قبيلة العييرة بطور الباحة في بادرة جديدة تجدد عقدها الاجتماعي ..وتنبذ ظاهرة الثارات والفوضى

قال تعالى " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ، كما قال تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" . صدق الله العظيم ، انطلاقاً من هذه المبادئ السامية في الدين الحنيف ، اجتمعت قبيلة العييرة احدى قبائل الجرابي في وادي معادن بطور الباحة منطقة الصبيحة  يوم الجمعة 14 يونيو من العام 2013 الموافق 5 شعبان 1434هـ ، وأقرت تجديد العقد الأسري والاجتماعي  للقبيلة ، وفق متطلبات الدين والعرف بهدف لم الشمل وتوطيد أواصر الألفة والمحبة بين ذوي القربى ، كما  نصبت وبالأغلبية الشيخ: أنور أحمد محمد الزنيط العييري شيخاً عليها ، وممثلاً عنها أمام جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية ، ومسؤولا عن شؤون القبيلة وحل مشاكلها ، والعمل على توطيد العلاقة بين ابناءها ، واقسموا وتعاهدوا على السمع والطاعة بما لا يضر بمبادئ الدين والعرف ، ولا يخل بالنظام والقانون، وتوطيد العلاقة فيما بين فخائذها وافرادها ، وتم الاتفاق على مبادئ أساسية لا حياد عنها لتوطيد هذا العقد الاجتماعي ومن ابرزها عدم الاعتداء علي أي شخص أو قبيلة ظلماً ، وجوراً ، ومن فعلها من ابناء القبيلة وجب تأديبه ، واحالته الى السلطات في حال أضر بالآخرين واستدعى الأمر ذلك ، بالإضافة الى نبذ العنف ، والثأرات ، وعدم الانجرار الى مسبباتها ، والعمل مع القبائل الاخرى المجاورة على التعايش السلمي ، وحل الاشكاليات والعوامل التي قد تشكل بذرة لظاهرة الثأر التي اصبحت سمه من سمات قبائل الصبيحة ، كما اتفق ابناء القبيلة على  الالتزام بقانون الدولة ونظامها ، وعدم الاضرار بالصالح العام ، أو المساعدة والاشتراك من قريب أو بعيد في الاضرار بالصالح العام حتى لا نكون جزءاً من أي فوضى خلقتها مرحلة معينة ، وتم الاتفاق الى العمل وفق متطلبات المدنية في التعايش مع الآخرين ، ونبذ الهمجية العمياء التي لا يقرها الدين ، ولا العرف القبلي الحقيقي . فليست القبيلة هي حمل السلاح والتعصب الأعمى ، فالقبلية مفهوم أسمى من ذلك  .

جاءت هذه المبادرة تماشياً مع الوضع الراهن ، وغياب سلطة القانون بالشكل الذي يضمن احقاق الحق ، كما أن مشكلة الثأر أصبحت ظاهرة مؤرقة لكل قبائل الصبيحة ، ومن هذا المنطلق تم الاتفاق على اختيار الشيخ كشخصية مثقفة ولها حضور اجتماعي وقبول في جميع الاوساط ، ومن فئة الشباب الذي يملكون أفق واسع في التفكير والنظر الى الأمور بشكل يتناسب مع التغييرات في جميع نواحي الحياة ، يشار إلى أن القبيلة اجتمعت عدد من الاجتماعات بكل فخائذها للوصول الى هذه الرؤية التي اشاد بها الكثير من  الاعيان والشخصيات الاجتماعية والثقافية ، والقبائل المجاورة في نفس المنطقة الذين طلبوا تعميمها على جميع القبائل ، مع العلم أنه لأول مرة تجتمع القبيلة بجميع فخائذها المتواجدين في طور الباحة وخارجها منذ أكثر من خمسون عام تقريباً.

نقلا عن عدن البوم الورقية