الجبولي :أبناء الجنوب دفعواالثمن من دمائهم وكرامتهم ومصادر رزقهم حتى وجدوا أنفسهم أشبه بأيتام في مأدبة لئام
تحدث الكاتب علي الجبولي عن الآثار المدمرة لإعلان حرب احتلال الجنوب في الذكرى الــ19حيث قال : من يستقرى المشهد السياسي في الذكرى الـ 19 لإعلان الحرب على الجنوب واحتلاله بالقوة العسكرية يجد إن فقراء الشمال وكادحي الجنوب لم يجنوا من وحدة الضم غير التعب ومرارة الخوف والبؤس. انقلبت الوحدة من نعمة مشروع وطني استراتيجي إلى نقمة أزمات ومحن يتجرع مرارتها الشعب شمالا وجنوبا.
واضاف ان حفنة من عصابات السلطة وقوى النفوذ والفاسدين نهبت السلطة والثروة، ولم تبقي لسواد الشعب سوى الجرع والأناشيد العاطفية الفضفاضة لترقيص عواطفه.
واوضح الوحدة منذ غزو الجنوب لم يعد لها وجود شرعي او قانوني بل انقلبت إلى عبث مدمر بالجنوب وشعبه وثرواته ، من يزعم إن الوحدة أنهت والاحتراب الشطري وفك الارتباط سيفجر الاحتراب فهو بليد وزعمه لم يعد ينطلي إلا على الأغبياء والسذج.فمتى كان المواطن طرفا في الصراعات والدسائس التي أنتجتها أنظمة الحكم والقوى المتعهدة بتنفيذ أجندات الصراعات الإقليمية والدولية؟ حتى لو انطلى هكذا تضليل على البسطاء فهل ينعم البلد الموحد اليوم بالأمن والاستقرار ؟أم حلت محل الصراع الشطري بين الأنظمة عديد صراعات مناطقية ومذهبية وسياسية وقبلية أوسع واخطر،أصبح الشعبان فعلا طرفان فيها ويدفعان فاتورتها الباهظة؟.
واشار لقد وفرت حرب احتلال الجنوب مناخا خصبا ينهب الفاسدون وعصابات الإثراء السريع ونافذو السلطة وحلفاؤهم باسم الوحدة ممتلكات ومكتسبات الكادحين الجنوبيين،من أراضي ومصانع ومزارع ومؤسسات وتعاونيات، وليقضوا على منجزاتهم في الأمن والأمان وسيادة القانون ومجانية الخدمات والعدالة والمساواة، وعلى مكتسباتهم المدنية والاجتماعية التي تحققت في عهد دولتهم الجنوبية،دون أن يجنوا من الوحدة سوى مساوي الثأر القبلي وإفساد الأخلاق والقيم،وتدمير النسيج الاجتماعي، فدفع أبناء الجنوب الثمن من دمائهم وكرامتهم ومصادر رزقهم حتى وجدوا أنفسهم أشبه بأيتام في مأدبة لئام.