شركة عدن للأمن والسلامة

  

تقارير
اقرا ايضا

نداء إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب .. السلطات اليمنية ماضية نحو ابينة حضرموت

عدن اليوم - خاص - خالد الكثيري | الأربعاء 12 يونيو 2013 10:34 مساءً

في خضم حالة الارباك التي خلقها مركز الاعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية واعلانه رسمياً لمؤشرات اعتبرهامؤكدة على عزم جماعات ينسبها إلى تنظيم القاعدة لإعلان إمارة اسلامية بحضرموت نشرت صحيفة صدى عدن الأسبوعية تحقيق صحفي بصدر عددها الصادر الاربعاء الماضي مع تزامن هذه الانباء التي تناقلت دولياً مع تزايد اعمال الاغتيالات للضباط التي ارتفعت وتيرتها نسبياً حتى وصلت للحد المروع للسكينة العامة للمدنيين في سيئون حاضرة وادي حضرموت التي كانت احدث ساحة لتنفيذ عمليتي اغتيال في سويعات يوم واحد أمس الأول السبت الموافق 1 يونيو 2013م راح ضحيتها عقيد بالقوات الجوية برصاص مجهولين بدراجة نارية وسط السوق العام ومدير أدارة البحث الجنائي بوادي حضرموت العقيد عبدالرحمن باشكيل بعبوة ناسفة زرعت بسيارة خاصة كان يستقلها .

وجه ناشطون نداء إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي : " كثرت في الاراضي الجنوبية تنظيمات تقوم بأعمال قتل وابتزاز وغيره ، وتنسب اعمالها بانها من تشكيلات تنظيم القاعدة في بلاد اليمن ! في الوقت الذي لم نسمع البته منكم ، كما في الدول الاخرى، عن اي بيان صحفي الكتروني في مواقعكم، يثبت تبنيكم لهذه العمليات، او ينفي تورطكم بها.. ولهذا، نود منكم توضيحا صريحا، حتى نتمكن من فهم ما يجري " .

جاء ذلك في أعقاب الحملة الاعلامية التي يتناقلها الاعلام الدولي عن اعتزام تلك الجماعات التي تُنسب إلى تنظيم القاعدة للإعلان عن اقامة امارة اسلامية ببلدة غيل باوزير القريبة من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت كبرى المحافظات الجنوبية ، وتؤكد جميع المصادر التي تتناقلها تلك الانباء على ان مصدرها الاصلي وارد عن المصدر الرسمي للإعلام الأمني الناطق باسم وزارة الداخلية اليمنية . ويعتبرها المراقبون ثبوت لواقعة العزم الرسمي المسبق لإثارة هذه الحملة الاعلامية التي تتناقل على نطاق واسع اعلامياً وتربك حالة الامن والسكينة العامة للسكان المحليين وتثير العديد من المخاوف دولياً .

الصوملي وبيان مركز الاعلام الأمني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتداول المراقبون المحليون العديد من الحيثيات التي يرونها مؤشرات على اعتزام السلطات اليمنية للتمهيد لابينة حضرموت بتسليمها إلى جماعات ما تسمى أنصار الشريعة التي يُنسبها إلى تنظيم القاعدة على غرار تسليم محافظة ابين لهذه الجماعات وما ترتب على ذلك من شيوع القتل والتدمير بمدائنها وتشريد سكانها ، ويُعتبر إعلان مركز الإعلام الأمني الناطق باسم وزارة الداخلية اليمنية عن اعتزام هذه الجماعات لا قامة أمارة اسلامية بحضرموت وما اعقبه من الحملة الاعلامية لتناقل الانباء على نطاق واسع ايذاناً رسمياً لاقتفاء أثر تلك المؤشرات والاستدلال على وقائع التمهيد لهذا المخطط الرامي إلى ابينة حضرموت .

وفي استفحال الانفلات الأمني منذ وقت مبكر والتي كانت تتزايد وتيرتها من عام لآخر حتى غدت عمليات الاغتيال للقيادات الأمنية والعسكرية بأوساطها الجنوبية خاصة تفوح بمخطط يحقق غايتين بهدف واحد منها استثارة قلق المجتمع الدولي جراء الترويج لتركز نشاط الجماعات الاسلامية المزعومة انتسابها لتنظيم القاعدة على أراضي الجنوب ، إلى جانب حرص السلطات اليمنية على تصفية وافراغ الجنوب من قياداته العسكرية وكوادره الأمنية حتى غدت الاغتيالات ظاهرة متواصلة بشكل شبه يومي بحضرموت خاصة بالتزامن مع ما قبل وما بعد الاعلان عبر مركز الاعلام الأمني رسمياً عن اعتزام هذه الجماعات على اقامة أمارة اسلامية بحضرموت .

