اليمن : 300 مدرس لا يقرأون ولا يكتبون
مئات المدارس في اليمن ليس لديها مبان، وآلاف الطلاب يدرسون تحت الأشجار وعبارات السيول الفارغة، ويحدث كثيرا أن تمشي الأبقار وسط الطلاب الذين يكتفون بالابتعاد عنها قليلا وعيونهم مشدودة نحو المدرس وهو يشرح الدرس، فالأمر أصبح روتينياً لديهم، إضافة إلى أنهم يدرسون في ممر خاص بـ"الرعيان" أو عبارات السيول التي تمنحهم إجازات إجبارية عندما تهطل الأمطار.
أمر كهذا ليس مستغرباً، كما أن اليمنيين لم يستغربوا أيضاً عندما كشف وزير التربية والتعليم أن 301 مدرس لا يعرفون القراءة والكتابة، وأن الآلاف يحملون شهادات مزورة وليسوا مؤهلين للتدريس.
وأضاف الوزير أن 40 ألف مدرس يمني يعيشون خارج اليمن، يتقاسمون رواتبهم مع مدراء المدراس.
يقول صادق الوصابي الذي يعمل على إعداد تحقيقات صحفية لمنظمات دولية، إن تطوير التعليم لم يكن يوماً من أولويات الحكومات المتعاقبة التي اعتمدت سياسة التجهيل وتقويض العملية التعليمية "هناك حديث عن التزام حكومي في هذا الجانب، لكن هدفه تلميع صورة الحكومة أمام الجهات الداعمة التي تشترط أن يكون دعم الحكومة للتعليم من أبرز شروط الحصول على دعم".
ويرى سامي الحميري في حديثة لـ"إرم" بأن الحزبية طغت وفرقت الناس وعلى راسهم صناع الوعي والتغيير وهم المعلمون، فهم لا يجدون عائداً مادياً من التدريس، بالإضافة إلى راديكالية التعليم ونمطيته وفقدان المعلمين لوسائل التدريس الحديثة، إلى جانب الأسر التي لم تعد تؤمن بجدوى التعليم، وفقر البلد والبيروقراطية الشديدة وطول المعاملات، في ما لو أراد أهل الخير بناء المدارس...كل هذا أثر على التعليم في اليمن".
وحمل الطالب فاروق رشاد النظام السابق المسؤولية عن تدهور التعليم، وقال إنه مارس سياسة ممنهجة ضد التعليم من أجل تفشي الجهل والبقاء في السلطة
ولم يبرئ رشاد الطالب والأب "هناك أسر محتاجة تدفع ابنها للعمل، أيضا قرب بلادنا من البلدان النفطية الثرية شجع الكثير من الطلاب على الهروب قبل إكمال تعليمهم واستعجال أرزاقهم، ويبررون ذلك بما يعانيه خريجو الجامعات من بطالة، والملفات المتراكمة في وزارة الخدمة المدنية لسنوات".
*من سفيان جبران