المخدرات ..عدن على موعد يومي بجريمة جديدة ..منهجية في إغراق عدن بهذه الآفة المدمرة
يكاد لا يمر يوم الا ونسمع عن جريمة تهز مجتمعنا الجنوبي حتى ان مسامعنا قد الفت اخبار جرائم القتل والاغتصاب والتقطع والسرقة الى اخر مافي قائمة العار الدخيله التي تلحق وتشوه بصورة المجتمع الذي عرف بالسلم والفضيلة فبعد جريمة الاغتصاب الجماعي التي تعرض لها شاب لم يكمل عقده الثاني في قلوعة عدن من قبل مجموعة من الشباب المدمن على تعاطي الحبوب المخدرة مع القات وما اكثر امثال هؤلاء في عدن
حتى افقنا على جريمة قتل صالح الناخبي في ال١١ من هذا الشهر
صالح عاد من بلد الاغتراب في المملكة السعودية لتزويج أخيه ويكتشف بعد عودته ان اخوه اصبح مدمناً لهذه الآفه التي جعلت هذا الاخ المدمن يسترخص حياة اخوه الاكبر ويقتله !
جرائم تدق ناقوس خطر المخدرات والحبوب المنتشرة بمسميات عدة على المجتمع ، بداية الإدمان تبدأ من أكشاك التمبل في الاحياء الشعبية لعدن حيث يتناول الاطفال والمراهقين مادة مخدرة تسمى الزرده وهي مادة مصنوعة من اوراق التمباك الهندي وتضاف الى التمبل ويتعاطاها الشباب والاطفال وتتسبب في امراض سرطانية واتلاف للاسنان واللثة وتؤثر تاثير كبير على الدماغ يبدأ أطفالنا وشبابنا بالأدمان عليها ثم ما نلبث ونجدهم من مدمني المخدرات بعد ان يتدرجوا صعوداً في سلم الإدمان بحثاً عن المفعول الأقوى والنشوة التي تعطيها هذه الحبوب المخدرة .
أكشاك لبيع التمبل وما خفي كان اعظم ! السلطة هنا مغيبة عن ما يحصل في ظل استهداف ممنهج وانتشار مرعب للمخدرات في عدن والجرائم التي توقظ مضاجعنا كل يوم
تجار المخدرات والأعداء التاريخيين لهذا الشعب وهذه المدينة وناسها الطيبين يعبثون في شبابنا ومسقبلنا وعلى الجميع الفزع وتحمل المسؤولية لمواجهتهم والا فان هذه الآفه ستدق باب كل اسرة لتفكك مجتمعنا المتماسك وتعبث بالقيم والأخلاق وتغيب الوعي المجتمعي عن مصلحته وقضاياه المصيرية ، فالحرب القذرة قد بدأت على عدن خاصه والجنوب عامه لإرضاخ المجتمع فيهما بعد ان عجزت وسائلهم في القمع والترهيب من تحقيق نتيجة ترضيهم او حرف إرادة هذا الشعب لمنحى يحفظ تسلطهم عليه .
المهمة الملقاة على الاسرة صعبه في ظل البطالة وسوء المعيشة وعدم وجود الدولة وسلطة الجباية التي لا يعنيها الامر
فالتهريب مازال مستمر في ظل هذه السلطة وبيع الحبوب المخدرة يزداد يوماً بعد يوم والصيدليات وعلاقتها بانتشار الحبوب المخدرة حدث ولا حرج واكشاك التمبل المشبوهة تبيع ليلاً نهاراً وهذه السلطة بأجهزتها التنفيذيه والأمنية والاستخباراتية المتعددة لا تحرك ساكناً فكل شغلها الشاغل هو ملاحقة الناشطين السياسيين وتنفيذ الاغتيالات في هذه المدينة وتلك .. فلا عجب
ونحن نفتح هذا الملف الخطير ونحاول استنهاض الهمم لمواجهة خطر هذه الآفة علينا أن نشيد بالدور المسؤول والمتميز الذي يقوم به
(مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات)
والأستاذة القديرة سعاد علوي فهي ممن كان لها السبق في فتح هذا الملف والعمل الدؤوب في مكافحة هذه الآفه الدخيلة على مجتمعنا بمجهود ذاتي لها والعاملين في المركز ورغم شحة الإمكانات الا ان ما تقوم به من خلال هذه الموسسة المدنية يستحق الإشادة ويستحق منا كمجتمع مهدد بالجريمة وشيوع الرذيله وأسر مهدده بالتفكك وافراد مهددين بالضياع ان ندعم مثل هذا العمل الخيري التوعوي والمجتمعي ونتفاعل معه وكل عمل تقوم به منظمات المجتمع المدني فهي البديل الوحيد عن الدولة الضائعة والسلطة المتفرجة
وتواصلاً لهذا العمل اقام مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات ندوة توعوية عصر يوم الثاني من يوليو في ساحة الشهداء بالمنصورة تحت عنوان المخدرات طريق الدمار وتواصلا لحملة ( لن استسلم للمخدرات .. وطني يحتاجني ) والتي دشنت في ٢٦ من شهر يونيو الماضي شاركت فيها كل من الاستاذة سعاد علوي رئيس المركز والاستاذة سلوى بريك الاخصائية الاجتماعية للمركز .
وقد تم في اطار الندوة ايضا عرض فلم وثائقي عن نشاطات المركز طيلة الشهور الماضية وفلم تمثيلي بعنوان ( الى اين .. ؟ ) تمثيل واخراج المبدع الشاب خالد عصام نال استحسان الجميع
التوعية بخطر المخدرات والمشاركة الفاعلة فيها هي الخطوة الاولى في طريق تحصين المجتمع
من هذه الآفه الهادمة لأنسانية المجتمعات فالمتضرر الوحيد هو أنا وانت وهذه الاسرة وتلك والمسوولية تقع علينا جميعاً في مواجهة هذ الخطر في ظل سلطة متفرجة ودولة غائبة