شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

السلطات اليمنية تنتصر اعلامياً بحملتها العسكرية ومصادر القاعدة تحتفي بموقعة غيل باوزير

عدن اليوم/خاص/تقرير :خالد الكثيري | السبت 22 يونيو 2013 12:06 صباحاً

بعد ان تصدرت السلطات اليمنية على المشهد الاعلامي الدولي برحى الحملة العسكرية المدرعة بالمصفحات والأطقم العسكرية والمروحيات خلال اقتحاماتها المباغت لكثير من مزارع المواطنين الواقعة في منطقة السفال بضواحي مديررية غيل باوزير لما قالت انها اوكاراً تأوي عناصر تابعة للقاعدة المفترضة وكما كان عهدها تلك السلطات اليمنية احتفائها اعلامياً بطبول الحرب على القاعدة في كل حروبها وحملاتها التي كانت تخوضها بالعديد من المدن الجنوبية خاصة بذريعة ملاحقتها لعناصر القاعدة المفترضة وتماماً كانت حملة الغيل كذلك ..

كانت مصادر السلطات اليمنية تحتفي اعلامياً بنجاح الحملة التي نفذتها تحت أسم (عضة الاسد ) بمقتل سبعة من قيادات وعناصر القاعدة وجرح عدد كبير بحسب الرواية الرسمية والتي لم تشر إلى أي اسماء للقتلى والجرحى خلال حملتها تلك التي استخدمت فيها المصفحات والمدرعات والأطقم العسكرية والمروحيات لمداهمة ما اعتبرتها اوكارا تابعة للقاعدة المفترضة في منطقة المزارع بغيل باوزير ، كما اشارت المصادر الرسمية إلى ان الحملة العسكرية تمكنت من تدمير مخازن للأسلحة واستولت على عدد من الأطقم والمتفجرات والدراجات النارية .

عدا ان المصادر عن القاعدة نفت مقتل سبعة من عناصرها في تلك الحملة وكشف الصحفي عبد الرزاق الجمل المعروف باطلاعه على شؤون تلك الجماعات نقلاً عن مصادره المقربة منها إلى انها ( كانت على علم بقدوم الحملة العسكرية التي دخلت غيل باوزير من الجهة الشرقية والشمالية ، وهي مناطق ريفية كثيفة الأشجار، لهذا كُسرت الحملة بسهولة، رغم تدمير الجيش لعدد من مزارع المواطنين ).

وقال الجمل بنفس منشوره بصفحته على فيسبوك ان ( الحملة العسكرية ضمت ما يقرب من عشرين طقما ومدرعات بالإضافة إلى طائرتين حربيتين، وبعد المقاومة الشرسة وصلت تعزيزات مكونة من دبابات ومدرعات وطائرات حربية، ثم وصل الطيران الأمريكي من دون طيار في منتصف المعركة ) .

واشار الجمل إلى ان مصادر مقربة من القاعدة حد تعبيره ( تقول إن أحد مقاتلي التنظيم قُتل، وليس سبعة كما ادعت بعض وسائل الإعلام ) وأضاف ( أما من الطرف الآخر فقد قُتل قائد الحملة العسكرية وآخرين، بالإضافة إلى وجود إصابات كثيرة في صفوف قوات الجيش وخسائر في العتاد ) .

واضاف عبد الرزاق الجمل موضحاً في نص منشور آخر بقوله ( خطة الجيش لم تنطلي على أنصار الشريعة في غيل باوزير، ولهذا :1ـ واجهوه على مشارف المدينة ثم انسحبوا بعد مقتل قائد الحملة. 2 ـ لم يدخلوا المدينة ويعلنوا السيطرة عليها بعد انسحاب قوات الجيش، لأن هذا هو ما كان يريده الجيش، على ما يبدو، لتبرير حملة عسكرية كبيرة قادمة ) .