وتأكيدات السكان المحليون عن حركة نشطة لرحيل الجنود والقيادات الأمنية ومغادرتها لمدينة الشحر ثاني أكبر المدائن الساحلية بمحافظة حضرموت والتي يفرض تأمينها من قبل الوحدات الأمنية الوافدة من اليمن الشمالي بما جعل المدينة مصابة بالشلل الامني التام ولم يتبقى من قوات الأمن العام في المدينة سوى 15 جنديا من ابناء المنطقة تتوزع مهامهم على الاحوال المدينة والبحث الجنائي والامن العام ومعظمهم لا يرابطون في مقراتهم "بحسب المصادر".

كما ان الكثير من المراقبين يربطون ما بين عزم السلطات اليمنية على أبينة حضرموت منذ ان تم رفد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت (المنطقة العسكرية الشرقية سابقاً ) إلى اللواء الركن محمد بن عبدالله الصوملي الذي انتقل إليها رسمياً في 26 أبريل 2013م ، وهو اللواء " الصوملي " الذي تتهمه العديد من المصادر بتنفيذ مخطط تسليم محافظة أبين لما تسمى جماعات أنصار الشريعة وعبر احد هذه المصادر بالنص ( يعود لنا مصطلح انصار الشريعة والارهاب وما يرافقه من قتل ودمار ونزوح من جديد , تذكرنا العميد الصوملي الذي سلم ابين لانصار الشريعة ومدهم بالسلاح والذخيرة وسلم لها المعسكرات بكامل معداتها وعتادها ) .

الحرب على القاعدة والضحايا من الحراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كثيرا ما تصدح عن اليمن طبول الحرب على القاعدة لتخيم بغمامها ورعيدها على سماء الإعلام الدولي ومن المدن الجنوبية الحوطة بمحافظة شبوة ومدينة لودر بمحافظة أبين حتى نُكبت عاصمتها زنجبار ودمرت عن بكرة أبيها بجحيم الحرب التي شردت سكانها بعد شيوع القتال في اوساطها دون حساب او تمييز وقد كانت تسبقها جولات وصولات من الحملات الاعلامية التي تنطلق جذوتها الأولى من مركز الاعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية التي كانت تمتلئ الدنيا بضجيجها والتأويلات لما كان النظام اليمني يحرص على إسماعه للعالم من حروب يستنفر لها جيوشه ووحداته الأمنية ، بل وحتى سلاحه الجوي كان يستنفره ليقصف مناطق من داخل التجمعات المدنية بمختلف مناطق محافظة أبين وعلى أطرافها بدعوى الاجتثاث لعناصر القاعدة ، وغالباً ما تكون العمليات حامية الوطيس وجديرة باستحواذ الاهتمام العالمي واستثارة القلق الامريكي ، فيما لو ثبتت جدية النظام اليمني في اجتثاث عناصر من القاعدة ، غير ان مضمون وتفاصيل البلاغات والإحصائيات الرسمية التي كانت تتوالى تباعاً عن مسرح العمليات لم تكن تعكس شيئا يُذكر ليدلل على أن هذه الحروب كانت دائرة لاجتثاث عناصر من تنظيم القاعدة بحسب مزاعم النظام اليمني .

وللاستدلال على الحروب التي يشعل فتيلها مركز الاعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية والذي كانت تجتاح اوساط الاحياء السكنية واعماق المدن الآهلة المزدحمة بالمدنيين وبمختلف انواع الاسلحة بتغطيتها بأثير هذا المركز للاعلام الأمني اليمني بمثابة الغطاء الجوي .

حرصنا بوقت سابق على متابعة البيانات الرسمية الصادرة عن ميدان العمليات والتحقيق في مضامينها سعياً الى الكشف ولو لشيئ من ملابساتها وأباطيلها التي تعكس النوايا المبيتة التي يضمرها النظام اليمني تجاه الجنوب الثائر في فعاليات الحراك الجنوبي المطالبة بالتحرر والاستقلال عن الوحدة اليمنية ، اذ حرصنا حينها على التحقيق في مضامين البيانات الرسمية الصادرة عن ميدان العمليات التي دارت رحاها في مدينة لودر فحسب .

