الصحافة الجنوبية في مواجهة التمييز المقنن والتعسف التكفيري .. الشمال فرقاء متخالفة فيما بينها وعلى الجنوب تتوافق جميعها
على أثر التهديدات ومحاولة الترهيب التي طالت عدد من صحفيي الجنوب التي تتُهم بتدبيرها السلطات اليمنية والتي طالت كل من الصحافي صلاح السقلدي مدير تحرير صحيفة صدى عدن والصحافي فتحي بن لزرق رئيس تحرير عدن الغد والاعلامي صلاح بن لغبر المذيع بقناة عدن لايف وآخرها التهديد الذي طال الاعلامية أمنية بدر الدين هندا المذيعة بقناة عدن لايف التي تبث من بيروت ، وهو ما اعتبرته مصادرعدة في استطلاع لصحيفة ( صدى عدن ) الأسبوعية عودة لتفعيل المخطط الممنهج للإبقاء لحالة التعتيم المطبق على ساحات الاعلام الجنوبية .
ووسط اجماع الرأي على ان الممارسات القمعية وانتهاكات السلطات اليمنية للحريات العامة للجنوبيين وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والاعلام عامة ظل سبيلاً ممنهجاً للسلطات اليمنية بنظاميها الحالي والسلف .
يؤكد الاجماع على ان السلطات اليمنية بكافة فرقائها المتصارعة والمتخالفة فيما بينها على كل شئ عدا انها تتوافق جميعها على الجنوب وهذا ما بدا جلياً بوضوح بعد رحى الحرب التي استعرت فيما بينها لتوقفها فجأة تحت صيغة الهدنة المؤقتة التي يطلق عليها بحكومة الوفاق .
وتلفت المصار إلى ان حرصها على التوافق حتى لا ينتهز الجنوب فرصته بانشغالها بالحرب المستعرة بين الفرقاء وصراعاتها البينية وهذا معلن بشكل سافر وصراحة منها لكون استحواذها على الجنوب بمرجعية الثروة والفيد التي اسندتها بثقافة الفتاوى الدينية المزعومة ولتكفير لثورة الشعب الجنوبي الداعية للتحرر والاستقلال عن مشروع الوحيدة اليمنية المزعومة .
ويذهب الاعلامي أحمد با صريح مراسل قناة عدن لايف من المكلا حاضرة محافظة حضرموت كبرى محافظات الجنوب إلى ان السلطات اليمنية لطالما كان حرصها على عدم الاقرار بوجود شعب الجنوب من الاساس وفي سبيل حرصها على تجسيد نواياها بطمس أي أثر تراه قد يسند الجنوبيين سعت إلى نسج قوانين خاصة بغفلة من الزمن في أعقاب انتصارها بالحرب العام 1994م واجتياحها للجنوب وتقويض دولته فكانت تلك القوانين على مفصلة على هوى مآربها ونواياها المبيتة ضد الجنوب .
وبالتالي كان القمع الذي تعرض له الصحفيين الجنوبيين بالمراحل السابقة بقوة القانون المنسوج خصيصاً لتقنين مآربها القمعية لأي اصوات ترتفع باسم القضية الجنوبية وبهذه القوانين المنسوجة إلى جانب الفتاوى التكفيرية سولت اعتداءاتها المتغطرسة وانتهاكاتها الجسيمة بحق الصحفيين و حريات الجنوبيين عامة وصلت حد القتل للبعض منهم والسجن وفرض الغرامات لآخرين .
الاعلامي أمجد صبيح المراسل بقناة عدن لايف من مدينة تريم يذهب إلى ان المخاطر على حرية الصحفيين الجنوبيين باتت اليوم أكثر من ذي مضى بعد ان وثقت السلطات اليمنية بحملة الكراهية التي يمارسها حزب الإصلاح اليمني عودته بقوة لتصدر اروقة السلطة القمعية متسلحاً بالفتاوى التكفيرية التي يعمل على تجديدها وتعزيز العمل بها مثلما كان في سابق عهدها خلال حرب العام 1994م ، فحزب الاصلاح اليوم يعد أكبر الفرقاء المشاركة بسلطة الوفاق اليمنية ولهذا تُرقب بجلاء عودة المخاطر المحدقة على الحياة والأمن الشخصي للصحفيين والاعلاميين الجنوبيين .
لاسيما بعد ان باتت القضية الجنوبية في أوج مراحلها وقاب قوسين أو أدنى من ولوج أسمى غاياتها ولاشك ان الاصوات الصحفية والمنابر الجنوبية كان لها دور بارز في ولوج القضية الجنوبية إلى أعلى مراتبها وهي لاتزال تجتهد في الإعلاء بصوت الثورة الجنوبية إلى آفاقها الرحبة رغم الممارسات القمعية التي تطالها ومحاولة السلطات اليمنية الإبقاء على حالة التعتيم المطبقة عليها غير أن اعلام الجنوب يجتهد بكل ما يؤتي له من قوة ويتسنَ له من سبيل في الرفع من صوت الثورة الجنوبية .