افادات الصحفي الجمل عن مصادره المقربة من تلك الجماعات التي نفي ان يكون لتواجدها بمدينة الغيل للعنف بقوله ( يشنون حملة على غيل باوزير، لوجود نشاط دعوي للقاعدة هناك ) وجل افاداته تلك انطبقت مع الحصيلة التي اوردتها عدد من المصادر الصحفية عن تلك الحملة والتي تمحورت على تأكيد ( مقتل قائد العملية العسكرية وجرح عشرة أخرين من عناصره كذلك أحراق طقمين مما استدعى دخول قوات عسكرية مكونة من دبابات ومصفحات وأطقم عسكرية مع غطاء جوي من ثلاث طائرات مروحيه قصفت المنطقة بعنف، وقد قتل شخص من أبناء منطقة الصداع يدعى محمد سالم باجليدة وجرح أخر من جراء تلك الاشباكات العشوائية ، كما شوهد خروج القوات العسكرية عند الساعة الحادية عشر و النصف ولم يتم معرفة مدى نجاح أهداف هذه الحملة )

حضرموت بين انصار الشريعة وانصار الشرعية

تتداعى بعض الأصوات بضرورة إنشاء اللجان الشعبية لمواجهة على أثر ما جرى بمدينة الغيل ومنها اعلان القيادي بالحركة الاحتجاجية الجنوبية الشيخ أحمد با معلم رئيس مجلس حراك محافظة حضرموت ( تيار البيض) إلى ان التحضيرات جارية لتشكيل اللجان الشعبية في مديريات حضرموت وكتب بصفحته الرسمية على فيسبوك ارتفعت العديد من الاصوات التي تستبعد استساغة هذا الخيار في حضرموت وبعض الاصوات التي تذهب إلى التحذير من انجرار الحراك الجنوبي في حضرموت إلى خيار اللجان الشعبية منطلقة من اختلاف الظروف ما بين محافظة أبين وحضرموت ،

الناشط الاعلامي المعروف أبو صبري الحضرمي يُعقب على دعاوى تشكيل اللجان الشعبية بالنص : ( أي لجان يتحدث عنها الشيخ أحمد با معلم !؟ والذي بدأ بتشكيلها في هذه الأثناء !؟ وهل ينفع الطعم تحت العقبة ؟! ليست هناك لجان شعبية مسلحة بالقوة التي يجب أن يكون قوامها .. هناك أشخاص مسلحين بلا تدريب ولا تنظيم ، لا تقلقون الناس التي فقدت الأمان .. ولكنها لم تفقد الإيمان بخالقها . ولا تورطون الشباب في شيئ لا يحمد عاقبته ! لماذا نعطي ذريعة لهذه القوات الغازية والمحتلة . ونرجو عدم الدخول في أتون صراع لا ناقه لنا ولا جمل فيه ! لأنه مخطط لادخالنا في نفق التدمير والقتل .. وأبينة حضرموت وإقامة الحجة المفتعلة لكي ننجر وراء مخططات وسيناريوهات الاحتلال وعصاباته الإجرامية ! ومع من يخطط له في الخارج !

 

أضاف الحضرمي ( إني - كمواطن - أنصح أهلنا في حضرموت وخاصة مديريتي غيل باوزير والشحر أن لا يغادروا بيوتهم مع ممارسة حياتهم اليومية .. وألا يقدموا على تشكيل اللجان الشعبية ، فإن تلك العصابات تنتظر مثل هذه المظاهر المسلحة لكي تكون لهم ذريعة للتدمير وقتل الأبرياء ! فقط من حقهم الدفاع عن أنفسهم في بيوتهم وعليهم المراقبة والحذر والتواصل بينهم البين .. وكشف مسرحيات هؤلاء الأنذال والرجاء إلى الله بدعائهم ، وليستمر نضالنا السلمي حتى تتوفر الظروف الملائمة لحل قضيتنا ) .