وبدءاً بالبيان الأول والمنشور بمركز الإعلام الأمني والموقع الرسمي لوكالة الانباء اليمنية بتاريخ 20 / 08 / 2010م تحت عنوان « استشهاد 11 جنديا في كمين غادر نفذته عناصر إرهابيه وخارجين عن القانون بابين » وعبارة (وخارجين عن القانون) هي إشارة الى قوى الحراك الجنوبي كما هو ثابت ومعهود عن الإعلام الرسمي اليمني ، كما يؤكد ذلك في باطن البيان والذي نص في فحواه «أنه في تمام الساعة الخامسة من عصر اليوم الجمعة وأثناء قيام مجموعة من جنود الأمن المركزي بمهامهم الأمنية الروتينية في الحفاظ على الأمن والسكينة العامة , تعرضت لعدة كمائن غادرة من قبل عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة (وبعض المتعاونين معها من الخارجين على القانون) » ، كما أن ” 26سبتمبر نت” وهو الموقع الرسمي التابع لوزارة الدفاع اليمنية ينقل عن مصادر أمنية أن «عناصر انفصالية تخريبية خارجة على النظام والقانون شاركت إلى جانب العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة» .

غير ان "وكالة فرانس برس" في سعيها كما يبدو الى التحقق من مدى مصداقية الرواية الرسمية من ميدان العمليات مباشرة حصلت على تصريحاً من مصدر (محلي) في مديرية امن لودر قال فيه: «لا نعرف ان كانوا من تنظيم القاعدة او من الحـــــراك الجنوبي»، وكما هو مُلاحظ في تصريح هذا المصدر(المحلي) وهو الاقرب التصاقا بمسرح العمليات تبدو جلية محاولته التجرد من بعض الحرج في تصريحه لوكالة فرانس برس إذ ليس باستطاعته نفي ما جاء في البيان الرسمي (الذي يُحرر من الجهات العليا ) فاكتفى بالتجرد عن تأكيد الخلط المزعوم في البيان الرسمي بين القاعدة والحـــــراك الجنوبي .

أما البيان الثاني والمنشور بمركز الإعلام الأمني والموقع الرسمي لوكالة الانباء اليمنية بتاريخ 21 / 08 / 2010م تحت عنوان « مصرع 7 من عناصر القاعدة بينهم 3 أجانب في أبين» وفي فحواه جاء هذا البيان مبهما ودون اي إشارة الى الأسماء فقط اقتصر على الإشارة الى عدد القتلى من عناصر القاعدة وان من بينهم 3 من الأجانب ودون اي إشارة الى أسمائهم ايضاً ، غير أن ” 26سبتمبر نت” وهو الموقع الرسمي التابع لوزارة الدفاع اليمنية يورد وفي نفس التاريخ 21 / 08 / 2010م ان عدد القتلى من عناصر القاعدة هو (خمسة) وذلك فيما اشار الى انه نقلاً عن تصريحات خاصة لمصادر أمنية في محافظة أبين أفادت الى «أن من بين الإرهابيين الخمسة الذين لقوا مصرعهم وتم التعرف عليه الإرهابي (حد وصف الموقع) : أدهم الشيباني» ، وفي تاريخ 22 / 08 / 2010م يُعاود موقع ” 26سبتمبر نت” النشر عن الحادثة تحت عنوان «ارتفاع قتلى القاعدة في مدينة لودر إلى 7 بينهم الإرهابي دراديش » مُشيرا الى أنه قد علم من مصادر أمنية أن عدد قتلى عناصر القاعدة في مدينة لودر بمحافظة أبين جراء الاشتباكات التي كانت قد شهدتها المدينة يوم الجمعة الماضية ارتفع إلى سبعة قتلى بينهم الإرهابي أحمد دراديش وعنصر آخر لم يتم التعرف عليه .

