندوه إلى رئاسة الحكومة واللواء محمد ناصر أحمد إلى وزارة الدفاع وهؤلاء كانوا بعيدين عن معاناة الناس ودعموا كثيرا من الفاسدين وتركوهم في مؤسسات الدولة, فكثير من مؤسسات الدولة يديرها فاسدون والرئيس يرفض أن يعين أي أحد بدلا عنهم, بل تعمد إقصاء أبناء المناطق الشمالية الناجحين والكفاءات من وظائفهم, وترك الفاسدين, فهل يعقل في اي دولة في العالم أن تبقى 30 من سفاراتها في الخارج من دون سفراء وبلا أي مبرر بذريعة أن الرئيس لا يثق في الشماليين وهذا استنادا الى نقل عنه, والذي لا يعلم فليعلم أن أسلحة ما كان يسمى الحرس الجمهوري شحنت من صنعاء إلى قاعدة العند جنوب البلاد, ووزعت على قيادات جنوبية وعلى ما تسمى باللجان الشعبية التي كانت مهمتها في الأصل محاربة "القاعدة" رغم أن هذه اللجان لم تفعل شيئا, بل الهدف من إنشائها أن تكون جيش الجنوب المقبل بهدف فصل الجنوب عن الشمال, فهادي يسعى إلى تقسيم الشمال إلى أقاليم بعد أن كنا نخشى من انفصال الشمال والجنوب.

  إذا ما خرج مؤتمر الحوار بدولة اتحادية والتمديد لهادي هل ستتغير خارطة عملكم وفقا لتلك النتائج?

- الحراك الشمالي خرج إلى العلن من رحم المعاناة التي يعيشها أبناء المحافظات الشمالية, وهدفنا الاستمرار في تحركاتنا وأنشطتنا وفعالياتنا حتى نزيل ذلك الظلم الممارس على أبناء الشمال, وايقاف الممارسات الابتزازية من قيادات الحراك الجنوبي والهدر والنهب لإمكانيات الدولة, والعمل على توقيف العابثين بأمن وأمان الوطن, وترسيخ قيم العدالة والمساواة والحكم الرشيد, كما أننا سنسعى الى منع التمديد لهادي, لخطر ذلك التمديد على حاضر ومستقبل اليمن.

وإن تم التمديد فسنعمل على مواجهة هذه الكارثة بأدوات وأساليب سلمية مناسبة.

  لماذا رفض التمديد لهادي وكان الرضا لصالح في أن يحكم 33 سنة ?

-  اليمن لم يخرج بثورة في فبراير وقدم شهداء من أجل أن تكون هناك نسخة باهتة وسيئة من النظام السابق نحن طمحنا وضحينا بالغالي والنفيس من أجل الخروج من ذلك الوضع وحكم اليمن بدولة مؤسسات. الآن نحن نعاني من حكم أسوأ من حكم صالح, نحن نمر بمرحلة إفقار ونهب لمؤسسات الدولة وفساد توسع أفقياً ورأسياً بصورة لا يوجد لها مثيل, حتى إن الأمين العام للحزب الاشتراكي الأستاذ ياسين سعيد نعمان قال إن الفساد كان في السابق بأدب أما الآن فالفساد بقلة أدب, فهادي وحكومة الوفاق فشلوا في تحقيق أي إنجاز في الواقع, وصار البلد في وضع لا نحسد عليه, والحقيقة لست متفائلاً لأي من هذه الحلول, لا فدرلة ولا أقلمة ولا تمديد بل سيبقى الجرح نازفا ويجب علينا أن نواجه موضوع القضية الجنوبية بأمرين, إما قيادة سياسية غير عبد ربه منصور وتشكيل لجنة محايدة من الشمال والجنوب وبرقابة مجلس التعاون الخليجي للنظر في هذه المظالم التي يقولون إنها مظالم ويبحثونها وينصفون أي مظلوم وتكون وحدة كما كنا في السابق, أو إذا وصل إخواننا الجنوبيون إلى قناعة كاملة في أنهم يريدون انفصالا فلنتركهم يذهبون ونواجه هذا القدر, أما بالنسبة الى حراكنا فهدفنا ألانرجع إلى الجمهورية العربية اليمنية وإنما سنظل باسم الجمهورية اليمنية وهم يقولون أنهم سيذهبون إلى دولة الجنوب ولكن بعد فشل الحوار سننادي وسنطلب منهم إما أن يعلنوا أنهم يمنيون ويظلون معنا يمنيين بالهوية اليمنية أو أنهم لايريدون الهوية اليمنية ويريدون الهوية الجنوبية, فإما أن يرحلوا إلى دولة الجنوب التي كانت على حدود ما قبل العام 1990 أو أن يظلوا في دولة الوحدة ولهم مالنا وعليهم ماعلينا أو يبقوا في صنعاء لكن سيكونون لاجئين مثلهم مثل أي لاجئ في الجمهورية اليمنية.