وفي مداخلة الصحفي والناشط علي ناجي سعيد من محافظة الضالع اشار قائلاً ان (هذه اللجان كان يفترض تشكيلها مباشرة منذ خروج القاعدة من ابين منتصف العام الماضي خاصة بعد نجاح تجربة اللجان في لودر بمواجهة انصار الشريعة والانتصار عليهم ، وكان حينها على قوى الحراك بحضرموت بالذات ان تشكل تلك اللجان خاصة والاحتلال قد اعلن حضرموت هدف لهذه القوى والتي يقف خلفها, لكن لم يتم اخذ اي خطوات جدية من قبل الحراك رغم تصاعد وتيرة الاغتيالات , حتى بعد اعلان وزارة الداخلية في 23مايو من الشهر الماضي سقوط عدد من مدن حضرموت بيد القاعدة كان تعامل تلك القيادات سلبي في مسارعتها إلى النفي ولم تأخذ بيان الداخلية على محمل الجد متناسية او قد تكون جاهلة إلى كون هذه البيانات لا تصدر عفويا ولنا في الجنوب وبالذات في ابين وشبوه تجارب مع مثل هذه البيانات والتي ينفذها على الواقع ) . وتوج الزميل ناجي مداخلة بقوله ( انا اعتبر ان الدعاوى لهذا التشكيل في هذا التوقيت المتأخر مجرد دعاية اعلامية لتأكيد الحضور والتفاعل السريع مع هذه التطورات ولن يتعدى ذلك اي فعل جدي وحقيقي مع هذه الجماعات على الواقع )

منظومة مجتمعية عامة وحراسات وليس لجان شعبية

الاستاذ عبدالعزيز با حشوان رئيس مجلس حراك محافظة حضرموت ( تيار با عوم ) دعا إلى إعادة تفعيل الحراسات الشعبية على مستوى الأحياء السكنية في جميع مديريات المحافظة وإعادة انشاء مجالس ذات مرجعية اهلية تشارك فيها جميع البيوت السكنية على مستوى الأحياء والمديريات تتولى مهام التنسيق لأعمال الحراسات الشعبية من الاحياء إلى المديريات إلى أعلى مركز بالمحافظة وعلى ان تتولى هذه المجالس الجهود المجتمعية العامة ولا تغفل عن مهام التوعية .

وطالب با حشوان مشدداً على ضرورة ايلاء أهمية قصوى بتفعيل الدور المجتمعي العام الذي لا يستثني احداً ولا يميز أحد وبما يساعد تلك المجالس على بناء منظومة من الجهود التكاملية بما فيها جهود التوعية ورفع مستوى الحس واليقظة الأمنية والوقوف على كل ما من شأنه ان يحصن بنية المجتمع وسبل أمنه واستقراره ، مؤكداً على ان لا شك ان للسلطات اليمنية التي وصفها بالمحتلة مآرب ومخططات تنسجها اجهزتها المشبوهة للنيل من استقرار المجتمع بحضرموت خاصة الآمنة المستقرة بطبيعتها .

كما استوقف با حشوان امام مسألة اللجان الشعبية للحراك الجنوبي لئلا تكون في طياتها مفاهيم ومهام مفخخة لا تخلو من احتمالات استدراج السلطات اليمنية للحراك الجنوبي إلى مربعات أخرى غير محسوبة عواقبها بهذه اللحظات الانفعالية الآتية خيار الأقبال عليها بأثر احداث غيل باوزير . ولم يستبعد با حشوان ايضاً احتمالات ان تكون للسلطات اليمنية مآرب لجرجرة الحراك الجنوبي إلى صراعات مع قوى اخرى الكثير من المؤشرات تميل إلى كون جرجرة صراع السلطات اليمنية مع هذه القوى إلى مناطق ومدن الجنوب كان من ضمن مآرب وصنيعة السلطات اليمنية نفسها .