ثم جاء البيان الثالث والمنشور بمركز الإعلام الأمني وبالموقع الرسمي لوكالة الانباء اليمنية في 23 / 08 / 2010م معلنا عن إرتفاع عدد القتلى الى 12 شخصاً من عناصر تنظيم القاعدة الذين قتلوا خلال المواجهات في لودر وأن القتلى جميعهم من اليمنيين , وليس بينهم أي مواطن أجنبي مثلما كان يعتقد في بداية الأمر (بحسب ما نقله مركز الإعلام الأمني عن مصادر أمنية ) . وفي تصريح خاص لوكالة فرانس برس 23 / 08 / 2010م « أعلن مسؤول امني في محافظة أبين مقتل قيادي في تنظيم القاعدة يدعى عادل صالح حردبة (27 عاما) في اشتباكات جرت الاثنين بين عناصر الجيش ومسلحي التنظيم في مدينة لودر».

تلك البيانات والإحصائيات الرسمية تبددت جميعها بالوقائع الحقيقية وتأكدت من خلالها نوايا الخلط للأوراق فيها او مجافاتها للحقائق القطعية ، وفيما كان يتوالى تباعا عبر العديد من المواقع والمصادر المستقلة فقد ثبت بالمطلق ان القتيلين أدهم الشيباني (بائع خضروات) ورياض ناصروه (عامل في محل اتصالات) ــ ولم يثبت تواجد اي جثامين لغيرهم في مسرح المواجهات ــ وهما من كانت السلطات اليمنية تتداولهما بالاسم على أنهما من ضمن العناصر الارهابية التي كانت تستهدفها في عملياتها الأمنية ضد تنظيم القاعدة ، فيما قد ثبت بالمطلق ان النيران قد طالتهما بالخطأ أثناء مزاولتهما لعملهما في سوق المدينة الذي دارت فيه الاشتباكات بين الأجهزة الأمنية وعناصر القاعدة .

ويؤكد موقع ”مأرب برس” وهو يمني مستقل بتاريخ 20 / 08 / 2010م نقلاً عن مراسله في أبين أن المواطن "أدهم الشيباني" - بائع خضروات قد قتل في الاشتباكات إلى جانب "رياض ناصروه" الذي طالته نيران المواجهات وهو في محل الاتصالات الذي يعمل بداخله في المدينة ، كما أوردت” صحيفة الوسط ” وهي أهلية مستقلة أن شهود عيان أبدوا استغرابهم من اعلان الداخلية عن قتل أو اعتقال عناصر من القاعدة بينما تمت مشاهدتهم في المدينة حتى قبل يوم أمس ومن هؤلاء عماد سالم عبد ربه المشيبي ـ عادل صالح حردبة ـ دراديش .

كما تأكد كل ما سلف في بيان المرصد اليمني لحقوق الإنسان (yohr) الصادر بتاريخ 25 / 08 / 2010م . بمعنى أن اسم عادل صالح حردبة كان يُتداول كقيادي في القاعدة وما هو إلا من ضمن نشطاء الحراك وبصرف النظر عن كونه قاعدياً أو من الحراك فإن ما ثبت يؤكد أن عادل صالح حردبة وأحمد دراديش لا يزالا على قيد الحياة مما يُكذب ادعاءات السلطات بمقتلهما ، إذن فلم يتبقى من قائمة الـ (12) قتيل المزعوم رسميا بمقتلهما من عناصر تنظيم القاعدة فلم تستطع السلطات تقديم أي تأكيدات تثبت ادعاءاتها بشأنهم ولو بمجرد الإعلان عن أسمائهما .