 

  هل يراد استبعاد هادي من التمديد والمجيء بنجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح إلى سدة الحكم ?

- لا, فقد أبلغت حزب " المؤتمر الشعبي العام " إذا كانوا يعولون على أحمد علي عبدالله صالح فهم يسيرون عكس التيار, فنجل صالح شخصية ضعيفة ولا يتمتع بصفات قيادية, وبالتالي فلا مستقبل له في اليمن, فنحن مع انتخابات نزيهة يصل عبرها إلى الحكم من يصل أما الوجوه التي أساءت إلى اليمن فلن نرضى بها مجدداً واليمن ليس حلبة تدريب وتجريب.

  هل أصبح اليمن تحت الوصاية الدولية ?

- بالمبادرة الخليجية وضعنا أنفسنا تحت الوصاية الدولية, ونحن راضون بذلك, مادامت هذه الوصاية ستخرجنا من أزمة, إلا أن الرئيس هادي وحكومة الوفاق  فشلوا في تحقيق أي تقدم باتجاه الخروج من تلك الوصاية, بل إنهم استمرأوا الوضع والدعم العربي والدولي لهم, في تحقيق مكاسب شخصية وحزبية ليس إلا, وإدارتهم الفاشلة للبلاد فاقمت الوضع وشجعت دولا معادية لليمن بالتدخل السلبي في شؤوننا, ما هدد الأمن والاستقرار في البلد, كما أن التدخلات الدولية المباشرة والواضحة والمبالغ فيها, أوجد حالة سخط وغضب شعبي على هادي وحكومة الوفاق, وفقد الناس الثقة في هؤلاء وهذا في حد ذاته خطير جداً على الوضع الداخلي في البلد, وأي تمديد لهؤلاء سيخلق حالة من الغليان والسخط والرفض الشعبي, ما قد يفجر الأوضاع الداخلية.

  ما مشروعكم لبناء دولة ?

 - من وجهة نظري لن يكون هناك مشروع دولة وفق المعطيات التي بين أيدينا فإذا لم نحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً ونضمن العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية للجميع, والقيادة الكفؤة للبلاد من دون فساد بعيداً عن المحاصصة الحزبية والولاءات الأسرية والعشائرية, فلن تكون هناك دولة, وبالتالي فالبدء بحل القضية الجنوبية بشجاعة, اما الاستمرار بوحدة عادلة, أو ترك الإخوان الجنوبيين يكونون دولتهم الجنوبية بعيداً عن الجمهورية اليمنية والشعب اليمني الصامد, وبحل ذلك الملف سنتفرغ للقضايا الأخرى مثل بناء مؤسسات الدولة بأسس صحيحة وعلمية وإعادة بناء الاقتصاد المنهار ومؤسسات الدولة المشلولة والضعيفة نتيجة المماحكات السياسية وسياسة الابتزاز التي مارسها الإخوان الجنوبيون منذ تحقيق الوحدة.

عدن الغد/نقلا عن  السياسية