إلى ذلك تذهب العديد من القيادات والناشطين مُحذرين من مغبة الانجرار دون روية إلى ما يمكن اعتبارها من ضمن المخططات التي رسمتها السلطات اليمنية في محاولة منها لتجيير الحراك إلى مربعات قد تحفها المخاطر الغير محسوبة ،

الشيخ علي بن محمد برقعان إمام وخطيب الجمعة بمسجد با هارون بغيل با وزير محافظة حضرموت تطرق في خطبة الجمعة إلى : ( إن ما يجري في بلادنا هذه وفي غيلنا خاصة فتنة عظيمة وطامة كبرى وأنها مؤامرة لجر بلادنا إلى أتون الاقتتال فيما بيننا، فنرى القنوات اليمنية و المواقع الشمالية على وجه الخصوص كلها تريد الشر لحضرموت والغيل على وجه الخصوص لا يريدوا لنا أمناً و لا استقراراً ولا تنمية، ويحبون أن ينقلوا الحرب إلى عندنا كما نقلوها إلى أبين وغيرها من مدن الجنوب على وجه التحديد ) ، واضاف الشيخ برقعان مشدداً على ضرورة التحرك السريع و الجاد لإيقاف هذا القصف غير المسؤول الذي يراه ( سيروح ضحيته المواطنين الأبرياء الذين يمشون في حاجاتهم وفي أسواقهم و الآمنين في بيوتهم ) توجه بالنصح إلى الشباب قائلاً : ( إلى إخواننا الشباب وأبناءنا في الطرف المقابل ألا ينجروا إلى هذا المربع الخطير الذي يراد لهم ويجنبوا بلادهم وغيلهم الهادئة الوديعة غيل العلم هذه الفتنة، وأن يستفيدوا مما حصل في البلدان الأخرى سواء في الداخل أو الخارج من التدمير وأن ما حصل في أبين ليس ببعيد، كما حذر فضيلته من خطورة تشكيل اللجان الشعبية لأن هذا المطلب هو مطلب القوى المتصارعة وعلينا ان النأى بأنفسنا من هذا المنزلق الخطير لأن فيه فتنة عظيمة وخطراً مستطيراً وشراً عرضاً لا نجد عقباه وسيستمر الشر كما هو حاصل في وجه البلاد طالباً منهم التعقل للذين يدندنون حول هذا المسلك ) .

وفي اجتماع اللجنة المنبثقة عن اجتماع أهالي مدينة غيل با وزير قال الشيخ علي بن سالم با وزير : ( تفاجئنا بدخول القوات من غير سابق سبب او انذار ونسأل الله أن يخرجنا من هذه الأزمة في أحسن حال وأن بلادنا مرت بعدة أمور واضطرابات من الجهة الأمنية من سلسلة الاغتيالات التي طالت الكثير من الكوادر الجنوبية وما حصل مؤخرا من نشر شعارات القاعدة ثم أشيع عبر القنوات الرسمية بأن غيل با وزير سقطت في أيدي القاعدة وكأن هناك مؤامرة كمن يريد عذراً - هدف ما لغرض ما - ) ، ومضى با وزير مضيفاً : ( وتفاجئنا بدخول القوات من دون سابق إنذار وبالطيران والمدرعات و المدفعية وضرب المزارع ، وهل هناك فعلا حصلت مصادمات أو إنما القضية تمثيلية من جراء الانشقاق في اللواء 27ميكا وتم نقل المصابين في ذلك الانشقاق لمستشفى الغيل وكأنهم قدموا من جراء المواجهات من منطقة السفال لغرض التمثيل ، مستغربا أين القتلى من القاعدة وأين الأسلحة التي تم ضبطها !! مشيرا إلى أن هناك من ينفي من الحراك الجنوبي وجود عناصر أنصار الشريعة وأن الدولة أرادت أن تضرب هذه البلدة وعذرها القاعدة وأن هناك متعاطفون مع هذا التيار ونعترف بذلك و الفكر موجود والدليل الاغتيالات التي حصلت والمواجهات بين الشرطة والشباب المنتمين وهم معروفين عند الدولة وعند عامة الناس وأوكارهم معروفة ويمتلكون الأسلحة و السيارات ويجيبون البلاد طولا وعرضا والأمن نراه مكثف ، فلا الدولة مكنت الأمن لكي يقوم بدوره ولا مكنت الناس ليقوموا بحماية أنفسهم والمجلس المحلي مشلول الصلاحيات ) .