وفي البيان الرابع والمنشور بمركز الإعلام الأمني وبالموقع الرسمي لوكالة الانباء اليمنية في 24 / 08 / 2010م فقد أعلن نائب وزير الداخلية اليمني اللواء الركن صالح حسين الزوعري عن تطهير مديرية لودر بمحافظة أبين مما أسماها العناصر الإرهابية ، غير ان الوزير ظل عاجزا ايضا عن الإفصاح عن أسماء للقتلى المزعوم أنهم من القاعدة تماما مثلما ظل العجز ملازما للبيانات الرسمية السابقة واللاحقة . كما ان إعلان نائب وزير الداخلية رسميا السيطرة على الوضع في مدينة لودر كان مجافياً للواقع ايضا حتى ان العديد من المصادر المحلية والدولية ظلت تتبادل الأنباء عن استمرار التوتر وتؤكد ان إعلان الداخلية بالسيطرة على الوضع في لودر لم يكن إلا على إثر وساطات قبلية ما بين الدولة وعناصر القاعدة وسرعان ما كانت تنهار لتعود المواجهات الى حدتها من جديد ولم تأتي متأخرة كثيرا أولى بوادر تلك الاختراقات للهدنة بل أتت عاجلة حيث نُقل عن مصادر محلية وقبلية بمحافظة أبين لـ” صحيفة الخليج” بتاريخ 26 / 08 / 2010م: «أن الاشتباكات اندلعت بعدما تراجعت قوات الأمن عن تنفيذ اتفاق مع القبائل بالانسحاب إلى أطراف المدينة ووقف القصف ضد منازل المواطنين» بل وقد ظل تواجد تلك القطعان من عناصر تنظيم القاعدة حتى بعد الانتقال لميدان المواجهات من لودر بمحافظة أبين الى محافظة شبوة واللافت في الأمر المشبوه كله في هذه الحرب المزعوم أنها تستهدف ملاحقة واجتثاث العناصر التابعة لتنظيم القاعدة هو اقتصارها على المناطق الجنوبية وكأن القاعدة توجد في الجنوب فقط أو أنه غافلاً عن كون المراكز التدريبية للقاعدة و مرجعياتها الفقهية والتنظيمية موجودة أصلاً بمناطق الشمال .

وبذلك تكون هذه الحرب قد خلت من أي ضرر يُذكر في قوام العناصر المحسوبة من تنظيم القاعدة المزعوم بملاحقتها في مدينة لودر، وكل ماثبت من الأضرار هي موجة للنزوح الجماعي من السكّان البالغ عددهم أكثر من 80 ألف نسمة إلى المدن المجاورة جراء حالة الهلع والترويع للقصف العشوائي على وسط وأطراف المدينة ، هذا علاوة على الأضرار والملاحقات التي تعرض لها نشطاء الحراك الجنوبي في المدينة حيث يؤكد مراسل "نيوز يمن" بتاريخ 22/08/ 2010م الى ان « من ابرز قيادات الحراك الجنوبي قي لودر والذين تعرضت منازل بعضهم للقصف : عيدروس حقيس، علي ناصر الشيبة، وعلي صالح الجعدمي ،وعبد الرحمن سالم وهو عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، ومحمد حسين المارمي ، ويتداول اسم عادل حردبة كقيادي في القاعدة ، ويضيف مراسل "نيوز يمن" نفسه الى أنه قد تعرضت للقصف ايضا عدد من المنازل لشخصيات من وجهاء المدينة ومنهم عبدالله الخضر عبدالله، احمد عبدربه البجيري، القاضي فيصل باقيس، العميد متقاعد صالح احمد حردبة، الدكتور الخضر سعيد، عيدروس حسين المسعودي، عبدالله عيدروس الجنيدي، علي القطيش، سالم عبدالله الموصل، ناصر عبدالله العويضاني، احمد صلاح، صالح حسين الجنيدي، هدار محمد حفيظ ». كما أن المرصد اليمني لحقوق الإنسان (yohr) في بيانه الخاص الصادر بتاريخ 25 / 08 / 2010م أورد قائمة لبعض الأسماء من الأبرياء الذين طالتهم العمليات من أهالي مدينة لودر .

ولم تأتي هذه الحروب بأي نتائج تُذكر ضد عناصر القاعدة المزعومة اشعال تلك الحروب لملاحقتها بل كل ما كان يظهر لا يدلل إلا على أن النظام اليمني يختلق منها الذرائع ويتحين الفرص ليوجه ضرباته الى مناطق ومدن الجنوب في سعية الى محاولة إلصاق الشبهات الإرهابية بالجنوب و لملاحقة ناشطي الحراك الجنوبي وجماهيره الثائرة ويكون بذلك مستعيناً بالتأييد الدولي الذي يكسبه تحت غطاء ملاحقته لعناصر القاعدة ، وما كانت هذه المجازر في لودر الأولى التي يقترفها بحق الجنوبيين بل اقترف من قبلها الكثير من المجازر في العديد من المناطق الجنوبية وقد كانت ابشعها على الإطلاق مجزرة الإبادة الجماعية لقرية المعجلة والتدمير الشامل لمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وشيوع القتل والتشريد لسكانها وتحت غطاء الحرب الدولية على الإرهاب والقاعدة .